رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عباس محمود العقاد يكتب: بيت الأمة قدوة البيوت

عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد

في مجلة المصور عام 1950 كتب الأديب عباس محمود العقاد مقالا يتساءل فيه: هل تزوج سعد زغلول قبل زواجه من أم المصريين ؟ "قال فيه: أول ما أعلمه عن السيدة الجليلة أم المصريين أنها كانت نموذج الزوجة المثالية للرجل العظيم.. كانت تثق بعظمة سعد زغلول فكان إيمانها به آية في الفطنة وصدق الشعور.


كانت تثق به فيما تعلم وفيما لاتعلم فقالت: إن سعدا كان يطلعني على كل شيء يهمه، فإذا كان في الأمر ما يشغله ولا يحب أن يتحدث فيه وضع إصبعه على فمه مازحا إشارة إلى السكوت فاتركه ولا أكرر السؤال.

كانت تثق بقدرته وشدة بأسه ورقة إحساسه واتفق مرة أن جماعة من جمهرة الشعب قدموا إلى بيت الامة يعلنون سخطهم واحتجاجهم على اعتقال سعد زغلول ونفيه، وكانوا يلوحون بالهراوات في الهواء ويضربون بها الجدران هنا وهناك.

خرجت إلى شرفة البيت غاضبة وصاحت فيهم: ما هذا؟ أبمثل هذه المظاهرة تحيون سعدا وتذكرونه؟ من تظنون سعدا؟ أن سعدا كان لطيفا لا يحب العنف ولا يسره أن يراه. 

كانت تثق فيه حتى فيما يثير شكوك الزوجة بغير دليل فقد كتب إليها بعض الحاقدين في أول عهدهما بالزواج يقول لها: إن سعدا تزوج في شبابه من إحدى بنات بلدته وإن له ذرية منها يعيشون في البلدة.

شاعت تلك الفرية وتناقلتها الألسنة فكذبتها دون أن تسأل عنها لأن رجلا في مثل أخلاقه التي عهدتها لن تكذب عليها أبدا.

وبلغت جرأة الفضول أن حضرت إحدى الفضوليات وسألتها أصحيح أن لزوجك بيت آخر وقرينة أخرى، فقالت لها صفية: نعم له زوجة أخرى ولكنها تقيم معه في هذا البيت، وأخذتها معها إلى حيث يجلس وقالت لها انصتى إنه يتحدث إليها، وكان سعد وقتها يذاكر اللغة الفرنسية استعدادا للسفر إلى باريس.

عاشت أم المصريين مع زوجها نحو عشرين سنة مشتركين في المعيشة لا ينعزل أحدهما على حساب الآخر وقلما عرف الناس مثل هذا الامتزاج بين الزوجين في المال والملك والشعور والوفاء بالرغم من أنهما لم يرزقا الذرية. 

فلتكن أم المصريين أذن قدوة للمصريات". 
Advertisements
الجريدة الرسمية