رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فكري أباظة يكتب: الصحافة برلمان يكتب ولا يتكلم

فكرى أباظة
فكرى أباظة

في مجلة المجتمع العربى عام 1959 كتب الصحفى فكري أباظة مقالا قال فيه:

"من البداهة أن الصحافة لها رسالة اجتماعية يجب أن تقوم بها وإلا كانت مخالفة لمبدأ من مبادئ الدساتير العالمية التي تعنى بشئون الأسرة بالحياة الاجتماعية".


وتابع: "وما الصحافة إلا برلمان يكتب ولا يتكلم فلا بد من أن تكون المسائل الاجتماعية من أهم مواد دستورها الصحافى، ولم تقصر الصحافة في تأدية هذه الرسالة فهى قد عالجت من قديم الزمن شئون الفلاح والعامل والأسرة والفقر والجهل والمرض، إضافة إلى أن حملاتها في القرن العشرين لا تنكر ولا تنكر نتائجها وآثارها التي أدت إلى إصلاحات عديدة في ذلك الزمن الطويل وربما كانت من أسباب هذه الثورة المباركة، وتلاحظون أن الثورة تملأ مكان البرلمان الشاغر، تحل محله في أكثر الأوقات في سؤال واستجواب واتهام المسئولين عن هذه الشئون الاجتماعية العامة".

وأردف "أباظة": "إن الصحافة لم تقصر يوما في أداء رسالتها ولعلكم تذكرون الصفحات المخصصة للأبحاث الاجتماعية في كل جريدة يومية وأسبوعية مثل جرائد الأهرام والسياسة الأسبوعية والمؤيد وغيرها، ثم تطور الفن الصحفى واعتنى بالخبر والإثارة وقتلت الصحف صفحات الشعر والادب والاجتماعيات وملأت صفحاتها الأولى بالاخبار والتلغرافات العامة والخاصة وأخبار الجرائم المثيرة والمجتمع، وهذا بلا شك انحراف لا يدافع عنه".

وتساءل: لماذا يوجه اللوم إلى الصحافة وحدها وهناك ما هو أكثر تأثيرا على الجمهور وهى الإذاعة.

واستطرد: "أما قول الأستاذ محمد التابعى أن الصحافة انحرفت قليلا، فحقيقة أصبحت الصحف اليومية مليئة بما لا يستحق النشر ومزودة بجيش جرار من المحررين النوابغ الذين يستطيعون أن يتخصصوا في الشئون الاجتماعية".

واختتم "أباظة" مقاله قائلا: "أما بالنسبة لاقتراح إعداد قانون للصحافة ودستور لها فأعتقد أن المسألة ليست مسألة قانون ملزم.. إنما المسألة مسألة وازع صحفى يفهم ويدرك أن مهمته رفع جماهير القراء إلى المستوى الاجتماعى اللائق بهذه الدولة الجادة المستهدفة لمشاكلنا الداخلية والخارجية، فلا بد من تقشف في هذه الإثارات ولا بد من جودة في الأبحاث الحديثة المهمة التي سوف يستسيغها القراء بمجرد المران والعادة".
Advertisements
الجريدة الرسمية