رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في إيران الوزراء يملكون حق الاستقالة


في إيران تجربة ثرية تستحق الدراسة والاهتمام من عالمنا العربى المعاصر، السجال السياسي على الساحة الإيرانية يوحى بأن الأنظمة التي تستطيع ممارسة المعارضة من داخل النظام قادرة على الإيفاء بمتطلبات الشعب، وعبور الأزمات، وتقديم نموذج يحتذى فيما يمكن أن يخلق حالة من الحيوية داخل النظام السياسي، مهما وصف ومهما حاولت القوى الدولية الاستعمارية شيطنته.


عندما يعلن وزير الخارجية "محمد جواد ظريف" استقالته عبر إنستجرام، ويتلقى ردا مبهرا من رئيس الدولة الذي قال له: "بما أنكم وبحسب قول قائد الثورة الإسلامية، الرجل الأمين والأبي والشجاع والمتدين، وفي الخط الأول لمواجهة الضغوط الأمريكية الشاملة، فإنني لا أقبل استقالتك، لأنها تتنافى مع مصالح البلاد"..

وعندما يقول رئيس الدولة: "أنا أعلم جيدا الضغوط التي يتعرض لها الجهاز الدبلوماسى في البلاد، والحكومة، وحتى رئيس الدولة المنتخب من قبل الشعب.. إننا باقون أوفياء على العهد الذي قطعناه أمام الله وأمتنا، وإننا على ثقة من أننا سنجتاز هذه المرحلة الشاقة بإذن الله"..

أنت إذن أمام نظام قوى.

هذا النظام لم يقابل استقالة الوزير بفضحه وشيطنته وتحويله إلى خائن وعميل وهارب من خدمة بلاده، والوزير الذي يمتلك قرار استقالته على السوشيال ميديا، يعنى أنه يعرف أن قراره ليس مغامرة سيدفع ثمنها حياته المهنية ومستقبله السياسي..

هذا النموذج ليس موجودا في معظم الأنظمة العربية، في الوطن العربى يقال الوزراء ولا يستقيلون، لأن الاستقالة تعنى حرية الاختيار، والاختيار في معظم بلادنا غير موجود أصلا، ما زلت أقول وبإخلاص إن تجربة إيران موحية في محيطها، ورغم كل ما لدينا من تحفظات إلا أنها تجربة استطاعت أن تقدم نموذجا مغايرا لما عهدناه في وطننا العربى.
Advertisements
الجريدة الرسمية