رئيس التحرير
عصام كامل

«الشارة الخضراء».. الحل السحري لمواجهة خطر الكلاب الضالة

فيتو

الكلاب الضالة.. مشكلة أصبحت تنتشر في كافة شوارع مصر، وحتى الآن لم تجد الدولة حلا يرضى كافة الأطراف؛ فالأهالي تريد قتلها خوفا على أطفالهم منها، خاصة بعد انتشار حالات العقر ووفاة البعض بسبب انتقال مرض السعار لهم، أما منظمات المجتمع المدنى، فترفض قتل هذه الكلاب، وتحارب حملات الأحياء دائما.


ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد الكلاب الضالة بشوارع مصر، فجمعية الرفق بالحيوان تؤكد أن هناك 10 ملايين كلب ضال، أما الإدارة المركزية للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، فأعلنت أن هناك 15 مليون كلب ضال، وللقضاء عليها يجب توفير مادة "الإستركنين" وهى السم القاتل لها بتكلفة تصل إلى 400 مليون جنيه.

خريطة وجود الكلاب
ويوجد بالعاصمة وحدها ما يقرب من 30 ألف كلب ضال، وتنتشر الكلاب بالقاهرة في الأحياء ذات الطبيعة الجبلية كمدينة نصر والمقطم والخليفة ومنشأة ناصر، والأحياء الشعبية التي تنتشر بها القمامة، كالمرج والمطرية، وعين شمس والسلام أول.

وشهد العام الماضى وفاة ثلاثة أشخاص بسبب عقر الكلاب لهم، حيث توفي الطالب كريم ممدوح بالمعادي إثر هروبه من الكلاب وسقوطه على رأسه، كما توفى شاب عشريني في حي عابدين بسبب عقر كلب له ونقل مرض السعار له، وفي حدائق القبة توفيت الطفلة مريم كمال، عمرها عاميين، بسبب نهش كلب ضال لوجهها، بخلاف حالات العقر، وأعلنت هيئة الخدمات البيطرية عن تعرض 398 شخصا للعقر توفي منهم 68 بسبب السعار على مستوى محافظات الجمهورية.

"الإستركنين"
"تسميم الكلاب بمادة "الإستركنين"، تعد هي الطريقة الوحيدة التي تتبعها محافظة القاهرة من أجل القضاء على الكلاب، حيث يتم وضع المادة في قطعة لحم أو كبدة وتركها للكلاب، وهذه الطريقة لم تثبت نجاحها؛ لعدم فعالية السم، كما أنها تواجه بعض المعوقات كعدم وجود تمويل لشراء الطعام الذي يتم وضع السم فيه.

تدريب الكلاب للحراسة
وبعد فشل الدولة في حل المشكلة، بدأ الأهالي ومنظمات المجتمع المدنى في التحرك في حل المشكلة، كل من وجهة نظره، ففى مدينة الواحة بحى شرق مدينة نصر، قام الأهالي بنقل الكلاب الضالة بسياراتهم الخاصة إلى أرض فضاء على طريق الأوتوستراد بحلوان، أما في حى المعادى، فقد اقترح أحد الأهالي أن يتم تدريب الكلاب الضالة على الحراسة والصيد بدلا من قتلها، ولكن لم يتم تنفيذ الفكرة.

وأكد اللواء عمرو فكري، رئيس حى الوايلى، أنه كان يجتمع بأصحاب فكرة تدريب الكلاب على الحراسة والصيد أثناء رئاسته لحى المعادى، لافتا إلى أنها فكرة جميلة ولكن لم يتم تمويلها.

وأضاف فكرى، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن المقترح يتضمن توفير قطعة أرض فضاء لتجميع كافة الكلاب الضالة الموجودة بأحياء المنطقة الجنوبية "المعادى، حلوان، التبين، طرة، 15 مايو، السيدة زينب، الخليفة، مصر القديمة، المقطم، المعصرة، دار السلام، البساتين"، وتدريبها على الحراسة، خاصة أن الكلاب البلدية تتميز بالذكاء.

وأوضح أن تدريب الكلاب يحتاج إلى توفير طعام يومي، وطبيب بيطرى مقيم لتوفير رعاية طبية، ومدربين لتدريب الكلاب على الحراسة، وكل هذا يحتاج إلى تمويل، ولكن لم تتقدم إحدى منظمات المجتمع المدنى أو جمعيات الرفق بالحيوان لتمويل الفكرة.

"شارة خضراء"
وانتشرت خلال الأيام الأخيرة فكرة تعتمد على تطعيم الكلاب الضالة ضد مرض السعار، حتى لا تشكل خطرا على المواطنين، وبدأ أهالي المهندسين في تطبيقها، وتعليق "شارة خضراء" في الكلب الذي يتم تطعيمه، ومع انتشار الفكرة، تطوع أطباء بيطريون، بتحصين الكلاب الضالة الكبيرة التي يتجاوز عمرها 3 شهور، والكلاب الصغيرة "الجراء" من مرض السعار من خلال تطعيمها.

الخرطوش
وأكد الدكتور السيد عبيد، مدير مديرية الطب البيطرى بالقاهرة، أن المديرية تعتمد على مادة "الإستركنين" السامة لقتل الكلاب، موضحا أن هناك مشكلة في قلة الكمية الموردة للمديرية، بل وعدم فعالية السم في بعض الأحيان.

وأضاف مدير المديرية لـ "فيتو"، أن الكيلو من مادة "الإستركنين" يكفي لإبادة 500 كلب ضال، موضحا أن المديرية تقوم بالتنسيق مع الأحياء للاستجابة إلى شكاوى المواطنين في الأماكن التي تكثر بها الكلاب لشن الحملات بها.

وأوضح عبيد أن استخدام الخرطوش هو من أفضل الحلول للقضاء على الكلاب الضالة، وأكثر فاعلية من استخدام السم، مشيرا إلى أن جمعيات الرفق بالحيوان تهاجم المديرية دائما لقتلها للكلاب، وقال: "المواطنون يهاجموننا أيضا لعدم قتلنا للكلاب".

وأشار إلى أن المديرية كانت قد أجرت تجربة لتعقيم الكلاب من خلال خصي الذكور، واستئصال المبايض للكلاب الإناث من خلال عمليات جراحية، في مدينة نصر، ولكن هذا الحل مكلف، ويحتاج لمئات الملايين من الجنيهات لتطبيقه.

الجريدة الرسمية