رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد عمر هاشم يكتب: روحانيات الصوم


في مجلة "اللواء الإسلامي"، عام 1985، كتب الدكتور أحمد عمر هاشم، الأستاذ بجامعة الأزهر، مقالًا عن الصوم، قال فيه:

"من أفضل شهور السنة، وهو الشهر الوحيد الذي ذُكر اسمه في القرآن الكريم، الشهر الذي فرض الله عز وجل صيامه وجعله ركنًا من أركان الإسلام.

شهر رمضان له خصائص ومميزات كثيرة، وفيه عبادات كثيرة، منها عبادة الصيام في النهار وعبادة القيام في الليل، وذكرياته عزيزة وغالية حين يجول فيها الإنسان منذ الطفولة ونحن نتسابق على الصيام، ثم نحرص على أن نحيي ليالي رمضان وأن نؤدي صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم، وكله اقتداء برسول الله، صلى الله عليه وسلم.

ولأن كل مرحلة عمرية لها خصائصها، ولذلك ننبه أبناءنا الشباب والأطفال أيضًا أن يحافظوا على هذا الصيام لأنه عبادة لا مثيل لها، ومن أجل ذلك أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الشباب الذي لا يستطيع الزواج أن يصوم، وقال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، أي وقاية.

وفي حديث آخر يقول عليه السلام: "الصوم جُنَّة فإن كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم".

الصيام هو الصيام لأنه امتناع عن الطعام والشراب، وعن المفطرات من الفجر إلى غروب الشمس، ورمضان فيه روحيات جميلة إلا أن الروحيات في الريف أكثر منها في المدن لبعد الصائم عن مصادر اللهو بعد أن أصبحت التليفزيونات والمسلسلات والأفلام تشغل الصائم عن الصلاة والعبادة وتلاوة القرآن الكريم وعن الروحانيات التي يجب أن يحرص عليها.

ونصيحتي للشباب هي أن يستفيدوا من عبادة الصيام، ففيها تعوُّدٌ للإنسان في البعد عن الشهوات، فالصيام يساعد صاحبه في الإقلاع عن العادات السيئة، ولذلك علينا اغتنام الفرصة في الإقلاع عنها كالتدخين مثلًا.

أيضًا التعود على الطاعة والأخلاق والتقرب إلى الله عز وجل بصيام النهار وقيام الليل، إلى جانب الإخلاص في العمل وعدم اتخاذ الصيام حجة للكسل لأنه شهر عمل وكدح وجهاد.

أنصح أيضًا بعدم الإسراف في الطعام بحجة الصيام، وهناك بطون جائعة في حاجة إلى الفائض الذي يلقى في القمامة، وأن نجعل من رمضان شهرًا لقضاء حوائج الناس.
الجريدة الرسمية