رئيس التحرير
عصام كامل

في علم الغيب!


من المؤكد أن جميع المصريين سعداء بما يتم تحقيقه خلال الفترة الحالية من مشروعات كبرى في مجالات الصحة والتعليم والطرق والكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والزراعة والبترول وغيرها من المشروعات، ولكنْ للأسف الشديد هناك إهمال وتراخٍ كبيران في الاهتمام بصيانة الكثير من المشروعات القديمة التي تم إنشاؤها قبل سنوات، سواء أكانت خدمية أم تعليمية..


فعلى سبيل المثال الطرق الجديدة التي تربط بين المحافظات من خلال الدائري الإقليمي غاية في الروعة، ويضرب بها المثل في النظافة والتنظيم والدقة في كل شيء، وفي المقابل فالطرق القديمة التي تربط بين المراكز والقرى في المحافظات غاية في السوء ويضرب بها المثل في العشوائية والسوء في كل شيء..

هذه الطرق تخدم ملايين المواطنين في جميع المحافظات، حتى إن الحالة التي وصلت إليها دفعت الكثير من أصحاب سيارات الأجرة إلى عدم السير من خلالها، وتفضيل الدائري الإقليمي عليها رغم المسافة الكبيرة التي يقطعها للوصول إلى الطرق الجديدة، وهذا بالتالي أدى إلى عدم وجود سيارات أجرة على الطرق القديمة لتقديم الخدمة للمواطنين، مما يدفعهم إلى الانتظار كل يوم عدة ساعات حتى يجد كل منهم وسيلة مواصلات تنقله إلى هدفه.

سألت مرة أحد المحافظين عن سبب تأخر إصلاح إحدى الطرق الرئيسية والهامة والتي تربط بين محافظتين كبيرتين، وكانت اجابته حاضرة أنه لا توجد ميزانية لرصف الطريق أو إعادة إصلاحه مرة أخرى، هذا هو الرد الحاضر لدى أي مسئول عن سوء حالة الطرق في المحافظات.

كل من يريد أن يشاهد بنفسه سوء حالة الطرق القديمة عليه أن يذهب إلى أقرب شارع في محافظة الجيزة ويعيش التجربة القاسية بنفسه، وحتما لن يصل إلى هدفه مهما كانت قوة سياراته، فشوارع الجيزة أصبحت تلال رمال ومقالب قمامة ومطبات عشوائية، وكأن هذه الطرق ليس لها صاحب يسأل عنها ويحاول إصلاح الخلل الذي أصابها، وكأنه لا يوجد بشر يسكنون هنا؛ فالكثير من المواطنين لا يمرون على الطرق الجديدة ولا يعرفون أين يقع الإقليمي الدائري أو شبرا بنها؟، هم يريدون فقط إصلاح الطرق القديمة حتى تستمر الحياة. أم أن مصيرها لا يزال في علم الغيب؟
الجريدة الرسمية