رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«عفريتة إسماعيل يس».. الراقصة كيتي هل قضى عليها السرطان أم الجاسوسية؟

 كيتي فوتساتى
كيتي فوتساتى

راقصة ليست فقط من طراز خاص ولكن الشكل المختلف في الأداء والحركة واللياقة أكسبها طابعا من خفة الدم والقبول لدى الجمهور في تلك الحقبات الممتدة من الثلاثينات حتى خمسينات القرن الماضي، تلك الفترة التي كان فيها الرقص الشرقي مقتصرًا على عمالقة وملكات متربعات على عرش ذلك الفن، أمثال الراحلات: سامية جمال، تحية كاريوكا، زينات علوي، وغيرهن، ولكن الراقصة والممثلة «كيتي» استطاعت بلونها المختلف ليس فقط أن تدخل المجال ولكنها نافست عمالقته.


ولدت الفنانة الاستعراضية كيتي فوتساتى في 21 أبريل 1927، بالإسكندرية من عائلة يونانية، وقيل إنها تدينت بالديانة اليهودية، عاشت وترعرعت في الشوارع المصرية، واكتسبت منها خفة ظل المصريين، وتعلمت الرقص الشرقي وبرعت فيه.

وشاركت فيما يقرب من 60 فيلمًا في أقل من عشرين عامًا وكان أحد أشهر أدوراها في فيلم «عفريتة إسماعيل يس» أمام الفنان الراحل إسماعيل يس، قبل أن تختفي فجأة، إلى أن توفيت في 5 يناير 1980، عن عمر ناهز الـ53 عامًا، وسط تساؤلات وروايات حول اختفائها المفاجئ وموتها بعيدًا عن أرض مولدها في عروس البحر المتوسط بمصر.

وكان آخر أفلام كيتي «العقل والمال» عام 1965، أمام الكوميديان الراحل إسماعيل يس، وشاركهما البطولة حسن فايق، توفيق الدقن، مديحة كامل، وغيرهم.

رغم ما حققته الراقصة الاستعراضية كيتي من شهرة واسعة على المستويين المسرحي والسينمائي، إلا أنها اختفت فجأة وبدون مقدمات؛ ما فتح المجال لكثير من الروايات والأقاويل، حتى وصل الأمر لأن نالتها تهمة بأنها على علاقة بإسرائيل، وأنها كانت عضوة في شبكة تجسس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، وعندما تم الكشف عن نشاطها، هربت قبل أن يتم القبض عليها، واستطرد مرددو تلك الرواية لتوثيقها بأن الراقصة الشابة –آنذاك- هاجرت من مصر، بعد أن علمت بالقبض على الفنان السوري إلياس مؤدب، الذي تم التحقيق معه في قضية اتهامه بالانتماء لشبكة تجسس ضد مصر، ومن ثم تم إخلاء سبيله، فترك القاهرة عائدًا إلى سوريا بلده الأصلي.

ومن ضمن الروايات الأخرى –غير الموثقة- عن الحياة الخاصة للراقصة كيتي أنها تزوجت من المخرج المصري الراحل حسن الصيفي، وكانت على علاقة عاطفية بأشهر جواسيس مصر «رفعت الجمال» المعروف إعلاميًا ودراميًا بـ«رأفت الهجان»، واعتمدت تلك الرواية على مذكرات «رأفت الهجان»، والتي كتب فيها أن أول حب في حياته كان لفتاة وصفها بأنها راقصة شابة، مراهقة وطائشة، وتكبره بعام واحد، اسمها «بيتي»، الأمر الذي ربطه البعض بأن الهجان أراد أن يخفي جزءًا من هوية محبوبته الأصلية «كيتي» بتحريف اسمها إلى «بيتي».

واستطرد الجمال، أو "الهجان" في مذكراته، عن معشوقته الشابة اليهودية أن علاقتهما لم تكن مجرد حب عذري أو علاقة عاطفية ولكنها تطورت لحد أنه انتقل للعيش معها، مما أثار غضب شقيقه «لبيب»، وتسبب له في مشكلات عائلية عديدة، جعلته يتخلى في النهاية عن حبه لـ«بيتي».

وتوغل سيل الروايات الملاحقة لـ«كيتي» حتى بعد وفاتها حيث أشيع عنها أنها عضوة في شبكة جاسوسية كان يديرها ضابط الموساد الإسرائيلي «إبراهام دار» أو «جون دارلينج» كما كان معروفا وقتها، والتي ارتكبت عمليات استهداف مكاتب الاستعلام الأمريكية في مصر وقتها وعرفت بعد ذلك بفضيحة «لافون».

وكما تقول القاعدة والقانون الفيزيائي «لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه»، فكان لابد من أن يكون هناك اتجاه مغاير لتلك الروايات الملاحقة للراقصة الاستعراضية، حتى خرجت الفنانة والراقصة الاستعراضية «نجوى فؤاد» إلى الإعلام وقالت في أحد أحاديثها إن الفنانة «كيتي» أصيبت بمرض السرطان وعندما علمت الأخيرة بحقيقة مرضها، الأمر الذي أثر على معنوياتها وفضلت الانسحاب والعودة إلى بلدها، وأوصت بدفنها في موطنها الأصلي باليونان.
Advertisements
الجريدة الرسمية