رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صلاح حافظ يكتب: هيكل كان يخدم عبد الناصر

صلاح حافظ
صلاح حافظ

في كتاب الصحفى رشاد كامل الصادر عام 1991 "الصحافة، السلطان، الغضب" الذي ضم حوارا طويلا مع الكاتب الصحفى صلاح حافظ، وردا على سؤال حول علاقة الصحفى محمد حسنين هيكل بالرئيس عبد الناصر قال فيه:


محمد حسنين هيكل التصق بعبد الناصر وصار بينهما نوع من الثقة الشخصية، وهيكل كان مفيدا لجمال عبد الناصر كثيرا وصحفيا شاطرا في نفس الوقت..يستطيع أن يصوغ حتى الأفكار الغامضة في ذهن وعقل عبد الناصر. اقصد أنه كان يتأمل أفكار عبد الناصر وعندما يتصدى لكتابتها فكان يجسدها ويعطيها صيغة تريح عبد الناصر.

وهيكل كان يدرك عكس الآخرين من كبار الصحفيين أن الحاكم محتاج إلى من يمده بالمعلومات لا أن تطلب منه المعلومات والأخبار.

واذكر قصة روت لى ذات مرة. وحدث في مؤتمر باندونج ـــ كان ناصر يصطحب معه لحضور المؤتمر أسماء صحفية كبيرة منها هيكل، إحسان عبد القدوس وحسين فهمى وآخرين، المهم أن هؤلاء الصحفيين لاحظوا أن ناصر دائم الانفراد بهيكل لفترات طويلة، وفى إحدى المرات دخل رئيس تحرير صحيفة عليهما وعندما تنبه ناصر لدخوله أشار له بيده بما يعنى انتظر قليلا في الخارج.

غضب رئيس التحرير وحكى لزملائه تلك الموقف فصمموا على مفاتحة الرئيس في الأمر، وفى المساء اجتمعوا بعبد الناصر وطلبوا من زميلهم أن يتكلم فرفض، استوضح ناصر الأمر فقال أحد الصحفيين: يا ريس إحنا رؤساء تحرير وعاوزينك تدينا أخبار زى هيكل لننشرها في صحفنا ونريدك أن تجلس معنا مثله وتحكى لنا أسرار المؤتمر.

نظر الرئيس إليهم قائلا: أنا معكم ليل نهار وأنا لا أملك معلومات انقلها لكم، وأجلس مع هيكل لأنه يمدنى بالمعلومات والأخبار فصمت الجميع. من هنا أقول أن هيكل كان يخدم عبد الناصر وكان مفيدا له كزعيم وحاكم، أما الآخرين فكانوا صحفيين وكتابا تعودوا أن يقولوا وينتقدوا ولم يكن دور الكاتب أبدا أن يكون في خدمة الزعيم.

لكن هيكل أدى هذا الدور وأصبح مفيدا للزعيم. وهذا الموقع الذي كان يشغله هيكل يجعله في رأيى أحد المسئولين عما أصاب الصحافة وعما يشكو منه الصحفيون في عهد الثورة، وكان منتظرا منه بعد هذه المكانة أن يحمى الصحافة والصحفيين.

Advertisements
الجريدة الرسمية