رئيس التحرير
عصام كامل

خراب شامل.. خسائر المنطقة من الحرب الأمريكية الإيرانية


بدأ العالم يشعر بقلق بالغ من وقوع حرب فتاكة بين أمريكا وإيران، في ظل لهجة التصعيد والتحشيد العسكري بين الطرفين.


وبالرغم من ميل بعض الأبواق إلى نشوب معركة حامية الوطيس بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا، هناك مخاطر جمة تحدق بمنطقة الشرق الأوسط حال وقع النزال العسكري ودارت عجلة الحرب.. تلخصه "فيتو" في النقاط التالية.

أولا، اندلاع مثل الحرب من شأنه التأثير على أسعار النفط ودخول دول المنطقة خصوصا الفقيرة منها في دوامة غرق اقتصادي لا تقارن بالدول النفطية القادرة على تلبية احتياجات مواطنيه.

ثانيا، دخول العرب في هذه المعركة على الأقل بالمساندة الكلامية من شأنه تفخيخ الجيهات الداخلية، ويمنح الفرصة للتيارات الإرهابية لتغذية أفكار العنف والتطرف من خلال إعادة إنتاج الحديث عن "الشيطان الأكبر" –أمريكا- ودور أنظمة المنطقة في مساندته أمام دولة إسلامية بغض النظر عن ممارساتها السياسية.

ثالثا، الوفاق الحادث بين إدارة الرئيس الأمريكى دنالد ترامب، والإدارة الإسرائيلية في ظل الحديث عن إعلان صفقة القرن عقب انتهاء شهر رمضان بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يثير المخاوف من صناعة واشنطن لحربا إقليمية تجر الجميع فوق فوهة بركانها المشتعل بهدف الانقضاض على قضية العرب التاريخية.

رابعا، من المؤكد أنه في حال اندلاع هذه المعركة، سوف تمارس أمريكا ضغوطا سياسية على جميع الأنظمة العربية بهدف فتح مجالاتها الجوية وقواعدها العسكرية لاستغلالها في هذه المعركة، الأمر الذي يزج بدول المنطقة في الصراع السنى الشيعى الذي تعمل أمريكا على تغذيته منذ عقود بهدف خلق عدو وهمى للعرب والمسلمين، بديلا عن المحتل الإسرائيلى العدو الحقيقة للأمة العربية.

خامسا، خلال السنوات الماضية تمكنت طهران من زرع ميلشيات مسلحة في ربوع دول المنطقة، إضافة إلى تمكنها في كسب مريدين لأفكارها، بما يجعل هذا الأذرع والعناصر بمثابة خلايا نائمة، قادرة على إحداث انفجارات داخل هذه المجتمعات العربية بطريقة انتقامية لتخفيف الضغط الخارجى على الجمهورية الإسلامية، بما يدفع الجميع إلى خراب شامل ليدفع العرب فاتورة مراهنات ترامب وأحلام المرشد النووية.
الجريدة الرسمية