رئيس التحرير
عصام كامل

11 سنة حوادث.. القصة الكاملة لـ«محور الموت» في الجيزة (صور)

فيتو

طوال ١١ عاما، يستغيث أهالي حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة من الحوادث اليومية التي يتسبب فيها محور صفط اللبن، أو "محور الموت" كما أسموه، وعلى الرغم من توافد محافظ وراء محافظ، ونائب وراء نائب، ومسئول وراء مسئول، إلا أن صفة "حصد أرواح المواطنين" ظلت ملازمة للمحور، حتى جاء محافظ الجيزة الجديد اللواء أحمد راشد، ووضع بعض الإجراءات تنتهي بها أزمة محور صفط اللبن أخيرا.


البداية كانت فكرة لجهاز تعمير القاهرة الكبرى، عبارة عن مشروع إنشاء محور الجامعة صفط اللبن بطول 4250 مترا طوليا، وبالفعل تم إسناد تنفيذ المشروع لشركة المقاولون العرب، وبدأ التنفيذ الفعلي للمحور في 1 يونيو 2007، واستغرق إنشاؤه 24 شهرا، بتكلفة 435 مليون جنيه، وبالفعل انتهى محور صفط اللبن الذي تم إنشائه من خلال منطقتين، المنطقة الأولى هي المشتل وعدد المحاور بها 14 محور بطول 350 مترا، والمنطقة الثانية هي الشوربجي وعدد المحاور بها 48 محورا بطول 1200 متر.

منذ ذلك الحين وتسمع عن حوادث يومية مروعة فوق المحور، ففي العام الأخير فقط 2018، لقي 8 أشخاص حتفهم فوق محور صفط اللبن نتيجة حوادث تصادم، أو نتيجة سقوط سياراتهم من أعلى المحور، كما أصيب نحو 35 شخصا في حوادث على "محور الموت" أيضا، ومعظم تلك الحوادث كانت بسبب واحد هو "سور الكوبري"، فعند المنحنيات ومع سرعة السيارة الزائدة، يصطدم السائق بالسور، ما يؤدي إلى سقوطه إلى أسفل إما على رءوس بعض الأشخاص أو على سياراتهم فيؤدي إلى هلاكها، وفي بعض الأحيان، تسقط السيارة أيضا وراء السور من فوق المحور.

بات أهالي صفط اللبن وزنين والشوربجي وأبو الليل بنطاق حي بولاق الدكرور، يعيشون في رعب يومي خوفا من سقوط سيارة من أعلى المحور عليهم، أو سقوط سور حديدي فوق رؤوسهم، خاصة بعد تكرار حوادث الموت لعدد من أهالي المناطق المذكورة بسبب سقوط أجزاء من السور عليهم، نتيجة وجود أكثر من منحنى خطير على المحور، ورغم مرور أكثر من 11 سنة على تلك الأزمة الخطيرة إلا أنه لم يتحرك أحد المسئولين بجدية لحلها، بل كانت كلها حلول مسكنة مؤقتة لا تنهي المشكلة من جذورها.

وفي الأيام القليلة الماضية، حرص اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة الذي لم يمر سوى ثلاثة أشهر على توليه منصبه، على المرور على محور صفط اللبن ومعه لجنة متخصصة من هيئة الطرق والكباري، حيث تفقدوا المنحنيات الخطرة، واتخذوا مجموعة من الإجراءات التي من شأنها القضاء على خطورة محور صفط اللبن والحفاظ على حياة المواطنين، كان من ضمن تلك الإجراءات تكليف إحدى شركات المقاولات الكبرى لعمل مصدات خرسانية بالمنحنيات الخطرة بدلا من الأسوار الحديدية، كذلك عمل مطبات صوتية، ومطبات عين القط باللون الأصفر لتهدئة سرعة السيارات.

وحددت اللجنة مواصفات مخصصة للسور الخرساني، حيث تم زرع أسياخ حديد بالكوبري، وكان الحديد عبارة عن 3 صفوف على مسافة قدرها 25 سم، بالإضافة إلى مسافة بينية قدرها 10 سم، موضحة أنه سيتم صب الخرسانة خلال الأسبوع المقبل، وحذرت اللجنة السائقين فوق المحور من ألا تتعدى سرعتهم 40 كم للمنحنيات، و60 كم لباقي المحور وذلك للحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم.
الجريدة الرسمية