رئيس التحرير
عصام كامل

شادية: "أحب الفانوس أبو شمعة"


في مجلة "الكواكب"، رمضان عام 1965، ذهبت الصحفية عائشة صالح، إلى المطربة شادية في بيتها المطل على كوبري الجامعة وفي حضور زوجها الفنان صلاح ذو الفقار، فكتبت تقول:


"كانت شادية تقف في شرفة منزلها وقالت لي: إنني أحب منظر النيل في الليل، وأغلب الليالي نقضيها أنا وصلاح هنا في الشرفة نسهر بعد السحور حتى الفجر، وقد قررت، أنا وصلاح، التفرغ التام لرمضان وألا نرتبط بأي عروض أفلام في شهر الصيام لأني لا أحب أن يضيع مني طعم رمضان".

وأضافت شادية: "إن رمضان هذا العام أقضيه في البيت، وسأكون ست بيت أرعى زوجي، سأطبخ له، أنا أحب رمضان منذ طفولتي، أحب روحه عندما كنا نجتمع بكامل أفراد أسرتنا حول مائدة الإفطار، ونحن في أنشاص حيث كنا نسكن مع والدي الموظف البسيط".

تدخل صلاح ذو الفقار في الحديث، فقال: "شادية تحب الفوانيس وهوايتها جمع الفوانيس، وفي العام الماضي طلبت مني أن أحضر لها فانوسًا، وكنا قبيل رمضان، ولظروف لا أذكرها كنت أؤجل يومًا بعد يوم، فظننت أن الطلب ليس مهمًّا، وجاء رمضان، فغضبت شادية كثيرا وردت عليَّ بعتاب: أين الفانوس؟".

أسرعت خارجًا وقدت عربتي ووصلت ميدان الحسين واشتريت الفانوس المطلوب".

وعلقت شادية قائلة: "لا تعجبنى الفوانيس الحديثة، وما زلت أفضل الفانوس أبو شمعة لأنها تعيد لي ذكريات الطفولة".

ويتكلم صلاح ويقول: "إنني أحب أن أصعد إلى أعلى مكان في القاهرة كلما جاء رمضان.. إلى برج الجزيرة أو إلى جبل المقطم وأنظر منه فأجد الناس في أحجام النمل"، مؤكدًا أنه يحب السهرات الشعبية حيث تظهر روح رمضان في تلك الأحياء؛ فرمضان في السيدة زينب والحسين له نفس طعم رمضان أيام زمان؛ الترابط بين الناس، مأكولات رمضان، الكنافة والقطائف، دخول الناس المسجد ليل نهار، فلو نقلت مثلًا هذا الجو إلى الزمالك أو جاردن سيتي فإنه سيفقد الروح.

"رمضان بيبقى رمضان في الحي الشعبي، مثلا أحب السهر في مقهى الفيشاوي".. ففي أول ليلة من ليالي رمضان خرجت المطربة شادية وزوجها صلاح ذو الفقار في زيارة إلى مسجد القلعة، لمشاهدة القاهرة من مكان عالٍ في تلك الليلة.
الجريدة الرسمية