رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: لماذا غابت الروح الرياضية في الملاعب المصرية يا كابتن شوبير؟!

زغلول صيام
زغلول صيام

باتت الساحة الرياضية في مصر أشبه بالساحات الحربية، وليست رياضة أو كرة قدم، بعد أن شهدت العديد من الخروقات خلال الفترة الماضية للدرجة التي قد تؤدي بالمتابع المحترم أن ينصرف عن مشاهدة مباريات كرة القدم، فلا يعقل أن يخرج مالك ناد، ليقول إسقاطات عن هدف إيرك تراوري أو يتلفظ مدرب بلفظ خارج يفهمه كل من يتابع ثم بعد ذلك حدث ولا حرج عما يحدث بين اللاعبين.


وفي البلاد الأخرى نرى ظاهرة رغم أنها طبيعية عندهم إلا أنها عندنا أصبحت مثل صناعة مكوك فضائي.. هناك فيه حاجة اسمها بروتوكول أن كل مدير فني يسلم على الآخر بعد انتهاء المباراة وهو عرف تحول إلى أشياء وجوبية، وهو هنا ليس المقصود السلام لأنه من الممكن أن يكون داخل غرف خلع الملابس ولكن الآخرين يقصدون من ورائه توصيل رسالة لكل الجماهير أنها رياضة وأن القيامة لن تقوم بسبب فوز فريق أو خسارة آخر سواء كان مونديال أو أكبر بطولة فهي رياضة الهدف منها المتعة وليس ترسيخ قيم وعادات سيئة.

ولماذا أوجه كلامي للكابتن شوبير؟ ربما لأنه الإعلامي المتميز الذي يسبق فكره الآخرين، ثم لأنه نائب رئيس اتحاد الكرة، ولو تبني قضية مثل هذه ستكون هناك إضافة إلى تحسين وجه الرياضة المصرية، حيث هناك الملايين ممن يتابعون الدوري المصري، وأراه بأقل مجهود يمكن أن يحقق ذلك، كما أنه كان أكثر المتجاوبين مع ما أكتبه بالنسبة لضرورة تفعيل لجان اتحاد الكرة والإصرار على وجود لجنة انضباط وأخرى للقيم، وعدم اختصار لجنة المسابقات في شخص الحاج عامر حسين.

وأوجه كلامي أيضا للوزير الدكتور أشرف صبحي لتبني الوزارة هذا الموضوع في كل الألعاب والترسيخ في ذهن أبنائنا النجوم أنها رياضة في المقام الأول والأخير، وأعتقد أنه يملك الآليات لتحقيق ذلك.

وأخيرا أطالب الزملاء باتحاد الثقافة الرياضية، بأن تكون هذه المبادرة من خلالهم وألا يقتصر نشاط الاتحاد على التكريم فقط، ولكن دورهم الحيوي سيظهر من خلال تبني موقف مثل هذا، وهي ضرورة أن تكون هناك تحية بين المدربين بعد المباراة وأمام الجمهور، وتنقلها شاشات التلفاز، لترسخ لقيم غائبة عن ملاعبنا، لأن الموضوع الآن أصبح ينذر بعواقب وخيمة، وأعتقد أن الجميع يتابع الدوريات الأجنبية ويرى ما نراه، وللأسف فإن المدربين الأجانب في مصر يطبقون مثل هذه البروتوكولات لأنها عندهم عادة وجوبية دون أن نطبقها نحن.

أتمنى أن يتحرك الجميع لصالح الرياضة.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية