رئيس التحرير
عصام كامل

بلدي قوي يا شيخ "جابر"!


سنقول قولا ثقيلا، أفهم أن يمرره رئيس التحرير الكاتب الكبير "عصام كامل" لأنه أكيد صدم مما سأتناوله بعد صدمتى أنا الآخر، كما صُدم مصريون كثيرون من الربط بين معجزة الإسراء والمعراج ومعجزة العلاوات وزيادة الحد الأدنى للأجور وزيادة وضم علاوات المعاشات !


الشيخ "جابر طايع" الناطق بلسان الأوقاف ابتدع في الدين وأبدع في السياسة، وفاق الخط في النط على المأثور في الاستدلال والاستخراج، بل في استنباط سلالات جديدة من المداهنة، فقد نجح في الربط بين وزارة المالية المصرية والانفراجة المادية وبين رحلة البراق بين السماء والأرض، يركبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تعنيه وقتها من انفراجة روحية!

ما هكذا يكون النفاق. لا يجيده رجال الدين الأفاضل. يجيده قناصو الأزمات، كما رأينا الشيخ حسان والشيخ زعبوط والشيخ كتكوت، ممن حرموا الخروج على الحاكم أيام "مبارك" ثم حللوا الخروج على الحاكم حين ضعفت قبضة "مبارك"!

الإبداع في المسايرة ودق الدف أمر فج ومقيت، ولن يخدم احدا، ولا نظن، بل نوقن أن الرئيس نفسه لا يحب هذا الاستدلال المعيب والربط المتعسف والقياس الخاطئ.

نعم، لقد أسعد الرئيس الشعب، بقرارات مالية للتفريج عن الصدور، جزاء الصبر الجميل من الشعب على أوجاع وآلام خطة الإصلاح الاقتصادى.

مع توفر موارد حقيقية قدم الرئيس للناس زيادات وعلاوات وفرح كل بيت مصرى، بل كان الرئيس نفسه سعيدا وهو يرى الناس سعداء، ولسوف يسعدهم أكثر وأكثر كلما تحققت وفورات وموارد وتقلص العجز في الموازنة.

لكن.. لكن أن يرى الشيخ "جابر" أن ما كنا فيه أشبه بما فعلته قريش من تضييق وعنف بالنبي عليه صلوات الله وتسليمه، فهذا كثير ومريع وابتداع سمج!.. كيف هان عليه وازعه الديني أن يربط قرار رئيس دنيوي بقرار رب الكون العظيم.

يا إلهى أي مشايخ هؤلاء؟.. من قدوتهم؟.. من علمهم التخريج والاستنباط فائق الإثم في الاستدلال؟.

نتصور أن وزير الأوقاف الذي لم يمل بعد من رؤيتنا عبر كاميرات التليفزيون كل جمعة، الحقيقة أننا لن نمل منه بل سنصبر على مثابرته ودأبه، لن يمرر تخريجه، بل تفويته السيد "جابر طايع" ولسوف يؤاخذه، ولسوف يراجع عليه معلوماته، ولسوف يسأله كيف توصل إلى هذه العلاقة السببية بين قرار أرضى وقرار سماوى، وكيف يمكن قبول أن الناس وقت الإصلاح الاقتصادي الشديد القسوة وفي عهد وعهدة الرئيس، كانوا في مجتمع قريش الكافر؟!

هذا تجاوز لا يستسيغه العقل وتعفه النفس، وأرحم بنا وبكل مزايد أن يحسن حبك عمامته، وأن ينكب على كتاب الله وأن يخرج على الناس بما يفيد ويقربهم إلى الله.. لا أن يركبهم إلى السلطان!
الجريدة الرسمية