رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلادها.. كيف عاشت داليدا بداية حياتها في مصر؟

فيتو

يحتفل العالم أجمع، اليوم الخميس، بذكرى الميلاد الـ86 للمطربة العالمية داليدا، التي نالت من الشهرة أوجها وحظيت بإعجاب الكثيرين حول العالم، ولا يزال عطر شهرتها في الأجواء حتى بعد رحيلها بسنوات طوال، ولا تزال كلمات أغنيتها الشهيرة "حلوة يا بلدى" تتردد في وجدان المصريين، فهى مصرية حتى وإن كانت من أصول إيطالية، فقد عاشت مقتبل حياتها بالمحروسة، وحققت أولى خطواتها نحو عالم الفن على أرض مصر، ولا يمكن أن تذكر تفاصيلها حياتها إلا بذكر تلك المرحلة التي عاشتها على أرض المحروسة.



الطفولة
في حي شبرا الكوزموبوليتاني بالقاهرة في الثلاثينيات من القرن الماضى، وبالتحديد في الطابق الأول من البناية رقم 11 بشارع "خمارويه"، كان يعيش زوجين ولدا في مصر ولكنهما يحملان أصولا إيطالية، كانا يعيشان في سعادة، وزادت سعادتهما عام 1933، حينما رزقهما القدر بابنة جميلة أطلقا عليها اسم يولاندا كريستينا جيجليوتي، أو داليدا، كانت يولاندا جميلة، وحرص والداها على أن تتعلم ابنتهما الصغيرة الفنون، فحرصا على أن تتلقى دورسًا في العزف وأن تأخذ دروسًا في الغناء وهي في سن مبكرة، أما هي، الصغيرة يولاندا، فكانت تحلم بأن تصبح ممثلة وتحظى بشهرة واسعة، تمامًا كالممثلة الإيطالية الشهيرة إليانور دوس، التي كانت تجمعها بها صلة قرابة.

الصبا
وفي الخامسة من عمرها، توجهت الأم بابنتها إلى إحدى مدارس الراهبات، كانت الصغيرة تأتي إلى المنزل أيام الإجازات المسموح لها بها فقط، تجلس مع أسرتها وتلعب مع أصدقائها، وكانت يولاندا شديدة التواضع وحسنة في التعامل مع الآخرين، تمامًا كوالدتها التي أصبحت طباعها مصرية 100%، واندمجت ابنتها وسط جيرانها وأصدقائها من المصريين، وأصبحت كواحدة منهم، ومع مرور السنوات، نما حلم التمثيل والشهرة بداخل يولاندا، ولكن والدها كان عقبة حقيقية في حياتها، فقد كان يمنعها من الخروج ولقاء الأصدقاء، خاصة بعد فترة سجنه في مصر إبان فترة الحرب العالمية الثانية، ولكنها كانت تهرب من هذه الرقابة الأبوية من خلال إقناع أسرتها بأنها تذهب إلى الكنيسة ولكنها في الحقيقة كانت تذهب للقاء شاب من أصل إيطالي يُدعى "أرماندو"، كان هو حبها الأول.


ظروف معيشية صعبة
وبعد فترة قصيرة، توفي والدها إثر جلطة دماغية والابنة في الـ 19 من عمرها، وازدادت صعوبة الظروف المعيشية التي تمر بها أسرة يولاندا، فعملت الابنة كبائعة بإحدى الصيدليات، ثم ضغطت الأم على ابنتها لكي تأخذ دروسًا في الطباعة على الآلة الكاتبة حتى تجد فرصة عمل مناسبة، ومن ثم تحصل على مال أفضل يساعد الأسرة على الحياة، وبالفعل حصلت يولاندا على الدروس المطلوبة وعملت كسكرتيرة في شركة استيراد وتصدير الأدوية.

ملكة جمال
ولم يفارق حلم التمثيل والشهرة ذهن يولاندا، ووجدت في الاشتراك بمسابقات ملكات الجمال نافذة إلى الحلم المنشود، وبالفعل قرأت عام 1954 إعلانًا في صحيفة "جازيت دي إيجيبت" التي تصدر باللغة الفرنسية عن مسابقة لانتخاب ملكة جمال مصر، فاشتركت بها بغير علم أسرتها وحظت باللقب وحصلت على حذاء ذهبي كجائزة، وبالفعل قادها اللقب إلى عالم السينما، فقد أصبحت دوبليرة للأمريكية جوان كويلنز حينما أتى فريق عمل فيلم Joseph and his Brother لتصوير بعض مشاهده في مصر، وفى عام 1955 اختارها المخرج نيازى مصطفى لكي تؤدي دور "دليلة" في فيلم سيجارة وكأس، وفي العام ذاته هاجرت إلى فرنسا حيث أرادت تحقيق شهرة ونجاح في عاصمة الحب والنور، باريس، وتحول اسمها إلى "داليدا"، الاسم الذي لا يزال يتردد صداه في العالم كله حتى اليوم.


مصر في القلب
وبالرغم من هجرتها إلا أن داليدا لم تنس مصر التي عاشت بها حياة الطفولة والصبا، فكانت تأتي إليها، وتزور بيتها في شبرا لتسلم على جيرانها وأهل منطقتها والتقطت عدة صور تذكارية لها بالمنزل كما أنها بكت حينما رأت لافتة لا تزال تحمل اسم والدها، كما أنها شاركت في عدد من الأفلام المصرية، مثل فيلم اليوم السادس للمخرج العالمي يوسف شاهين، كما أنها تغنت بأغان مصرية عدة، لعل أبرزها "حلوة يا بلدى"، و"سالمة يا سلامة" و"أحسن ناس".
الجريدة الرسمية