رئيس التحرير
عصام كامل

طبيبة نفسية: مجموعات النساء على «فيس بوك» تنفيس عن الغضب الأنثوي

د.وفاء شلبي
د.وفاء شلبي

تنتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مجموعات نسائية سرية ومغلقة، لا يسمح إلا للنساء الانضمام لها، وحتى لا يمكن للرجال العثور عليها، أو حتى رؤيتها على صفحات البحث على موقع التواصل الاجتماعي.


وبالانضمام للعديد من هذه المجموعات لاحظت أنها تحتوي على كمٍ من الألفاظ البذيئة، والأحاديث في موضوعات خاصة للغاية، فهناك نساء تبوح بأسرار العلاقة الزوجية، وأخريات تشكين من أزواجهن وحمواتهن بشكل يحمل الكثير من الغضب والكراهية، مستخدمات ألفاظ وشتائم يندى لها الجبين، والأمر لا يتوقف عند النساء المتزوجات، بل كذلك الحال بالنسبة للفتيات الجامعيات أيضا.

وبالرجوع للدكتورة وفاء شلبي المعالجة النفسية لتحليل تلك الظاهر، أكدت أن إنشاء النساء لمجموعات سرية ومغلقة على "فيس بوك" يعكس حالة من الكبت الشديد الذي تعاني منه النساء العربيات بشكل عام، وشعورهن بالحاجة لمساحات من الخصوصية، للتنفيس عن مشاعر وأحاسيس مكبوتة، لا تردن البوح بها إلا في وسط نسائي يقدر ويستوعب تلك الأحاسيس.

تضيف دكتورة فاطمة أن التنفيس عن المشاعر النسائية المكبوتة جاء في شكل ألفاظ وشتائم بذيئة؛ لأنها من الأمور المحظورة وغير المقبولة في مجتمعنا بالنسبة للنساء، وهي حكر على الرجال فقط للتعبير عن غضبهم.
فالمرأة العربية تشعر أنها مقهورة من الرجل، حتى في حقها في التعببير عن غضبها وضيقها بالطريقة التي تختارها.

وكذلك الفتيات في سن الجامعة يواجهن أيضا كبتا، ممثلا في القيود الذكورية التي يفرضها المجتمع على النساء بشكل عام، وبغض النظر عن ثقافتهن أو أعمارهن، ما بين "العيب" و"الحرام" الذي يحيط بالنساء العربيات، والذي يفرضه الرجل عليها، ممثلا في الأب والأخ، ثم الزوج.

وتشير دكتورة فاطمة أنه لا ضررا من التنفيس عن المشاعر النسائية بأي طريقة ترضي المرأة، حتى وإن كانت الشتائم، ولكن الضرر الوحيد من ذلك أنه حتى النساء في تلك المجموعات يمارسن أحيانا كثيرا على بعضهن البعض نوعا من التدخل المبالغ فيه، سواء في الحجر على الآراء، أو في تبادل تلك الشتائم، وجلد بعضهن البعض.

كما أن التحدث في الأمور الشخصية والزوجية مع غير المتخصصين لها الكثير من الأضرار، فقد يجعل النساء تقتدي بتجارب شخصية سلبية.
الجريدة الرسمية