رئيس التحرير
عصام كامل

«يا وابور قولي نهايتي فين».. مشردو أسيوط رحالة بلا مأوى على أرصفة محطات القطار

فيتو

بملابس بالية متسخة وأجساد نحيلة وأقدام حافية.. ينتشر بمحيط محطة أسيوط وعدد من محطات المحافظة، عشرات المشردين الذين اتخذوا من تلك الأماكن ملاذا لهم.. يتجولون طوال النهار في الشوارع وفى النهاية يعودون للمبيت بذات الأماكن بجوار الحيوانات الضالة وأكوام القمامة، ورغم بشاعة ما ينتظرهم من برودة الطقس واتساخ الأماكن لكنها تظل المأوى الوحيد لعدد كبير منهم.


ورصدت "فيتو" في تقريرها الآتي عددًا من الحالات للمشردين بمحيط محطة قطار أسيوط وميدان المنفذ، ينتظرون الموت بين الحين والآخر، في ظل انخفاض ملحوظ بدرجات الحرارة ووصولها لحد الصقيع ليلا.

ورغم قصة ومأساة ضحيتي المحلة الكبرى والمنيا والعثور على جثتيهما بعد وفاتهما من البرد، إلا أن المسئولين في أسيوط لم يتخذوا من الحالتين عظة، ويسارعوا بإيواء المشردين والمنتشرين بمحيط محطة أسيوط والمواقف.

وقال إسلام خشبة موظف وقيادى أحد الأحزاب، إن محطة قطار أسيوط وميداني المجذوب والمنفذ تكتظ بالمشردين والمتسولين مجهولي الهوية حالتهم تزداد سوءا يوما بعد يوم لا يملكون أوراقا تثبت شخصياتهم أو ملابس وأغطية تأويهم برودة الطقس.

وتابع: "هؤلاء المشردون يعانون أشد المعاناة هذه الأيام ولا يجدون أي استجابة أو خطوة لإنقاذهم من قبل مسئولي المحافظة أو المحليات".

وأضاف محمد جلال أحد الكوادر الشبابية بأسيوط أن المحافظة تخلو من أي مكان لإيواء المشردين رغم تزايد أعدادهم وانتشارهم في المناطق الحيوية على مرأى ومسمع من الجميع، لافتا إلى أن عددا من الشباب قرروا إنقاذ هؤلاء المشردين من الشوارع وإرسالهم لدار بسمة للإيواء بالشرقية وتم نقل حالتين بالفعل بعد تلقى استغاثات المواطنين بشأنهم، ومسئولين المحافظة ودن من طين وأخرى من عجين.

في نفس السياق أعلن عدد من المواطنين ورواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مبادرة "إنسان" لستر المشردين، بالتعاون مع مديرية الشئون الاجتماعية مطالبين مسئولي محافظة أسيوط بتخصيص مكان آمن لإيواء المشردين وحمايتهم من الموت في موجات الصقيع.

وقال وائل الحناوي أحد مؤسسي المبادرة، إن المحافظة تخلو من أي دار إيواء والمبادرة ستسهم بشكل فعال في إنقاذ العشرات من المشردين، لافتا إلى الترحيب بكل شاب أو حزب أو كيان يريد المساعدة أو يسارع بإرسال صورة للمشرد وبيان تفاصيل مكانه للتواصل لسرعة إنقاذه.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه أجهزة الأمن بوزارة الداخلية بالتعاون مع قطاع حقوق الإنسان، لإنقاذ مسنة مشردة من صقيع البرد، بعد تداول صور لها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها جالسة وسط "كراكيب" وحطام وتحاول الاستعانة بها للتغلب على البرودة بجوار محطة مترو سعد زغلول.

كما عثر العاملين بحى أول المحلة الكبرى محافظة الغربية على جثة سيدة مسنة مغطاة بقطعة من القماش أمام الحى بعد أن تجمد الدماء في عروقها دون أن يشعر بها أحد، كما عثر أهالي ملوى بالمنيا على جثة مسن توفي لذات السبب على أحد الأرصفة بمدخل المدينة.
الجريدة الرسمية