رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أردوغان والاتحاد الإسلامي التركي «ديتيب» توجه موحد للوجود

فيتو

يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غدا السبت المسجد المركزي في كولونيا التابع لمنظمة "ديتيب" وهي أكبر رابطة إسلامية في ألمانيا وقد تعرضت لانتقادات.

الاتحاد الإسلامي التركي للشئون الدينية "ديتيب" هو أكبر اتحاد مساجد في ألمانيا، وإلى جانب المسجد المركزي في كولونيا يوجد نحو 900 مسجد إضافي يسيرها الاتحاد المسجل كمنتدى، ويضم هذا المنتدى على مستوى ألمانيا نحو 800.000 عضو، وله روابط قوية مع تركيا. وتقر الخدمة العلمية للبرلمان الألماني في قائمة للمنظمات الإسلامية في ألمانيا أن "ديتيب اعتمادا على النظام الأساسي مرتبط بالرئاسة الحكومية للشئون الدينية في تركيا في أنقرة "ديانات". والأئمة الأتراك الذين ينتدبون من "ديانات" إلى مساجد ديتيب يتلقون راتبا من القنصليات التركية طوال فترة إقامتهم، و"ديانات" هي التي تحدد الخطوط العريضة الدينية لهذه المساجد.

أقوياء في الخفاء
"ديانات" هي مؤسسة حكومية لإدارة الشئون الدينية في تركيا، تابعة مباشرة للرئيس رجب طيب أردوغان. وتأسست إبان حقبة كمال أتاتورك عام 1924 ودافعت عن تفسير معتدل للإسلام وحظيت بتقدير غالبية الشعب التركي. وفي السنوات الماضية غيرت ديانات طريقة عملها المتحفظة، لاسيما تحت حكم رجب طيب أردوغان وحكومته بقيادة حزب العدالة والتنمية. ويعمل اليوم لصالح هذه المؤسسة التي يوجد مقرها في أنقرة نحو 120.000 موظف مسؤوليتهم ضمن جملة أمور الإشراف على مضمون خطب الجمعة الأسبوعية لنحو 85.000 مسجد في البلاد. وبميزانية سنوية تتجاوز مليار يورو تملك هذه المؤسسة ميزانية أعلى من وزارة الداخلية.

ثقافة الحرب
وكذلك بسبب تأثير "ديانات" واجه اتحاد ديتيب في السنوات الماضية موجة انتقادات، وبعد دخول الجيش التركي في شمال سوريا في يناير 2018 دعا رئيس ديانات إلى الدعاء في المساجد من أجل انتصار تركيا. وظهرت على إثرها في مساجد ديتيب في ألمانيا فيديوهات تظهر أطفالا بالزي العسكري.

وفي صيف 2017 رفض اتحاد ديتيب المشاركة في مظاهرة تنظمها اتحادات إسلامية ضد الإرهاب. كما ظهرت خلافات داخلية، إذ استقالت منتصف مايو المنصرم أقيلت رئاسة منظمة الشبيبة التابعة لديتيب، والتهمة كانت إعلانها أن التوجهات الليبرالية في الاتحاد تتعرض للقمع.

مؤسسات ناقدة
واتضح ارتباط البناء الداخلي لديتيب بالأحداث السياسية الداخلية في تركيا كذلك بسبب المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا في صيف 2016، إذ يبدو أن أئمة ديتيب تجسسوا في ألمانيا على أتباع الداعية فتح الله غولن. وفتح النائب العام تحقيقات ضد 19 إماما، وتتهم الحكومة التركية غولن بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية. ومنذ أيام فقط حصل تطور سلبي إضافي، إذ كشفت وسائل إعلام ألمانية في نهاية سبتمبر 2018 أن جهاز الاستخبارات الألمانية يدرس على ما يبدو وضع ديتيب تحت المراقبة.

صورة إلى الأسوأ
وطوال سنوات كان اتحاد ديتيب يُعتبر بالنسبة إلى السلطات الألمانية أهم شريك في قضايا الدين والاندماج واستفاد من دعم حكومي. إلا أنه بسبب أحداث السنوات الماضية تدهورت هذه السمعة. وفي عام 2018 تم تقليص أموال الدعم لديتيب بقوة. فإذا حصل الاتحاد في 2017 على نحو 1.5 مليون يورو من الدولة، فإن هذا المبلغ تقلص في 2018 إلى 300.000 يورو فقط.

وحقيقة أن ديتيب لم يعد منذ مدة شريكا نموذجيا في قضايا الاندماج سيتضح أيضا خلال الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى كولونيا: فخلافا لبيان صحفي صادر عن ديتيب لن يشارك رئيس حكومة ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا، أرمين لاشيت في مراسم تدشين المسجد الكبير في كولونيا التي سيرأسها رجب طيب أردوغان. وأكد لاشيت في الماضي عدة مرات أن العلاقات الدولية تحتاج إلى التبادل المفتوح والحوار النقدي. والتدشين المشترك لمسجد ديتيب لا يبدو "المكان المواتي" للقيام بهذا الأمر.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية