رئيس التحرير
عصام كامل

سوق شعبي فلسطيني بالقاهرة.. يوم بنكهة «الزعتر» ونغم «الدبكة» (فيديو)

فيتو


 

 

مع دقات التاسعة صباح اليوم، تزين نادي التجديف بمنطقة الدقي لاستقبال يوم فلسطيني خالص لا يتكرر إلا مرة واحدة في العام.. بثوب التراث الفلسطيني والكوفية المشهورة، تجمل أعضاء الجالية الفلسطينية بمصر لحضور مهرجان شعبي بنكهة بلادهم، يستحضر تراث البلد في أركان مختلفة، أحدهما يختص بعرض الملابس والمشغولات اليدوية، وآخر يقدم أشهى الأطباق الفلسطينية الشهيرة، وركنًا يقدم مواهب تستعرض فنها على ألحان الدبكة الشامية.. ففي مثل هذا اليوم من كل عام يجتمع أبناء فلسطين المقيمين على أرض مصر، للاحتفال بيوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
 



السبت يوم السوق الشعبي الأشهر بقطاع غزة، وبناء عليه نظم اتحاد المرأة الفلسطينية بمصر السوق الشعبي الخيري هذا العام اليوم، لجلب التراث الفلسطيني بتفاصيله كافة على حافة القاهرة، للقاء الأحباب والمشتاقين لأرض السلام المحتلة.

كانت البداية مع زيارة سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، وعبلة الدجاني، رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية المعرض، الذي يعرض كل ما يخص تراث المرأة الفلسطينية من مشغولات يدوية وملابس مصنوعة بأيدي الفلسطينيات في مصر.
 



 

إلى جانب عرض وبيع مشغولات يدوية وملابس تراثية فلسطينية، شمل السوق الخيري عرضا لأطباق فلسطينية شهيرة، حيث يخصص العائد المادي للسوق الخيري لمساعدة الأسر الفلسطينية بالقاهرة، ولا يقتصر السوق على عرض منتجات الأسر الفلسطينية فقط، بل يقدم منتجات مصنوعة من المصريين أيضا، كما قدم فقرات كورال أغاني تراثية فلسطينية.


 


 

«عمر» يبلغ من العمر 9 سنوات، اليوم بالنسبة له كان مُنتظرًا منذ العام الماضي، كان يُحضر له كل يوم، من خلال عمل بروفات يومية، ليتمكن من الغناء في السوق الخيري، أمام الجالية الفلسطينية والضيوف المصريون يتدرب الفلسطيني الصغير بفرقة غنائية فلسطينية منذ نعومة أظافره، واليوم بالنسبة له كان هامًا للغاية، لتقديم الأغاني الفلسطينية الحماسية وسط الأصدقاء والجيرة الفلسطينية.

وُلد "عمر" على أرض مصر، حيث ترك والده الأرض الفلسطينية، وجاء وزوجته للقاهرة منذ 11 عاما، للهروب من الحصار الفلسطيني، فلم يتحمل والديه الانقطاع المستمر للكهرباء بقطاع غزة، بسبب الغارات التي يشنها جيش الاحتلال من وقتًا لآخر، وكان الحل الفرار من أرض غزة، وزيارتها من وقت لآخر، نظرًا لبقاء الأجداد هناك، لعدم قدرتهم على مشاقة السفر.

 


 

أحب "عمر" مصر كفلسطين، فلم يفرق بينهما في المحبة، لكن لأرض غزة مذاق آخر بالنسبة له: "روحت غزة كتير زيارات لجدي وجدتي، بحب أروح هناك، لأن بحس إني في مكاني وبيتي، ونفسي الأيام تجري وأكمل حياتي كلها معاهم هناك".

طموح صغير كعمره، يأمل الوصول له، فالعيش ببلده الأقرب فلسطين، بات حُلما يأمل أن يتحقق يوم من الأيام، وقهر المحتل هدفه الأول: "بتمنى أهزم الجيش الإسرائيلي المحتل، حتى لو بصوتي والأغاني اللي بغنيها مع فرقتي".

بمصنوعات خشبية تجسد تاريخ فلسطين وتراثها، شارك "جاليري حيفا" بالقاهرة في فعاليات السوق الخيري، من خلال ميداليات خشبية وخريطة فلسطين ومفتاح العودة الفلسطيني، وتهافت الجالية الفلسطينية على شراء المصنوعات الخشبية، التي تمثل في صور "حنظلة، محمود درويش، العلم الفلسطيني"، وغيرها من رموز الحرية الفلسطينية.

 


 

على أنغام "أنا دمي فلسطيني" تألق كورال "عباد الشمس" بساحة السوق الشعبي الفلسطيني بالقاهرة، حيث أنشدوا بعض الأغاني التحفيزية الممزوجة بروح غزة الحرة، وتأسس كورال «عباد الشمس» عام 1987، بهدف التأكيد على الهوية الفلسطينية، والتمسك بحق العودة للوطن، من خلال تقديم أغنيات فلسطينية وتراثية، كنوع من المشاركة الناعمة في عملية التحرر من الاحتلال الغاشم.

بلغ عدد المشاركين بالفريق هذا العام ما يقرب من 20 فلسطينيا من الأطفال والشباب، وأصدروا "شريط كست" بعنوان "وطني يعلمني"، وآخر باسم "لأجمل ضفة أمشي"، يقدمون الأغنيات الفلسطينية بالمناسبات التي تحمل العلم الفلسطيني كافة، لاسترجاع تراثهم مرة أخرى، وتأكيد وجودهم بين الجميع.

 


 

"الدبكة الفلسطينية" رمز للشعب الفلسطيني، فلم يمكن أن يمر اليوم دونها، فتشابك الأطفال والفتيات والشباب بيد واحدة، وبدأو في رسم طاقتهم الحماسية بساحة السوق الشعبي، من خلال رقصة الدبكة الشهيرة، ليكون الإيقاع الشعبي المقاوم للاحتلال.

«أيدي بإيدك ع الوادي، ناكل تين وزوادي، عادت أفراح بلادي، والكرامة لبلادي، وهيهات يا بن العم»، على هذه الأنغام، استرجع الشباب الفلسطيني حريتهم، وكسروا حصارهم، بين الجالية، والضيوف الحاضرين، وبنهاية اليوم، كانت أطباق «الكبة، المسخن، المقلوبة، الكفتة بورق العنب، والحلويات بالزعتر»، وغيرها من الأطباق الفلسطينية الشهية، كانت بانتظار المشاركين بالمعرض الخيري، ويُختتم اليوم بمذاق فلسطيني خالص، وأجواء حرة حالمة.

الجريدة الرسمية