رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حنين الروح


من آن إلى آخر يأخذني الشوق والحنين إلى السياحة الروحية وزيارة الأولياء والصالحين في شتى بقاع مصرنا المحروسة والالتقاء بالأولياء والصالحين من أحبتي وإخواني في الله تعالى، حيث أجد روحي وأشعر بالسعادة الروحية وأتحرر من قيد النفس وأفارق ألم اليتم ومرارة الغربة، وذلك لأن أهل الله تعالى وأعتقد أني واحد منهم يعانون من ألم اليتم ومرارة الغربة في هذه الدار دار الدنيا..


ذلك لأنها دار غربة وممر وليست بدار مستودع ومستقر. وأهل الله تعالى أرواحهم متعلقة بعالمها الأصلي عالم الحضرة والملكوت حيث كانت التسوية والنشأة الأولى، والنفخة الروحية والمقام على بساط أنس الحضرة القدسية، وحيث كان التكريم الإلهي للإنسان ذلك التكريم الذي أشار إليه عز وجل في خطابه للملائكة الكرام عليهم السلام بقوله تعالى: "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين"..

لذا هم في شوق وحنين دائم لمقامهم الأول ومعايشتهم الأولى وإليه عز وجل، وهو تعالى مصدر النفخة الروحية والأصل فيها سبحانه وتعالى.. هذا وعندما تتذوق القلوب حلاوة محبة الله تعالى وقربه ومحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتتصل به عز وجل وتحظى بقربه سبحانه، يسقط من القلب التعلق بكل غير، ولا يبقى موضعا فيه لغير محبوبهم عز وجل، وعلى أثر ذلك يعايش ألم اليتم ويعاني من مرارة الغربة وهو مقيم في وطنه بين أهله وعشيرته إلى أن يأذن المحبوب جل جلاله باللقاء..

أعود إلى ما بدأت به مقالي واستكمل الحديث عن حنين الروح إلى السياحة الروحية.. منذ أيام تحرك الشوق في قلبي والحنين لزيارة أولياء صعيد مصر وأحبابي في الله تعالى، ومشاركة أحباب لي في الاحتفال بعدة موالد في مدينة طهطا دعاني لها اخي وحبيبي السيد الشريف الشيخ ممدوح العريض شيخ الطريقة العريضية الشاذلية، وفعلا قمت بتلبية نداء روحي وإجابة دعوة أخي الشيخ ممدوح العريض.

وانطلقت بسيارتي حتى وصلت إلى مدينة أبو تيج بمحافظة أسيوط التي يقطن فيها سيدي السلطان الفرغل وهو ينتمي إلى بيت النبوة السادة الأطهار رضي الله تعالى عنهم، وأحد أكابر أهل الولاية، ويقال عنه أنه من أهل السر والتصريف وله كرامات كثيرة في حياته وبعد انتقاله، وقد شرفت وسعدت بزيارته والتقيت ببعض أحبابي وأمضينا وقتا طيبا تذاكرنا فيه سيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وسيرة الأولياء، وبعض مناقبهم الشريفة، وقد كان اللقاء ممتعا مفعما بالروحانيات.

ثم مكثت معهم ما شاء الله من الوقت.. ثم توجهت إلى مدينة سوهاج حيث مسجد ومقام سيدي العارف وهو العارف بالله أحمد زروق الشاذلي طريقا ومسلكا ومشربا، وهو من أكابر أهل ولاية الله تعالى وصاحب المؤلفات العديدة، ومنها مؤلف سفينة النجاة المباركة، وهي قصيدة حوت من المعارف والأسرار الكثير، وهي تقرأ في مجالس الذكر وخاصة مجالس ذكر أبناء الطريقة الشاذلية.

ولسيدي العارف أكثر من مقام يزار منها مقام في مدينة مصراتة بليبيا الشقيقة وقد زرته في مطلع التسعينيات بصحبة السيد الشريف الحسني الشيخ جمعة الفيتوري من أهل مدينة بنغازي.. ثم انتقلت إلى مدينة طهطا حيث كان الاستقبال حارا من قبل السيد الشريف الشيخ ممدوح العريض وأهل بيته وجمع غفير من الأحباب من شتى مدن وقرى ومحافظات صعيد مصر، وامضيت عدة أيام معهم وشاركتهم الاحتفال بذكرى مولد العارف بالله سيدي أبا القاسم الطهطاوي رضي الله عنه..

وشرفت بإلقاء كلمة بهذه المناسبة عن الأولياء والصالحين لاقت الترحيب من الحضور، ودُعيت إلى خطبة الجمعة في المسجد الكبير من قبل وكيل إدارة الأوقاف بمدينة طهطا، وكانت جمعة مباركة وخاصة أن موضوعها كان عن نبي الرحمة ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم.

أمضيت عدة أيام ثم توجهت لزيارة سيدي عبد الرحيم القنائي المكنى بأسد الصعيد بمدينة قنا، وسيدي أبو عبد الله القرشي رضي الله عنهما، وكان في استقبالي جمع غفير من السادة الأشراف والأحباب والمريدين وامضيت بينهم وقتا طيبا نتدارس علوم الأولياء والصالحين، ونتذاكر سيرتهم الطيبة العطرة..

ثم توجهت لزيارة سيدي أبو الحجاج الأقصري بالأقصر وأولاده.. ثم توجهت إلى حميثرة، حيث يرقد كهف الأولياء وملاذ الطلاب والمحتاجين خامس الأقطاب الاربعة سيدي أبا الحسن الشاذلي الشريف الحسني ومؤسس الطريقة الشاذلية وشيخها الأكبر رضي الله عنه وامضيت عدة أيام في رحابه رضي الله عنه.

Advertisements
الجريدة الرسمية