رئيس التحرير
عصام كامل

أراجوزات المهنة وموسم غسيل الأقلام!


إني أعجب لأناس في المهنة، قلما وكاميرا، لا يزالون يخرجون على الناس بوجوه متبجحة، يرتدون أقنعة، يسوقون للشعب أفكارا عن تثبيت أركان الدولة وهم أول من أسهموا بمجهود تحريضي مشبوب في هدمها من جذورها، عمدا أو جهلا، أو سيرا في موكب الزفة والفوضى أو دخولا في حالة من الزهو النفسي الشاذ!


هذه الأيام يستخدمون المرض واجهة لغسل سيرة أقلام ملوثة، غمست سنونها في بئر النفاق، كانت تركع وتتذلل. كانت تسجد وتبتهل، كانت تكتب بدموع مستقاة من ماء آسن، باعت شرفها المهني لكي تعلو وتعلو وتعلو، لم تعل. سقطت لأنها مع أول شربة خيانة في جسم الدولة المصرية هرولت إلى الدولاب ودخلت بدلة الرقص! منظركم مقزز.

اليوم وبعد سنوات العار والهزيمة في الخامس والعشرين من يناير يظن مسوخ القلم والكاميرا أن الشعب بلا ذاكرة، وأن الناس فقدت البصر وأن الغلاء الذي يطحن الشرفاء في هذا الوطن بسبب تجار الخيانة والجهل الذين جمعوا الملايين، سيجعل المطحونين ينسون للحظة واحدة أن هؤلاء الأفاقين المنافقين هم السبب.

كلهم معروفون، هاتوا الأغلفة لمجلاتهم وجرائدهم وبرامجهم، وحاسبوهم على جريمة تزييف الوعي وتبديل المواقف وفق المنافع، والزج بالناس إلى الشوارع وتحريض الغوغاء والدهماء! في مهنتنا لا شيء يختبئ ولا شيء يمكن دفنه، لأنها مهنة تستمد قوتها ومصداقيتها من تاريخها ومن تاريخ الممارسين لها بصدق وشرف وقوة الحجج والمنطق، كل قلم تاريخه أمامه..

وليس يجدي اليوم ولن يجدي ولا بعد عقود عمليات الشد والشفط والملء لوجوه عكرة وأقلام بيعت لأعلى سعر وأرخص مبدأ.

شبحوا مصر وانهالوا عليها بالسكاكين، وذرفوا الدموع الزائفة، إن الشعب الذي يدفع اليوم وكل يوم ثمن الفوضى إلى أشعلها وأسهم فيها هؤلاء الفوضويون من صحفيين ركبوا الإعلام وإعلاميين ركبوا أدمغة الناس، يريد محاسبة كل من حرض وفرط، يريد استدعاء جميع الصحفيين والإعلاميين الذين انخرطوا في مدارس صربيا للتغيير السلمي!

إن الشعب يريد أن يعرف الدور الحقيقي للمذيعة منى الشاذلي قبيل تنفيذ المخطط الظلامي، ودورها أثناء التخريب، وتمثيلية البكاء مع صبي جوجل وائل غنيم، إن الشعب يريد أن يعرف الدور المتناقض والصعود اللامنطقي لأحمد المسلماني.

راجعوا فيديوهات تلك الأيام الكئيبة وهاتوا لنا من يفسر ويشرح لماذا كان هذا (الطارئ) على المشهد يقوم بعملية تسويق إعلامي وسياسي لفصيلين تنازعا جسد مصر: الإخوان الذين اعتبرهم ركنا أساسيا في الحياة السياسية المصرية واعتبر مصر متورطة فيهم ولا بد من الاعتراف بالأمر الواقع، والبرادعي وما يمثله من فكر انهزامي انسحابي هروبي فوضوي!

بتاع زويل اعتلى منصات وطنية عليا في طفرة صعود غير مفهومة، لم يكن ذلك استحقاقا إلهيا ولا مهنيا ولا مهاريا، لا له ولا لغيره من شلة المدعين والأفاقين والمنافقين والحنجوريين وهتيفة النظام الحالي، أراجوزات كل العصور، يراهم النظام ويقرف منهم، كيف لقلم منافق أن ينسى تاريخه في دعم مرسي الجاسوس الإرهابي ويتصدر اليوم لدعم النظام، إن الدعم المنافق هو دم ملوث يصيب السليم بفيروسات النهاية ويورطه في الشبهات!

لقد صادرت الدولة المصرية بأحكام القضاء مشروعات وأموال الإخوان التي كرسوها للإنفاق على التخريب والتجنيد والنسف والقتل، حان الوقت لمحاسبة الطابور الخامس.. لقد دمروا الانتماء الوطني وشككوا في كل القيم والثوابت ونشروا الفوضى وهيأوا الناس لكراهية مؤسسات الدولة تحقيرا وتحريضًا.
الأفاعي لا تزال متربصة للانقضاض..
الجريدة الرسمية