رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

على أمين يكتب: الدنيا حلوة

على أمين
على أمين

في مجلة آخر ساعة عام 1975 كتب الصحفى الكبير على أمين (ولد 1914 ــ رحل 1976) مقالا قال فيه: يارب..املأ قلبى بالحب والحنان والتسامح، ولا تترك مكانا فيه لحقد أو كراهية أو انتقام، وساعدنى على أن أذكر أخطائى لأتخلص من عيوبى، وأن أنسى أخطاء أصدقائى لاحتفظ بهم يارب.


يارب..لا تجعلنى سببا في جرح قلب، أو إرجاء خير، أو انطفاء شمعة واحدة من شموع الامل، بل ساعدنى على أن أكون المرهم الذي يضمد جرحا، والعكاز الذي يستند إليه ضرير، والمنديل الذي يمسح دموع باك، وحلقة النجاة في يد غريق يلاكم أمواج الناس.

يارب..اسعد كل الذين حولى، حتى أتمتع بسعادتى، فأنا لا أستطيع أن أحيا بين الدموع، ولا أن أتمتع بنور الفجر وحولى من يعيشون في ظلام.

يارب..إذا رمانى الناس بالطوب فساعدنى على أن أجمع هذا الطوب وأبنى به عمارة..واذا رمونى بالزهور فساعدنى على أن أوزعها على الذين علمونى وأمسكوا بيدى الصغيرة، وأنا أكافح عند سفح الجبل.

يارب.. ساعدنى على أن أزرع شجرة تزيد جمال بلادى، وابنى بيتا صغيرا مكان خرابة، واخلق عملا لمتعطل، وأضئ شمعة في قلب مظلم.

يارب.. إذا نجحت فلا تدع الغرور يطير عقلى، وإذا وقعت على الأرض، فلا تدع الجهل يوهمنى بأن الناس حفروا الحفرة التي وقعت فيها، بل ساعدنى على أن أقف من جديد وأفتح عينى وعقلى حتى لا أقع في حفر الأيام، وإذا نجح غيرى قلا تتركنى أقلل من قيمة نجاحه..وإذا وقع غيرى فلا تتركنى أنسى أننى سبقته في الوقوع.

يارب.. بارك كل خطوات بلادى، ساعدها على أن تكون دائما كعبة الأحرار والمنار التي ترشد كل المراكب الصغيرة التي حولنا، ساعدها في في معركتها ضد الفقر والجهل والمرض، كما باركت خطواتها في معاركها ضد الظلم والطغيان والعدوان..واملأ بيوتها بضحكات الأمل وبسمات الاطمئنان إلى الأمل وبسمات الاطمئنان إلى الغد.

يارب.. افتح قلوبنا وعيوننا حتى نزداد إيمانا بك، واجعلها أياما ضاحكة مريحة للأعصاب، ساعدنا على أن نحافظ على الدنيا الحلوة التي أعطيتها لنا..ساعدنا على أن نزيدها جمالا على جمال، ولا تتركنا نعبث بها ونشعل فيها النار.
Advertisements
الجريدة الرسمية