رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العدو الأمريكى يواري هزيمته بورقة الجولان!


يحاول الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" أن يوارى هزيمة بلاده ومشروعها التقسيمي والتفتيتى للمنطقة على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، ليشغل الرأي العام العربي والعالمى بإعلانه الجولان العربي السوري المحتل من العدو الصهيونى منذ ما يزيد عن نصف قرن بأنها تحت السيادة الصهيونية، أي أنها ليست أرضا عربية محتلة بل هي أرض إسرائيلية.


وهى نفس البلطجة الأمريكية التي فعلوها منذ شهور مع القدس العربية الفلسطينية المحتلة، حين أعلنوا أنها عاصمة أبدية للعدو الصهيونى ضاربين بالشرعية الدولية عرض الحائط، ومحاولين فرض أمر واقع علينا، وعلى الرغم من رفض المجتمع الدولى لهذه البلطجة والتنديد بها إلا أن العدو الأمريكى وحليفه الصهيونى يتعامل مع المجتمع الدولي بطريقة لا أرى لا أسمع لا أتكلم، وسوف أستمر في ممارسة البلطجة ما دامت تأتى بنتائج وما دام لا يوجد من يستطيع الرد باستخدام القوة.

لقد ألقت هزيمة المشروع الأمريكى –الصهيونى على الأرض العربية السورية عبر الحرب الكونية التي استمرت ثمانى سنوات كاملة بظلالها على الجولان المحتل، فهضبة الجولان الواقعة تاريخيا في بلاد الشام، والتابعة إداريا لمحافظة القنيطرة والتي تقع بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، والهضبة بكاملها تقع ضمن الحدود الجغرافية للدولة السورية وفقا لترسيم الحدود الدولية الذي قامت به القوى الاستعمارية في عام 1923 أثناء الانتداب البريطانى والفرنسي على بلاد الشام، استنادا إلى اتفاقية سايكس بيكو.

وتبعد الهضبة 60 كيلو متر إلى الغرب من العاصمة دمشق، وتقدر مساحتها الإجمالية 1860 كيلو متر مربع، وتمتد على مسافة 74 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب، دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كيلو متر، وقام العدو الصهيوني باحتلال 1260 كيلو متر من مساحة الهضبة (الثلثين تقريبا) في حرب يونيو ( حزيران ) 1967، بما في ذلك مدينة القنيطرة، وتشكل الجولان بخلاف موقعها الإستراتيجي أحد أهم شرايين الحياة للعدو الصهيوني حيث يستمد 25 % من المياه بسيطرته عليها.

وفى حرب أكتوبر (تشرين أول) 1973 تمكن الجيش العربي السوري من تحرير مساحة 684 كيلو متر مربع من أراضى الهضبة المحتلة، لكن للأسف الشديد عندما أعلن وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية كثف العدو هجومه على الجبهة السورية وأعاد احتلال هذه المساحة مرة أخرى قبل نهاية الحرب..

وفى عام 1974 أعاد العدو الصهيونى مساحة 60 كيلو متر مربع من الجولان تضم مدينة القنيطرة وجوارها وقرية الرفيد في إطار اتفاقية فض الاشتباك، وقد عاد إلى هذا الجزء بعض سكانه باستثناء مدينة القنيطرة التي مازالت مدمرة وترفض الدولة العربية السورية إعادة بنائها واعمارها حتى انسحاب العدو الصهيونى إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967.

حيث اتهمت الدولة السورية العدو الصهيوني بالتدمير المتعمد للمدينة قبل انسحابه منها بينما ينفي العدو ذلك، وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الموقف العربي السورى في قرارها رقم 3240 فعبرت عن قناعتها بأن قوات العدو الصهيوني المحتلة كانت مسئولة عن التدمير المتعمد الكامل لمدينة القنيطرة، في خرق للبند 53 من معاهدة جنيف لعام 1949 تحت البند 147، وقامت الدولة العربية السورية ببناء مدينة صغيرة بضواحى القنيطرة أطلقت عليها مدينة البعث، وأعادت إعمار القرى الجولانية التي استعادتها.

وخلال سنوات الحرب الكونية على سورية استطاع الجيش العربي السوري تفكيك المؤامرة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية القوى الاستعمارية الجديدة في العالم، وشارك فيها بشكل أساسي العدو الصهيونى المحتل لهضبة الجولان، ووفقا لموازين القوى الجديدة في المنطقة بعد انتهاء الحرب الكونية على سورية، فسوف يضطر العدو الصهيونى إلى الانسحاب الكامل من الهضبة بدون اتفاقيات سلام مزعومة على غرار كامب ديفيد وأوسلو ووادى عربة.

بل سيكون الانسحاب على غرار الانسحاب الصهيوني من الجنوب اللبناني عام 2000 بدون شروط نظرا للخوف الشديد من دخول العدو الصهيونى لحرب مباشرة مع الجيش العربي السوري الذي تطورت قدراته القتالية بشكل كبير خلال الحرب مما أذهل العدو الصهيونى، خاصة وأن العدو قد حاول أكثر من مرة اختبار قدرات الدفاعات الجوية العربية السورية واكتشف أنها تطورت بشكل كبير، مما يعنى أن سورية على استعداد تام لدخول الحرب وتحرير الأراضي العربية المحتلة في هضبة الجولان.

لذلك جاءت المناورة الأمريكية الصهيونية الجديدة بإعلان الجولان أرضا إسرائيلية في محاولة للتغطية على الهزيمة ولفتح مسار جديد من الجدل حول هضبة الجولان، وهل هي عربية سورية محتلة أم إسرائيلية في محاولة لتشتيت جهودنا واستنزاف طاقاتنا في جدل عقيم، فالعالم أجمع يعلم أن الجولان عربية سورية، وفى نوفمبر (تشرين ثانى) الماضى 2018 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجددا بأغلبية ساحقة بسيادة سوريا على الجولان المحتل واعتبار كل إجراءات الاحتلال الصهيونى فيه باطلة ولاغية.

وبعيدا عن المجتمع الدولي المزعوم فإن كامل الوجود الصهيوني على الأرض العربية وجودا غير شرعي، ويمثل بلطجة حقيقية سواء أقرت بها المنظمات الدولية أو لم تقر، فكل هذه المنظمات تخضع للهيمنة الأمريكية – الصهيونية لذلك علينا أن نواجه هذه البلطجة بالاستعداد لخوض حرب تحرير شاملة لكامل التراب العربي المحتل من العدو الصهيونى، وكما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ".. فهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الأمريكي وحليفه الصهيوني، اللهم بلغت اللهم فاشهد.


Advertisements
الجريدة الرسمية