رئيس التحرير
عصام كامل

أم منقار.. نساء بعد نفخ الشفاه!


أعلم أننا في رمضان ونحن صيام، فلن يكون حديث نميمة، بل سيكون حديث تحسر وتأمل، وعموما هو مكتوب بعد الافطار، يعني ممكن أن نخوض خوضا في التحليل وفي الدهشة وفي الإعراب عن الاستنكار. ماذا يدهشني وماذا يدعوني إلى الاستنكار؟! الإجابة عن السؤالين معا مركزة في كلمة واحدة: شكل المرأة في مصر. المرأة المصرية.


- ماله؟
- لا يعجبنى
- لما لا يعجبك؟
- الموضوع تجاوز الإعجاب إلى النفور!
بصراحة هذه قفزة شاهقة، أو عميقة، أو كلاهما، في الرؤية وفي التحليل.

ادخل في الموضوع إذا سمحت كفى افتراء علينا. هي واحدة منهن إذن سمعتني أتسلل إلى عقولكم لأقنعكم بوجوب الانضمام إلى حملة (خلوها ترجع لوشها تاني)! الوجه الهادئ الجميل السمح البشوش الملون تلوينا خفيفا. ماله الوجه الحالي؟

ألا ترونه؟ الحاجبان خطان أسودان عريضان غامقان مسحوبان سحبة حواجب التتار. العيون غرقانة في ظلال بنفسجية وفوشياوية، وباذنجانية وتركوازية. الوجنتان "لطشة دوكو نبيتي غامق، أو بمبى مسخسخ".

أما الأنف فلم تقترب منه معظم السيدات بعد. يتعاملن معه جراحيا بأسلوب تكثيف الشعر حول الوجه، أما لو كانت ذات حجاب، فأنها لا تعير أنفها التفاتا.

وننزل إلى مربط الأذى. الشفاه!
الشفاه أذى؟
لم تكن أبدا كذلك. كانت الشفاه دوما في رواياتنا مناطق غرائز نووية. لم تعد الشفة المخلوقة بها الست المصرية تعجبها. وهكذا راحت تقلد ستات السيليكون والبوتكس. وانفتحت عيادات نفخ الشفة السفلة والعليا أو إحديهما، أو مط زاويتي الفم. صار فم المرأة بوزا أو بزبوزا، أو منقارا. ترى الواحدة بوزها منقارا، مدلى. كأنما الشفة ساقطة مدلاة. لمن تنفخ المرأة شفتيها؟ لمن تتزين أصلا؟

العرف والأخلاق وكلام ربنا أن كل هذا لبعلها الموقر. وحيث إن البعال هم اليوم بغال، سقط عنهم الوقار. وتنازعت المرأة المسؤليات والزعيق معا، فإن الحجة الفلسفية المشهرة وبالصوت الحيانى بتاع فيفى عبده هي:
- اتمكيج لنفسى يا خويا. اسم الله ! اتمكيج له ليه. دا البعيد أعمى. بحب اشوف نفسى حلوة منورة مدألجة زي البيضة المحمرة في طشة سمنة بعد السلق!

واضح أن ردها تلقيح على بيض مدألج يباع في بلكونة شيخة الحارة ماسورة الفضائح.

الحاجبان إذن قوسان أو سطران. والفم ممدود. يمتد الفم عادة أو تفتر الشفاه تعبيرا عن شعور. الامتداد بالنفخ ليس فيه أي تعبير عن شعور. هو مجرد زائدة تتشبه بها المرأة بمنقار أو بوز فصادة.

تشويه مدفوع الأجر والثمن باهظ، والأعجب أن التشويه صار رمز الجمال. بئس شعب يرى القبح جمالا. يرى الانحطاط رفعة. لم تتقبل النفس بوز التشويه هذا مالم تكن هي أصلا نفس شائهة مشوهة فاسدة.
مالك يا سيدتي المصرية؟

أين جمال الستينيات والسبعينيات، وحتى أول الألفية؟ مالكن؟ كانت الوجوه هي البراءة والعيون سماء صافية، وتلوين الوجه كان في وقار وجمال. وجه البلياتشو الحالي لا يشبه وجه الست المصرية. من نفخت ومن بيضت أسنانها بياض الثلج الشاهق ومن سخمطت وجهها سخمطة المساخيط هي مسخ بكل المقاييس. ارجعي إلى عقلك وفطرتك السوية يا كل ست مصرية نفخت أو انتفخت.

الجريدة الرسمية