رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إحسان عبد القدوس يكتب: قياصرة السينما

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

تحت عنوان (أمس واليوم وغدا) بمجلة روز اليوسف عام 1958، كتب الأديب الصحفي، إحسان عبد القدوس، مقالا قال فيه:

بدأت حلقة الاحتكار في السينما تتم، فاتن حمامة احتكرت، عبد الحليم احتكر، وفريد شوقي ومريم وهند وزبيدة وعمر.. و..، إلخ، وأنا لا أعترض على احتكار الفنانين، بالعكس لقد سبق أن أبديت رأيا، مطالبا بأن ينتسب كل فنان إلى شركة حتى لا يفرط في جهوده، وحتى يضمن دخلا مستقرا يحميه من إغراء المادة، فلا يظهر في فيلمين أو ثلاثة في السنة.

ولكن من يحتكر جهود الفنانين، إنها ليست شركات فنية مسئولة، إن الذين يحتكرونهم هم الموزعون، والموزع لا يمكن أن يكون مسئولا مسئولية فنية عن الفيلم الذي يوزعه.

إن مهمته عملية تجارية بحتة، يشترى من المنتج ويبيع لدور السينما ويستولي على الربح، والنتيجة أن السينما العربية أصبحت في أيدي غير المسئولين (منتج ـ مخرج ـ ممثل).

والموزعون هم مشكلة السينما العربية، وقد عقد المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب أكثر من جلسة لعلاج المشكلة، لكن لم يصل إلى شيء.

والهيئات المسئولة عن ترقية السينما تدعو المنتجين والممثلين والمخرجين إلى اجتماعات بلا فائدة، وذلك لأن قياصرة السينما لا يدعون إلى هذه الاجتماعات، لأنهم غير مسئولين.

ورغم ذلك، فالموزعون لهم جهود في ترقية الفن السينمائي، كل ما ينقصهم أن يصبحوا أمام الجمهور وأمام الجهات الرسمية مسئولين، ولكن كيف؟

بأن تنقلب شركات التوزيع إلى شركات سينمائية كاملة، ويكون التوزيع فرعا من فروعها، أي أن تصبح شركة دولار فيلم مثلا شركة سينمائية كاملة.

ونخطئ إذ نعتبر المنتج ممولا فقط للفيلم، إن المنتج في النظام السينمائي العالمي له ذوق فني في اختيار القصص، واختيار المخرج الذي يصلح لإخراج كل قصة واختيار الممثلين، إنه يضع الخطة العامة للفيلم، ثم يتقدم بهذه الخطة إلى الشركة السينمائية لتتولى تمويلها وتصديرها، تماما كما تصدر شركة أفلام مترو.

شركة مترو هي التي تصدر الأفلام كمسئولية المنتج والمخرج والممثل، اللهم اجعل كلامي خفيفا على قلوب السينمائيين عندنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية