رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزيرة الثقافة: نجاح معرض الكتاب فاق أحلامي.. وغير غاضبة من حملات المقاطعة

فيتو

  • أسقطنا أسطورة "المصرى لا يقرأ" وقطعنا الطريق على الشامتين 
  • اختفى الباعة الجائلون والمظاهر غير الحضارية التي كان يكتظ بها المعرض بمقره القديم
  • التفكير الطبقي المتلخص في جملة «ولاد الناس» و«مش ولاد ناس» غير مدرج على قائمة الوزارة
  • لم أتصور حجم الإقبال الضخم الذي شهده المعرض يوميا رغم انتقاله لمكان جديد


«هننجح يعني هننجح».. عبارة ظلت ترددها الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، على مسامع فريق العمل المختص بتحضيرات الدورة الخمسين (دورة اليوبيل الذهبي) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ويمكن القول إنها «شفرة» نجاح الدورة الذهبية.
 
منذ أشهر طويلة بدأت التوقعات المتضاربة حول دورة المعرض الجديدة، ابتداء من قرار وزيرة الثقافة بنقل المعرض من أرض المعارض بمدينة نصر إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، لتختتم جميع تلك التوقعات بنجاح فاق أحلام وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب «الجهة المنظمة للمعرض».

نجاح المعرض في دورته الجديدة تمثل أيضا في الإقبال الكثيف الذي شهده طيلة ١٤ يوما، حيث استطاع جذب أطياف الشعب كافة، إلى جانب تقديم صورة تليق بحجم مصر دوليًا، ومعرض عالمي في تجهيزاته يتناسب مع تاريخه بين المعارض على مستوى العالم، وحجم جمهوره وفعالياته.

ومع طي صفحة دورة اليوبيل الذهبي التي افتتحت بها وزارة الثقافة عهدا جديدا لمعرض الكتاب، كان لنا حديث مع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، لرصد النجاح الذي استطاعت تحقيقه، واستبيان حجم التحديات التي واجهتها لبلوغ أحلام اليوبيل الذهبي.. ليدور الحوار على النحو التالي:

بداية.. هل كنتِ تتوقعين النجاح الذي حققه معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة «اليوبيل الذهبي»؟ 

لم أكن أتوقع وإنما كنت أحلم بنجاحه، لا سيما مع التجهيزات والعمل الدءوب الذي عكفنا عليه لإعداد دورة اليوبيل الذهبي (الدورة الخمسين) للمعرض، منذ نهاية الدورة التاسعة والأربعين في العام الماضي، فلم نسمح لأنفسنا بوجود أي فاصل زمني بين الإعداد للدورتين، فبعد نهاية دورة العام الماضي انطلقنا في تحضيراتنا للعام الجديد بشكل فوري، لذا أعطتني تلك التحضيرات شعورا بالاطمئنان على سير دورة اليوبيل الذهبي ونجاحها.

صراحة... هل تناسب نجاح دورة اليوبيل الذهبي مع ما كنتِ تحلمين به؟ 

في حقيقة الأمر، لا لم يتناسب على الإطلاق، لكنه فاق جميع أحلامي وتوقعاتي، فلم أكن أتصور حجم الإقبال الضخم الذي يشهده المعرض بشكل يومي، رغم انتقاله إلى مكان جديد خاصة مع التخوف العام من تلك الخطوة.

برأيك ما الأسس التي بني عليها نجاح المعرض في دورة اليوبيل الذهبي رغم المخاوف التي تحدثتِ عنها؟

أعتقد أن الأساس الأول يتمثل في الإصرار على النجاح، فطيلة فترة الإعداد للمعرض ومع تفاقم المخاوف التي كنا نتلقاها من الجمهور، كنت أقول دائما لطاقم إعداد المعرض والعاملين عليه، جملة واحدة، مفادها إنه «هننجح يعني هننجح»، لذا انعكس هذا الإصرار والتحدي على جميع العاملين على إعداد المعرض، وأعطاهم الطاقة الإيجابية اللازمة لذلك النجاح الذي شهدناه خلال الدورة الخمسين.

ما أبرز التحديات والمشكلات التي واجهتها الوزارة في الأيام الأولى التي تلت افتتاح دورة اليوبيل الذهبي للمعرض؟

الغريب في التحديات والمشكلات في دورة اليوبيل الذهبي للمعرض أنها كانت أقل كثيرا من الدورات السابقة، فلم يعد الناشرون يشكون من الخدمات، ولا يشكو الجمهور من افتقار المعرض للآدمية، وجميع مشكلات المعرض في أيامه الأولى كانت تتلخص في الإقبال الكبير الذي شهده ولم يكن متوقعا على الإطلاق، مثل التيسير على الجمهور في دخول المعرض ومنحه بعض المرونة الأمنية، وهناك بعض المشكلات التي لم يكن للوزارة وهيئة الكتاب علاقة بها، غير أننا استطعنا السيطرة عليها من خلال الاجتماعات وغرفة العمليات التي دشناها للمتابعة مع جميع الجهات المشتركة في تنظيم المعرض، وبالطبع شهدنا تعاونا غير مسبوق من إدارة مركز مصر للمعارض الدولية والشئون المعنوية، حيث قدموا جميع التسهيلات الممكنة لنا، لذا أعتبرهم شركاء في النجاح، وأؤكد أن جميع المشكلات والتحديات التي واجهتنا كانت ناتجة عن مشكلات إيجابية، من منطلق الإقبال الكبير على المعرض، ونعتبر مثل تلك المشكلات، مشكلات محمودة ومقبولة.

حسبما ذكرتِ.. ما أبرز مزايا مكان المعرض الجديد لا سيما وأنه كان هناك تخوف من قرار النقل؟
أكثر المزايا التي شاهدتها ولمستها على أرض الواقع، أن جمهور المعرض هذا العام جمهور مهتم بالفعل بالكتاب والقراءة، حيث اختفت نوعية الجمهور التي تعد القراءة آخر اهتماماتها، والتي كنا نشاهدها في الأعوام الماضية، إضافة إلى اختفاء الباعة الجائلين والمظاهر غير الحضارية التي كان يكتظ بها المعرض في مقره القديم.

ما موقفك من الحملات التي خرجت قبل بداية المعرض تدعو لمقاطعته بحجة أنه «معرض ولاد الناس»؟

لم أغضب على الإطلاق من هذه الحملات، وكنت مؤمنة أن الجمهور عندما يزور المعرض سيغير وجهة نظره، فتذكرة المعرض كانت بثلاثة جنيهات فقط، ونوفر فيه جميع التسهيلات والخدمات التي نقدمها «على قد إيد المواطن البسيط» أي أنها في متناول الجميع، لذا لم نكن نعير أي اهتمام لتلك الحملات، ووجهنا هدفنا لإتاحة جميع سبل الراحة لزوار المعرض، ثم إن هذا التفكير الطبقي المتلخص في جملة «ولاد الناس» و«مش ولاد ناس» غير مدرج على قائمة الوزارة على الإطلاق، فالهدف الأول الذي نعمل عليه الوصول للمواطن البسيط، وتقديم الخدمات إليه وتشجيعه على القراءة، فالثقافة ملك لجميع أطياف الشعب وليست حكرا على طبقة بعينها عن الأخرى، لذا لم أكن أغضب من تلك المزاعم، خاصة أني واجهتها من قبل خلال رئاستي لدار الأوبرا المصرية، حيث كان يقال إن الأوبرا حكر على النخبة، واستطعنا دحر هذه المزاعم من خلال فتح أبوابها لجميع أطياف الشعب.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية