عبد الناصر يلقي كلمة مصر أمام الأمم المتحدة عام 1960
في الدورة الخامسة عشر للأمم المتحدة عام 1960 وفى قاعة الأمم المتحدة أدلى الرئيس جمال عبد الناصر بكلمة باللغة العربية دافع فيها عن حق الشعوب في تقرير مصيرها نستعرض مقتطفات منها.
وقال "عبد الناصر" في كلمته: "في منطقتنا من العالم في الشرق العربى نسيت الأمم المتحدة ميثاقها ونسيت مسئولياتها المتعلقة بحقوق شعب فلسطين، فهل أدى مرور الأيام والسنين إلى حل للمشكلة.. هل نسى شعب فلسطين وطنه وأرضه ودياره.. هل نسيت شعوب الأمة العربية مأساة شعب تآمر الاستعمار الذي كان قائما بالانتداب عليه بتكليف من عصبة الأمم فإذا بهذا الاستعمار يقطع الوعد لآخرين بوطن يملكه غيرهم".
وتابع: "ومنذ متى كانت أوطان الشعوب ملكا للمستعمر ينتزعها بكلمة منه من أصحابها ويعطيه لغيرهم وفقا لمشيئته.. ولكن للاستعمار منطقه.. كان منطق الاستعمار في جريمته من شعب فلسطين أن يمزق الوحدة الجغرافية للعالم العربى من ناحية، وأن يقيم لنفسه وسط العالم العربى من ناحية أخرى قاعدة يهدد منها الشعوب العربية".
وأضاف الزعيم الراحل: "والحل الوحيد في فلسطين كما هو الحل في الكونغو أن تعود الأمور لسيرتها الأولى وأن ترجع إلى النقطة التي بدأ الخطأ عندها.. حينما وقفت الأمة العربية ترد العدوان المسلح على مصر في شهري أكتوبر ونوفمبر 1956 كان مما شرف كفاحنا ورفع من قدره أن المجتمع الدولى المتحضر ممثلا في الجمعية العامة للأمم المتحدة قد انتصر لدفاعنا عن مبادئنا".
وأردف: "أن الدول الكبرى لا تملك وحدها كلمة السلام أو الحرب وإنما الجنس البشرى كله مستمدا الحق من تضحيات شعوبه من أجل صنع الحضارة والتقدم.. إننا ننحاز ولا نحايد، ننحاز إلى جانب السلام وضد الحرب والسلام الذي نريده هو القائم على العدل دون تفرقة ودون تمييز".
واختتم كلمته قائلا: "وأخيرا أقول.. جئنا إلى هذه الدورة مؤمنين أنه في مجال الأمم المتحدة يكون العمل الفعال من أجل السلام".
