رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حوار مع صديقي الإرهابي (1)


بعد أن استشهد الرائد "مصطفى عبيد" خلال أداء مهام وظيفته، وتصديه لإبطال عبوة بدائية الصنع أعلى عقار بعزبة الهجانة في مدينة نصر، حاولت الجماعة الإرهابية من خلالها تعكير صفو المصريين بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح عليه، وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، شعرت بحالة من الحزن الشديد على ذلك الشاب المصري الغض من شباب مصر الأبرار الذي جاد بحياته في شجاعة منقطعة النظير من أجل أن ينال الشهادة، والذود عن مصر. 


وقد ترك من خلفه ذرية ضعافا، لكنه كان قد اتقى الله فيهم، مما سيجعلهم في كنف ورعاية الله سبحانه وتعالى مباشرة دون سبب من أب، وهذا أسمى ما يطمح إليه الإنسان في حياته. وأنا في هذه الحالة فوجئت بشاب أعلم أنه من الجماعة الإرهابية، وكنت أعرفه وهو طفل صغير، وأعرف أسرته، وكان هذا الشاب قد اختفى فترة طويلة. 

وكنت أعلم أنه كان ضمن معتصمي رابعة، فوجئت به يدخل علي المكتب ويستأذنني في حل مشكلة عائلية لديه، وبعد أن وعدته بذلك، فوجئت به يحاورني الحوار التالي:

هو: لماذا تهاجم جماعة الإخوان المسلمين ذلك الهجوم الضاري الشديد، وهم أنقى خلق الله وأطهرهم؟
أنا: هل تأذن لي في أن أدون الحوار الذي يدور بيننا وأنشره دون الإشارة إليك؟
هو: أفعل ما بدا لك.

أنا: ما رأيك في استشهاد الرائد مصطفى عبيد؟
هو: هو ليس شهيدا، بل هو ظالم لقي حتفه.

أنا: لماذا؟
هو: لأنه من أعوان الظالم الطاغية السيسي.

أنا: دعنا الآن من وصفك للسيسي بأنه ظالم وطاغية، لكن ما الذي استحقه ذلك الشهيد لتقتلوه، وقد كان يمارس مهام عمله المكلف بها، والتي يأخذ عنها راتبا، وهو لم يرفع عليكم سلاحا، بل ذهب يفكك ما وضعتموه لقتل الأبرياء، وقد مات وهو يمارس مهام عمله مدافعا عن المصريين الأبرياء الذين تستهدفونهم.

هو: كان ينبغي له أن يترك معاونة الظالمين، ويستقيل من عمله الحكومي الذي هو في خدمة الظالمين.
أنا: إذا كل من يعمل بالحكومة من الظالمين أو في معاونة الظالمين؛ وعليه ترك عمله فورا، أليس كذلك؟

هو: بلى، هو كذلك.
أنا: ولكني أعلم أنك تعمل للأسف في قطاع حكومي، وكذا والدك وشقيقك بل وشقيقتك، فلماذا لم تستقل إلى الآن؟

هو: أنا مضطر لذلك العمل لأعيل أسرتي؛ والضرورات تبيح المحظورات.
أنا: أحسنت الضرورات تبيح المحظورات، فلو كان ذلك الشهيد يعمل في وظيفته من باب الضرورات، فهل يعد موته شهادة أم لا؟

هو: الشهادة تكون في سبيل الله.
أنا: أليس السعي على إعالة أسرته من ضمن الجهاد؟ وأليس من مات وهو يمنع الأذى ويحمي الأبرياء ويمارس عمله بكل إخلاص ويسهر على رعاية المصريين شهيدا؟
هو: غمغمة دون رد واضح.
Advertisements
الجريدة الرسمية