رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«جبروت امرأة» يذبح براءة «آدم» في الهرم.. الجيران: «كانت بتدور معاهم وقالت لجوزها أنا قتلته.. حطته في برميل مياه عشان تصفي دمه وترميه في الزبالة.. وأمه كانت أكتر واحدة بتراعي

فيتو

بينما انشغل المواطنون بالأجواء الاحتفالية التي طغت على اليوم الأول للاستفتاء على التعديلات الدستورية 2019، كان سكان شارع ابن خلدون بمنطقة اللبيني في الجيزة، يعيشون واقعا مغايرا تماما، بعدما سيطر الحزن والصمت على وجوههم بسبب جريمة قتل الطفل آدم ذي السنوات الخمس أمس الأول الجمعة.


جريمة تفاجأ بها سكان الشارع الهادئ، بعدما فوجئوا بسيارات الشرطة تملأ جنبات المنطقة، وتمنع المارة من الاقتراب من محيط العقار رقم 13، تساؤلات سرعان ما وجدت إجابات عليها من الحاضرين، وحراس العقارات المجاورة، العثور على جثة الطفل آدم ابن حارس العقار المجاور داخل غرفة حارس عمارة 13 مذبوحا من الرقبة وجثته ملقاة داخل برميل، ولكن المفاجأة التي أذهلت الجميع، هي أن قاتله ما هي إلا زوجة عمه حارس العقار.


بين صراخ وبكاء متواصل من والدة الطفل وقريباته، استمر التزاحم لساعات حول العقار مسرح الجريمة، إلى أن فرغ رجال مباحث الجيزة وضباط قسم شرطة الهرم برئاسة المقدم محمد الصغير من عملهم بصحبة رجال النيابة العامة، وانصرفوا بعد أن ألقوا القبض على المرأة الثلاثينية المتهمة بقتل الطفل، وتفرق الجمع، وعاد الهدوء ليسود الشارع مجددا.

"شريف. م."، أحد سكان العقار الذي شهد جريمة قتل آدم، تحدث لـ"فيتو" ساردا ما حدث عصر الجمعة الماضي: «أنا كنت في بيتي وطلعت البلكونة على أصوات عالية وصوت ودوشة.. لقيت الشارع مقفول والحكومة تحت.. نزلت بسرعة أشوف فيه إيه.. لقيت قافلين مدخل العمارة ومانعين حد يدخل غير سكانها».

وأضاف الشاهد أنه عقب نزوله، علم أن آدم نجل بواب العمارة المجاورة عثروا على جثته مذبوحا داخل غرفة "أحمد" بواب عمارتهم، وأن زوجته منى هي التي قتلت الطفل، موضحا: «آدم الطفل اللي مات ده يبقى ابن أخو أحمد البواب بتاعنا.. أنا ماكنتش مصدق أن واحدة ست تقتل ابن أخو جوزها، خصوصا أن مكانش فيه بينهم مشكلات قدامنا.. ربنا يرحم الطفل ويصبر أبوه وأمه».


التقطت أم ياسر، حارسة عقار مواجه لمسرح الجريمة، خيط الحديث: «الحكاية كلها أنا كنت شاهدة عليها من أولها.. أم آدم جت تسأل على ابنها على الساعة 2.30 العصر يوم الجمعة.. قولتلها مشفتهوش.. القلق زاد جواها وراحت واخدة جوزها وقعدوا يدوروا.. في الوقت ده أم كرم (القاتلة) فضلت تدور مع أمه عليه».

سكتت المسنة الستينية للحظات، ثم أضافت أنه في منتصف اليوم عادت أم كرم لغرفتها لترتاح قليلا، تاركة الباقين في مهمة البحث، حيث إن الشارع وآخر مجاور له يعمل به 4 أشقاء وزوجاتهم تركوا مسقط رأسهم بالمنيا، وجاءوا للجيزة للعمل كحراس عقارات، 2 منهم، هما: أبو كرم وأبو آدم، وفي الوقت الذي انهمكت فيه الأسرة والعاملون بالمحال المحيطة في مهمة البحث عن آدم، عاد أبو كرم ناحية عمارته التي يحرسها لتفقد طلبات السكان، فور دخوله إلى غرفته لم تمهله زوجته الوقت لالتقاط أنفاسه، وقالت بهدوء: «ماتدورش على آدم علشان أنا قتلته».


«أحمد مصدقش يا حبة عيني وكان فاكرها بتهزر.. لحد ما أخدته من إيده وورته جثة ابن أخوه جوه برميل تحت بير السلم».. تواصل أم ياسر سرد تفاصيل اليوم المشئوم، مؤكدة أن تلك اللحظة كانت بداية كشف جريمة منى – على حد وصفها -، حيث فوجئوا بزوجها أحمد يخرج مسرعا من العمارة، و"يلطم" على وجهه صارخًا وموجهًا اللوم والسباب لزوجته وسط ذهول الجميع، ثم قام بالاتصال بـ "شعبان" شقيق زوجته، وقال له بالحرف: «تعالى شوف أختك خربت بيتنا»، وبعد وصول شعبان وزوجته ودخولهما العمارة وسط حيرة وشك انتاب الجميع، تبددا فور سماع سكان العقار وقاطني الشارع صدى صراخ زوجة شعبان، تخلله ذكر اسم "آدم".

