رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد حسنين هيكل يكتب: الخطر على الشرق الأوسط

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

في مثل هذا اليوم (5 أكتوبر 1973) كان قراء جريدة الأهرام على موعد مع المقال الأسبوعي "بصراحة" للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل ليقدم تحليلا للسياسة الخارجية في مصر فكتب يقول:

تحضرنى أولا عبارة شهيرة قالها الزعيم الصينى ماوتسى تونج يقول فيها (احملوا السلاح دفاعا عن حدودكم، وتأملوا في نفس الوقت أحوال العالم وراء هذه الحدود وافهموا)، وعلى ضوء هذه العبارة حاولت تحليل الموقف في الشرق الأوسط وخلصت إلى:

أولا هناك حالة وفاق بين القوتين العظمتين أمريكا والآن بحكم الاتحاد السوفيتى، وثانيا هناك تعارض تاريخى بين القوتين بحكم المصالح والمبادئ.
بالنسبة إلى مجال التعارض هذا رأينا أن هناك مجالين.. أولهما أن أوروبا الغربية هي بؤرة الاهتمام الأولى في سياسة الاتحاد السوفيتى.
والثانية أن الشرق الأوسط هو بؤرة الاهتمام الأولى في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الظروف الراهنة.
وليس معنى ذلك أن اهتمام الاتحاد السوفيتى بالشرق الأوسط قليل وإنما اهتمامها بأوروبا الغربية أكثر.. وهذا راجع إلى أن الاتحاد السوفيتى حساس بالنسبة لاعتبارات أمنه والمداخل القاتلة إليه هي عن طريق أوروبا الغربية والوسطى وليس الشرق الأوسط، إضافة إلى أن إستراتيجية الاتحاد السوفيتى الهجومية سياسية وعقائدية وليست عسكرية، وليس معنى ذلك أنها لا تفكر في الشرق الأوسط.
ونعترف هنا أنه كان بوسع السوفيت لو كان متفقا مع المصالح والموازين التي تعينه بالدرجة الأولى أن يساعد العرب بأكثر مما ساعدهم.

اتفقنا على أن الولايات المتحدة تعطى الأولوية للشرق الأوسط لعدة مقاصد منها السيطرة الإستراتيجية على المنطقة واستمرار الحصول على ثرواتها وعلى رأسها البترول، والمحافظة على وجود وأمن إسرائيل لأسباب سياسية معنوية ترجع إلى تداخل إسرائيل بعمق في الحياة الأمريكية، إضافة إلى أسباب سياسية ترجع إلى أن إسرائيل أثبتت نفسها كأداة ردع في يد السياسة الأمريكية في المنطقة العربية وإخراج السوفيت من المنطقة لوضع نهاية للدور السوفيتى في المنطقة العربية.

الهدف الأمريكى أيضا تعميق التناقضات الإقليمية في المنطقة وإضافة تناقضات جديدة، فلم تعد الأزمة في الشرق الأوسط كما كانت قبل يونيو 1967 هي حقوق شعب فلسطين وإنما أصبحت الأزمة في تراب الشعب المصرى وتراب الشعب السورى والخطر الإسرائيلي على كل تراب عربى.

والهدف الأمريكى أيضا العمل على انهاك وإرهاق القوى الوطنية التي تصدرت للولايات المتحدة في مرحلة المد الثورى لحركة القومية العربية في الفترة من عام 1955 إلى 1966.

وأخيرا السيطرة على السيولة العربية الفادحة في دول البترول.
Advertisements
الجريدة الرسمية