رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«سورية» تؤكد أن الحرب قائمة مع العدو الصهيونى!


"سورية" هي الدولة العربية الوحيدة التي حافظت ومازالت على استمرار حالة الصراع مع العدو الصهيونى، وإمكانية قيام حرب تحريرية لكامل التراب العربي المحتل في أي وقت، لذلك كانت كل هذه الحرب عليها في محاولة لتركيعها كما ركعت دول عربية أخرى، وخرجت من حلبة الصراع العربي– الصهيونى الواحدة تلو الأخرى، إما بمعاهدة سلام مزعوم أو عبر تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والرياضية مع كيان العدو الصهيونى.


وكانت كل هذه العمليات التطبيعية تتم في الخفاء ثم تحولت مؤخرا إلى العلن، بل وصلت إلى أبعد مدى بالدفاع عن العدو الصهيونى ضد أي محاولة للوقوف في مواجهته سواء من قبل المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي تدعمها سورية، وتشكل معها محور المقاومة العربية في وجه هذا العدو المغتصب لأرضنا أو في مواجهة إيران.

ومؤخرا قام مكتب رئيس الوزراء الصهيونى بتسريب فيديو لوزراء خارجية عرب يدافعون عن العدو الصهيونى، وتداولت وسائل الإعلام العالمية هذا الفيديو الذي أكدوا فيه أن مواجهة الجمهورية الإسلامية تعد أكثر إلحاحًا من حل الصراع الصهيونى– الفلسطينى، وقد تم تسجيل هذه التصريحات في جلسة مغلقة على هامش مؤتمر وارسو ببولندا، عندما جلس بعض المسئولين والوزراء العرب حول رئيس وزراء العدو الصهيونى نتنياهو في واحدة من أكبر العمليات التطبيعية العلنية الأخيرة.

وفى الوقت الذي انبطح فيه الجميع ظلت سورية العربية صامدة ومحافظة على موقفها المبدئي من العدو الصهيونى، ففى أعقاب هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967 قرر الزعيم جمال عبد الناصر إزالة آثار العدوان وإعادة بناء الجيش وخوض حرب الاستنزاف التي كبدت العدو الصهيونى خسائر باهظة ومهدت الطريق لحرب أكتوبر (تشرين) التحريرية 1973، وخلال هذه المرحلة حاول العدو الصهيونى تفتيت الموقف العربي..

حيث عرض على الزعيم "جمال عبد الناصر" الصلح مع العدو الصهيونى على أن يعود إلى ما كان عليه الأمر في 4 يونيو (حزيران) 1967، لكنه رفض وأطلق اللاءات الثلاثة الشهيرة في القمة العربية بالخرطوم في 29 أغسطس (آب) 1967، لا صلح لا اعتراف لا تفاوض.

ومع رحيل "جمال عبد الناصر" عادت المحاولات مرة أخرى مع "السادات"، الذي كانت عزيمته ضعيفة فدخل حرب أكتوبر (تشرين) 1973 بخطة بديلة للخطة (جرانيت) التي وضعها "جمال عبد الناصر" بالتنسيق مع سورية العربية، بحيث تكون الحرب تحريرية شاملة، لكن "السادات" أرادها حرب تحريك فقط، لذلك وافق على وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية بعد 17 يوما فقط..

في حين استمرت المعركة على الجبهة السورية 237 يوما، قام خلالها العدو الصهيونى بتكثيف هجومه واسترداد الأراضى العربية في هضبة الجولان، التي حررها الجيش العربي السورى في الأيام الأولى للمعركة.

وبعد انتهاء الحرب عاود العدو الصهيونى محاولته مرة أخرى لتفتيت الموقف العربي عبر فكرة الصلح التي كانت مختمرة من الأصل في عقل "السادات"، ولم يتحرك "السادات" لزيارة القدس الشهيرة، والتي تعد أول اعتراف بالعدو الصهيونى قبل أن يزور دمشق ويعرض الأمر على الرئيس "حافظ الأسد"، وكان الرد قاسيا حيث رفضت سورية دخول أي مفاوضات للصلح مع العدو الصهيونى..

ودخل "السادات" في صلح منفرد مع العدو الصهيونى، ووقع اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر (أيلول) 1978، والتي أعقبتها معاهدة السلام المزعوم في 26 مارس (آزار) 1979، وبذلك خرجت مصر من المواجهة مع العدو الصهيونى، وبقيت سورية تقود المقاومة وتؤكد أن الحرب قائمة مع العدو الصهيونى.

ولم يكل ولم يمل العدو الصهيونى من مسعاه لمزيد من تفتيت الموقف العربي، واستغل الغزو العراقى للكويت ومشاركة سورية في حرب تحريرها إلى جانب التحالف الدولى للمطالبة بالمصالحة العربية، وعقد مؤتمر مدريد للسلام في نهاية عام 1991، وشاركت فيه سورية إلى جانب فلسطين والأردن ولبنان، حتى لا يقال أمام المجتمع الدولى أن سورية رافضة للسلام..

وعلى الرغم من أن المفاوضات كانت عربية إلا أن العدو الصهيونى تمكن من إقناع "ياسر عرفات" من توقيع اتفاقية أوسلو منفردا في 13 سبتمبر (أيلول) 1993، ثم إقناع الملك "حسين" بتوقيع اتفاقية "وادى عربة" منفردا في 26 أكتوبر (تشرين) 1994، لكن ظل الرئيس "حافظ الأسد" يفاوض لمدة عشر سنوات دون الموافقة على التفريط في شبر واحد من الأرض..

وفشلت المفاوضات ورحل دون توقيع أو استسلام.

وجاء الرئيس "بشار الأسد" ليستكمل مشوار الصمود والتحدى في مواجهة العدو الصهيونى، ورفض كل محاولات إقناعه بدخول مفاوضات صلح مع العدو الصهيونى، ووقف داعما لمحور المقاومة على طول الخط وكل انتصار لهذا المحور سواء على الجبهة الفلسطينية أو اللبنانية كانت سورية شريكة فيه، لذلك كانت المؤامرة على سورية بهدف استنزاف جيشها حتى لا يتمكن من خوض معركة التحرير..

وعبر الحرب الكونية عليها والتي تجاوزت اليوم الثماني سنوات تمكن جيشها البطل من تحقيق الانتصار في كل معاركه. وعندما أوشكت معركته مع الإرهاب على الانتهاء، قرر العدو الأمريكى اتخاذ خطوات استباقية بإعلان القدس عاصمة أبدية للعدو الصهيونى، والجولان تحت السيادة الصهيونية..

لكن هذه الخطوات لن تفلح لأن سورية مع محور المقاومة قد أرسيا قاعدة أساسية وهى أن الحرب مع العدو الصهيونى قائمة، ولن تنتهي إلا بتحرير كامل التراب العربي المحتل ومحو العدو الصهيونى من الوجود، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
Advertisements
الجريدة الرسمية