رئيس التحرير
عصام كامل

إنجي رشدي تكتب: ارستقراطية الخير

انجى رشدى
انجى رشدى

في مجلة المصور عام 1954 كتبت إنجي رشدي موضوعا عن مجتمع الجمعيات الخيرية قالت فيه:
مع تحرر المرأة وخروجها إلى العمل بعد خلع النقاب عام 1930 دخلت المرأة مجال المساهمة في الجمعيات الخيرية، وكان من أهم شروط انضمامها لهذه الجمعيات أن تكون من البارزات في المجتمع، فنشأ نتيجة لذلك مجتمع أطلق عليه ارستقراطية الخير وكل هم هذا المجتمع هو إقامة الحفلات الساهرة تحت ستار الغرض النبيل الذي تحمل عنوانه الجمعيات الخيرية.


لكن ما لبث الناس أن تبينوا أن الخير لا يجوز أن يأتى من هذا الطريق، وأن المجتمع الذي يرفض معاونة الفقراء إلا بهذه الطريقة لا يستحق الانتساب إلى طائفة الخيرين، لذلك تضاءلت تلك الحفلات شيئا فشيئا ففى سماء المجتمع سطع كثير من النجوم ثم انطفأ مرة أخرى لتسطع نجوم أخرى، ومن بين نجوم المجتمع التي تألقت حينا وأصبحت أحاديث الناس سعاد رشاد وأمينة البارودى وعنايات سلطان وزينات عبد الغفور.

ومن نجوم الجنس الخشن التي لمعت في سماء المجتمع الأساتذة محمد سلطان ومحمد شعراوى "شقيق هدى شعراوى"، عبد الحميد الشواربى والمرحوم على فهمى شقيق عائشة هانم فهمى الذي قتلته زوجته الفرنسية مارجريت.

هذه هو مجتمع الخير، عبارة عن حفلات ساهرة ومدعوين رجال ونساء.. كل همهم المتعة والتسلية بين الأضواء الساطعة والطعام والشراب والثياب الفاخرة التي سادها الإسراف والتبذير.

كان هذا حال الجمعيات الخيرية حتى قامت ثورة يوليو 1952 وأصبح هناك مجتمع لا يقوم على المال والجاه والأصل العريق وإنما يقوم على العمل والمصلحة العامة وخدمة الوطن.

الجريدة الرسمية