رئيس التحرير
عصام كامل

عُقد فُل.. وإشارة مرور


قبل أن تقرأ:


 إذا كنت من الذين لم يخلقوا لكسر القوانين أنصحك بعدم القراءة.


من هنا كانت البداية..

عقد فل.. وإشارة مرور.. وضابط عاوز يسحب رخصة سيارة صديقك، المواطن المصرى العاقل الذى تربى تحت حكم الرئيس مبارك ولم يشهد طوال سنواته الثلاثين كلمة الرئيس السابق أو "المخلوع" فى وسائل الإعلام، إلا بعد ثورة ماتت في لحظة الولادة، سيرضخ لأوامر ضابط المرور ويمنحه الرخصة، وينتظر عدة دقائق، ثم يعود لـ"الباشا" يتوسل له بأن يعيدها إليه، ويستحلفه بالأموات والأحياء، ويدعو له بـ"دبورة" أو "نجمة" تنور كتفه، وخلال دقائق الانتظار من المؤكد أنه سيلعن الرئيس والضابط والإشارة ولن ينسى فى "زفة اللعنات" السيارة سبب الأزمة الكبرى.

أما المواطن المجنون، زى حالاتى، وبحكم أنه متأخر عن المدام، أم العيال، ستجده فى وادٍ وصديقه صاحب السيارة يمارس دور العاقل فى وادٍ ثانٍ، سينظر لتمثال نهضة مصر ويستعيد الجملة الشهيرة للفنان القدير "حمدى أحمد" فى رائعة "نجيب محفوظ " رواية "القاهرة 30"، ويردد، بلا أدنى تردد، "طظ "، والـ"طظ" المجنونة التى سيطلقها، لن تكن رد الفعل الوحيد فكما يقولون "أول الغيث قطرة.. ثم ينهمر".

المجنون، اللى زى حالاتي أيضا، سيولى وجهه شطر تمثال "نهضة مصر" وينظر للعجوز التى تترنح بين السيارات وتتدلى من يدها "عقود الفل" وفى الأخرى تتأرجح "المناديل الورقية"، سيطلق صافرة فى الهواء يتلوها بالمقولة الشهيرة، فى مثل هذه المواقف: يا أمى.. لو سمحتى.. هاتى اللى معاك.. ودول 10 جنيه.. بس أوعى تنسى خمسة للفل.. والباقى عشان "أبو قبة زرقا".

وهنا ستكون النهاية


سأنعى لعينيك.. الوطن..
والذكرى الجميلة..
وأغنيات أكتوبر.. وتحرير سيناء
سأطلب اللجوء.. فى سفارة العدو..
لتحملنى طائرة العدو..
وتتزوجنى إحدى فاتنات العدو..

على بوابة المرور.. سأكتشف المصيبة..
لم يعد لي وطن..
حبيبة
لم يعد بذاكرتى إلا البياض..
سأقسم للضابط
أطلب وساطة "عاهرة" قابلتها فى إجازة الصيف
فهل تنقذنى العاهرة..؟!

الجريدة الرسمية