رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: هل مات عبد الناصر؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في مجلة صباح الخير عام 1970 كتب الكاتب الصحفى محمود السعدنى مقالا يرثى فيه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بعد إعلان وفاته قال فيه:


سقط الزعيم "زاباتا" شهيدا، غير إن فقراء المكسيك لم يصدقوا أنه مات، ووقف فلاح على جثة البطل الشهيد وصرخ في جنون "لا ليس هو الذي مات وهل يموت النهر وهل يموت الريح".

صدق الفلاح الفقير، فهذا الطراز العجيب من الرجال الثوار لا يموت ولم يمت أحد من العظماء في التاريخ، وليس عظيما من يفتح البلاد بالسيف، ولا من يخضع العباد بالقهر، ولا من يملك القلوب بالخوف.

لكن العظيم حقا هو من يحمل على رأسه هموم الفقراء، ومن يتسع قلبه لأحزان الفلاحين هو من يفتح نافذة أمل في ظلام الليل، هو من يشق دربا في جدار الحياة الصلبة لتمضى ملايين البسطاء خلفه، هؤلاء الذين يتحرقون شوقا إلى العدل ويبحثون لأقدامهم عن مكان تحت الشمس.

لقد كان الزعيم والبطل والوالد والمعلم جمال عبد الناصر واحدا من هذا الطراز العظيم من الرجال، بل هو على رأسهم إن لم يكن المثل الأعلى لهم.

كم اتسع قلبه لأحزان الفقراء وكم حمل على رأسه من هموم الأرض، ومن كان مثل عبد الناصر لا يذهب إلى قلبه في جنازة رسمية، لكنه كان أبو الشعب، حامى حمى الفقراء طبيب جراح الغلابة والبؤساء..لأنه عاش من أجل الشعب ومات من أجل الشعب.

لكن هل حقا مات جمال عبد الناصر؟
أبدا لم يمت، فهو لم يكن شخصا ولم يكن فردا ولكنه كان كلمات مضيئة ومبادئ عظيمة ونظاما كاملا للحياة.
وهل يموت الريح، هل يموت النهر؟ هل يموت جمال عبد الناصر؟
الجريدة الرسمية