رئيس التحرير
عصام كامل

عائلة «رمزي حنا» حدوتة مصرية!!


قليلون هم الذين يهاجرون من الصعيد إلى القاهرة ويحققون نجاحات كبيرة مادية وأدبية ولا ينفصلون عن جذورهم ويرتبطون بمسقط رأسهم ويظلون على تواصل مع أهاليهم في الصعيد، ومن هؤلاء النموذج الذي أتحدث عنه في السطور التالية وهو الراحل "عادل رمزي حنا" المحامي..


ولد "عادل" في بني مزار بمحافظة المنيا ثم انتقل للعمل بالقاهرة، وظل مرتبطا بأصوله وجذوره وأهله في الصعيد رغم ما حققه من شهرة كبيرة في العاصمة، ليس هذا فقط بل غرس هذا الانتماء في نفوس أبنائه الثلاثة وربطهم بمسقط رأسه، يعيشون آلام أهاليهم هناك ويقدمون لهم المساعدات والخدمات..

أبناء المرحوم "عادل رمزي" الثلاثة هم من خيرة المواطنين المصريين الناجحين والمتميزين كل في مجاله، فالابن الأكبر هو الدكتور "إيهاب رمزي" أستاذ القانون الجنائي بجامعة بني سويف والنائب البرلماني السابق عن دائرة بني مزار، والذي يتطوع دائما لخدمة المواطنين هناك حتى أمام المحاكم.

والابن الثاني هو الفنان المبدع "هاني رمزي" صاحب الرصيد الهائل والمتميز من الأعمال الفنية، أما الابن الأخير هو المستشار "أمير رمزي" رئيس محكمة استئناف الإسكندرية، والثلاثة فكروا في عمل خيري لخدمة أهاليهم في بني مزار يظل باقيا مدى الحياة فقرروا إنشاء مستشفى يعالج المواطنين بالمجان في منطقة تكاد تكون الأفقر ماديا وصحيا في مصر، وبالقرب من الطريق الصحراوي الشرقي، والذي يبدأ من حلوان حتى أسوان ولمسافة ألف كيلو أو يزيد..

وهو من أكثر الطرق المصرية في معدلات الحوادث وضحاياه بالآلاف (قتلى ومصابين) ويعتبر من طرق الموت، ولا يوجد عليه مستشفى واحد لنجدة المصابين حتى لا ينتقلوا إلى صفوف القتلى، ومن هنا جاءت أهمية فكرة أبناء رمزي في إنشاء مستشفى أطلقوا عليه اسم "راعي مصر".

وهو على بُعد مائتين وخمسين كيلو من القاهرة، وتقع في دائرة قطرها 50 كيلو بها ثلاثة مستشفيات حكومية لا تعمل منذ سنوات.

مستشفى "راعي مصر" الذي كان حلما لكل فقير ومريض بالصعيد يحلم بالعلاج المجاني أصبح بالدعم صرحا طبيا عالميا بعد مثابرة دامت عشرة سنوات من المجهودات المضنية بمصر والعالم. وتحقق الحلم في إنشاء الصرح الطبي الذي يضاهي المستشفيات العالمية ولكن بصعيد مصر، بمدينة بني مزار- محافظة المنيا.

مستشفى "راعي مصر" يشمل كل التخصصات، وتم تجهيزه بأحدث الأجهزة والعلاج بكرامة هو شعار المستشفى الذي سيخدم ملايين المواطنين الفقراء في صعيد مصر بالمجان، ويوفر لهم آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

عائلة رمزي سافرت معظم دول العالم لجمع التبرعات لبناء المستشفى ثم قام المستشار "أمير رمزي" بتسليمها إلى أسقفية الخدمات بناء على رغبة قداسة البابا تواضروس لتشغيلها، والمستشفى على مساحة 11 ألف و400 متر مربع، بقوة 211 سرير، 7 غرف عمليات "وغرفة الكبسولة الطبية للعمليات الفائقة"، و48 سرير عناية مركزة، 23 حضانة، 24 وحدة غسيل كلوي، 19 عيادة متخصصة، جميع أجهزة الأشعة الكبرى والصغرى، معمل تحاليل عالي الجودة، مطبخ بمساحة 750 متر مربع، 11 سرير طوارئ وأعلى مستوى من الكفاءة الميكانيكية فضلا عن النظام التكنولوجي الحديث "غير الورقي" بالنسبة للحجز والروشتات.

تم تسليم المستشفى بعدد 433 جهاز وأثاث طبي جميعها من أحدث الأجهزة الطبية الألمانية العالمية على غرار مثيلتها بأوروبا وأمريكا.

وبعد الانتهاء من هذا الإنجاز الطبي العظيم لم يتوقف عطاء عائلة رمزي إلى أهاليهم ولكنهم قاموا بعمل عيادات طبية متنقلة تجوب القرى والعزب والنجوع في الصعيد، وبالفعل المشروع يساهم في علاج الآلاف من فقراء المرضى بالمجان.

عائلة رمزي تقوم أيضا بدور وطني كبير في إطفاء نيران الفتنة الطائفية كلما حاول المتطرفون إشعالها لإحراق البلد.. إنها حقا عائلة مصرية وطنية محترمة، وتحيا مصر.
الجريدة الرسمية