رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بومبيو في مصر.. غزل دبلوماسي وخطاب يثير المخاوف من فخ

مؤتمر صحفى مشترك
مؤتمر صحفى مشترك لوزيرى خارجية مصر وأمريكا بمقر الخارجية

وزير خارجية ترامب يتعمد مهاجمة طهران من القاهرة
مصر تنتهج روح القومية وبعيدة عن دبلوماسية المذهبية
السفير رخا أحمد حسن: تصريحات مايك بومبيو تخصه والقاهرة ليست معنية

واشنطن تهاجم طهران في سوريا وتغض الطرف عن تحالفها مع قطر



وصل وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، مساء أمس الأربعاء، إلى مصر قادما من العراق، ضمن جولة شرق أوسطية تشمل دول خليجية.

واستهل وزير الخارجية الأمريكي، زيارته إلى القاهرة بالتغريد على موقع "تويتر" للتعبير عن سعادته والاشادة بعمق العلاقات وأهميتها بين مصر والولايات المتحدة.

تصريحات ناعمة
تغريدة بومبيو، التي استضاف حروفها القليل موقع التواصل الاجتماعى، مثلت تمهيد لتصريحات الخميس الناعمة، التي جرت على لسان وزير خارجية ترامب، خلال وقائع المؤتمر الصحفى مع نظيره سامح شكري، والتي أكد خلالها على أن أن بلاده ستواصل دعمها للقاهرة في حربها ضد الإرهاب.

وقال رأس الدبلوماسية الأمريكية، إن مصر "تحقق إصلاحات ضرورية في قطاع الاقتصاد والطاقة بشكل خاص" مشيدا بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ازدهار مصر اقتصاديا وأيضا تشجيع الحريات الدينية، وشدد على أن "ترامب سيبقى دائما أفضل شريك لمصر ولباقي الدول في المنطقة".

وأوضح أن "مصر حققت تقدما كبيرا وعليكم أن تكونوا فخورين بذلك، وأمريكا مستعدة لمساعدتكم في ذلك".

واسترسل قائلا: "ستواصل الولايات المتحدة دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب".

كما أشار إلى جهود السيسي في مكافحة الإرهاب، وشكره على شجاعته في إعطاء واشنطن الايديولوجية التي يمكن من خلالها محاربة التنظيمات الإرهابية"

إلى هنا تعد تصريحات بومبيو تجاه مصر ورئيسها شهادة اعتراف ممهورة بتوقيع واشنطن على دورها التاريخى والإقليمى، وأيضا ضوء أخضر للعالم بأثره على عودة القاهرة لممارسة هذا الدور خصوصا أنه اختارها لإلقاء خطابه حول قضايا المنطقة من داخل الجامعة الأمريكية بطريقة تعيد إلى الأذهان خطاب الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، أسفل قبة جامعة القاهرة العام 2009.

الجوانب المقلقة
على الضفة الأخرى من بحر التصريحات الإيجابية والمشجعة، سيطر على خطاب وزير الخارجية الأمريكية لغة لم تعهدها مصر، من خلال تبينه لغة القوة حول دور بلاده في المنطقة وهجومها على الطريقة التي ابتعتها إدارة أوباما والتي ساهمت في إضعاف النفوذ الأمريكى حسب رؤيته، من خلال تأكيده على نجاح رئيسه دونالد ترامب في إعادة أمريكا إلى مكانتها.

وقال إن بلاده "قوة خير" في الشرق الأوسط وستبقى ملتزمة بتفكيك تنظيم داعش تفكيكا تاما"، مضيفا أن "انسحاب الولايات المتحدة سيؤدي إلى الفوضى"، وطالب دول الشرق الأوسط بـ"بذل المزيد في قتال التنظيم".

تصريحات بومبيو خلال المؤتمر الصحفى مع شكري، وأيضا خطابه داخل جامعة بلاده في القاهرة –الأمريكية- حمل أيضا جوانب مقلقة بعدما تعمد استغلال منصة الخارجية المصرية في شن هجوم حاد ضد إيران وحزب الله في لبنان، على الرغم من رفض مصر عبر عقود تاريخها الدبلوماسي الانجرار إلى هذا المنعطف الخطير ولم تشهد مؤسسة مصرية في يوم على خروج تصريحات ضد دولة جوار إقليمى، بالرغم من تقاطع المصالح مع بعض العواصم، لتبينها الدائم التحرك بروح "قومية" بعيدة كل البعد عن "المذهبية" التي جلبت الدمار والخراب للمنطقة.

القومية العربية
لغة القومية العربية تلك وفرت لمصر خلال العقود الماضية مساحة مناورة هائلة للتحرك بين الفرقاء، وتقريب وجهات النظر فيما بينهم لقناعة الجميع بنزاهة مآربها، هذه الروح جعلت من القاهرة " كوزموبوليتان" تستقبل الجميع بغض النظر عن دينه أو عرقه أو مذهبه، فهى –مصر- قانعة بأن العدو الوحيد لها على وجه البسيطة هو "الاحتلال الإسرائيلى" تهادنه ولا تأمنه تعقد معه اتفاقات سلام وتستعد طول الوقت لغدره، فلا إيران ولا حزب الله ولا الحوثيين كانوا في يوما من الأيام يمثلون جبهة عداء لها أو ضدها، حتى الخلافات في وجهات النظر حول أمن المنطقة تتعامل معه باحترافية وجمع معلومات تؤمن جبهتها وحدود أشقائها، ولم يحمل كتاب التاريخ تصريحا عدائيا صادرا عن رئيس لمصر أو وزير لخارجيتها بهذا الشكل الفج الذي انتهجه "بومبيو" ضد طهران.

غرض آخر
التصريحات الطيبة والخطاب المقلق للوزير الأمريكى، يثير أيضا المخاوف من جولة مشبوهة تهدف لرص صف عسكري إقليمى بهدف مواجهة إيران حربيا في المستقبل القريب أو البعيد حسب خطط البيت الأبيض السرية، وتعمده جعل مصر دوننا عن باقى الدول المدرجة في برنامج زيارته منصة قصف لاستهداف طهران

تخص أمريكا
فيما اعتبر السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، التي تناول فيها إيران، التي يتهم فيها طهران بتأييد الإرهاب في المنطقة والعالم، هي تصريحات تخص الجانب الأمريكي وتمثل الراي الأمريكي، وليست الدولة المصرية.

وأضاف رخا في تصريح خاص لـ«فيتو» أن التصريحات خرجت من منصة أمريكية وهي الجامعة الأمريكية في القاهرة، والحكومة المصرية ليست معنية بهذه التصريحات.

وأوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن السياسة الأمريكية في المنطقة هي قائمة على الازدواجية، فهي تدخلت في شئون دولة عربية وتتواجد على أراض دولة عربية بصورة محتل بزعم محاربة إيران، في الوقت الذي تغض البصر عن علاقة قطر الحليف الأمريكي في الخليج، مع إيران.

وتابع رخا، هناك حلفاء لأمريكا في المنطقة لديهم علاقات قوية مع إيران، متسائلا: «كيف يتم تشكيل تحالف إستراتيجي لمحاربة إيران وهناك علاقات لهذه الدول مع طهران؟».

وشدد مساعد وزير الخارجية السابق أن تصريحات «بومبيو» لا تعني أنها تمثل الدولة المصرية، بل هي تصريحات خرجت من مسئول أمريكي في منصة أمريكية والقاهرة ليست معنية بهذا الأمر.



Advertisements
الجريدة الرسمية