رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب والإخوان!


قبل أن يدخل "ترامب" البيت الأبيض وهو ما زال يقاتل من أجل ذلك أفصح أكثر من مسئول في حملته الانتخابية أنه يعتزم فور انتخابه اعتماد الإخوان جماعة إرهابية.. ولكن مضى الوقت ولم يحدث ذلك.. اقتصر الأمر فقط على مناقشة هذا الموضوع في الكونجرس الأمريكى وكواليس الإدارة الأمريكية دون التوصل إلى قرار في هذا الأمر، وظل الإخوان يترددون على واشنطن ويلتقون بالعديد من أعضاء الكونجرس..


ولكن أمس فقط وبعد مرور نحو عامين وربع العام على تولى ترامب منصب رئيس أمريكا أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أنه وجه مساعديه لاعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وذلك بعد التشاور مع قيادات أمريكية أمنية، وقيادات في منطقة الشرق الأوسط
وهذه تعد خطوة مهمة وكبيرة في سبيل تحقيق ذلك سوف يكون لها إذا حدثت أن توجه ضربة قوية لهذه الجماعة التي حظيت بدعم الإدارة الأمريكية السابقة إبان حكم أوباما، مكنها من الوصول إلى حكم مصر والتوغل في العديد من بلدان المنطقة..

فمثل هذا القرار الامريكى إذا اتخذ سوف يترتب عليه إغلاق باب واشنطن أمام قيادات الجماعة وتنظيمها الدولى، مع فرض عقوبات مؤلمة عليها وعليهم، أو فرض حصار دولى قد يغرى دولا أوروبية بأن تشارك فيه إذا حذت حذو واشنطن في هذا الصدد.

ولكن حتى يتحقق ذلك فإن ثمة أسئلة تثور هنا.. منها كم من الوقت سوف تحتاجه الإدارة الأمريكية لاتخاذ مثل هذه الخطوة؟ وكيف سيكون موقف الكونجرس الأمريكي الذي يسيطر على مجلس النواب فيه الديمقراطيون الرافضين لمثل هذه الخطوة؟ أم أن البيت الأبيض سوف ينفرد باتخاذ هذا القرار في إطار صلاحيات الرئيس الأمنية التي مكنته من إلغاء الاتفاق النووى مع إيران وفرض المزيد من العقوبات عليها؟

وهل سيكون تنفيذ مثل هذا القرار مرهونا فقط باستمرار ترامب في البيت الأبيض؟ وما هى رد فعل الدول والحكومات التي تدعم الإخوان في كل مكان مثل تركيا وقطر وتأثير ذلك على علاقاتها بالولايات المتحدة مستقبلا؟ وقبل ذلك كله هل يكون الحديث الأمريكى عن اعتبار الإخوان جماعة إرهابية هو نوع من الضغط فقط على حلفائها ووسيلة للابتزاز السياسي للدول العربية الراغبة في ذلك الأمر؟!
على كل الأحوال الإجابة عن كل هذه الأسئلة سوف تحمله لنا الأيام المقبلة.
الجريدة الرسمية