أم ياسر ختمت روايتها لـ "فيتو" مستطردة: «أم آدم كانت أحنّ واحدة على منى.. كانت بتراعيها دايما في تعبها لدرجة أنها كانت أحيانًا بتحميها.. أول ما جت ودخلت شافت ضناها كانت هاتموت من الصدمة.. قعدت تصرخ وتقول جبتنا مصر وسبنا بلدنا عشان تموت "آدم" يا أحمد.. افرح واتبسط بمصر يا أحمد».


على بعد خطوات، تحدث "مصري"، منجد في العقار المواجه لمسرح الجريمة، قائلا: إنه نادرا ما كان يرى المتهمة (أم كرم) في الشارع طوال الأشهر الأخيرة، وفي المرات القليلة التي كان يصادف أن يلتقيها أو يراها كانت في الأغلب بصحبة إحدى السيدات تقوم بـ "تسنيدها" والاتكاء عليها حتى إيصالها لغرفتها بالعقار 13.. ويوضح: «كانت على طول تعبانة، بس عمري ما حسيت أنها مش طبيعية أو عندها مرض نفسي.. وكانت علاقتها عادية بأم آدم.. مش عارف إيه يخليها تقتل ابنها».

كلمات أكدتها ضحى، فتاة جامعية، من سكان أحد العقارات المجاورة، حيث أشارت إلى أن المتهمة أم لـ5 أطفال آخرهم رضيع وضعته منذ 6 أشهر، عانت بعدها من متاعب صحية ولازمت غرفتها، وكانت دائما تخرج وتعود بصحبة أي سيدة وتبدو عليها ملامح التعب والإرهاق.


تتابع ضحى في حديثها لـ"فيتو": «اللي عرفته أن الولد كان بيلعب مع ابن أختها قدام عمارتهم.. راحت مشت ابن أختها وأخدت آدم جوه في أوضتها ودبحته.. وبعد كده فضلت من بعد الصلاة تدور عليه مع أهله.. ولما اتكشفت وعرفوا قالت لهم: مكنتش في وعيي.. كانت حاطاه في برميل مياه تحت السلم وقالت إنها كانت مستنية دمه يتصفى، بعدين تاخده في كرتونة وترميه في الزبالة».

«أنا كنت بجيب طلبات بعد صلاة الجمعة، شفت زحمة ولمة وعربيات شرطة وستات بتصوَّت.. قربت أشوف فيه إيه.. قالوا لي دي جريمة قتل».. هكذا بدأ مهاب معوض، مُدَرس، حديثه لـ"فيتو" ذاكرا ما شهدته عيناه من تفاصيل الجريمة البشعة.


الشاب – الذي يقطن على بعد شارع من عقار الجريمة – أكمل سرد روايته، مضيفا أنه علم عن طريق سكان العقار وبعض حراس العمارات، أن أحدهم عثر على طفل مذبوح داخل برميل على يد زوجة عمه، وسمع عدة روايات، تارة أقاويل تزعم وجود مشكلات ميراث بينهم، وأخرى تشير إلى أن القاتلة "مريضة نفسيا"، وبعد ذلك – والكلام للشاهد - اصطحبت قوات الشرطة المتهمة وزوجها للقسم، وتم نقل جثة الطفل بواسطة سيارة الإسعاف، وسط بكاء وانهيار تام لوالدته، مختتمًا: «أنا بحكم شغلي كمُدرس بتعامل يوميا مع أطفال في عمر آدم وأكبر.. مش قادر حتى اللحظة أستوعب إزاي أم تقدر تذبح طفلا بمنتهى القسوة دي.. ربنا يرحمنا برحمته ويصبر أهله».

جريمة مروعة تكشفت خيوطها الأولى ببلاغ تلقاه العقيد أحمد الشريف، نائب مأمور قسم شرطة الهرم، من النجدة يفيد العثور على جثة لطفل مذبوح داخل برميل في "منور" عقار بمنطقة اللبيني الكائن بدائرة القسم.


بإخطار اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وجه بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد أسامة عبد الفتاح، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، لكشف غموض الحادث، وتوجه المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث قسم الهرم، وضباطه لمحل البلاغ، وبالفحص والتحري تبين تورط زوجة عم الطفل في قتله، وتم ضبطها، وأمام العقيد محمد راسخ مفتش مباحث الهرم، اعترفت بارتكاب الجريمة، وظهر عليها معالم عدم الاتزان النفسي.

بالعرض على اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، وجه بتحرير المحضر اللازم بالواقعة، وجمع مزيد من التحريات حولها، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
Advertisements
الجريدة الرسمية