رئيس التحرير
عصام كامل

12 قرية في القليوبية تنضم لخريطة الباحثين عن الآثار

فيتو

الكوارث لم تكن كافية لأن يتوقف قطار البحث عن الثراء السريع في محطة أخيرة، بل على العكس تزايدت وتيرة البحث، وانضمت وجوه جديدة إلى عربات القطار المزدحم، متجاهلة حجم الخسائر التي تترتب – وبشكل يومي - على محاولات البحث والتنقيب عن الآثار في قرى محافظة القليوبية، التي وصل عددها إلى 12 قرية، حسب التقديرات الرسمية.


والقرب هي «كوتين والسيفا وكوم الأطرون والعمار وكفر العمار وكوم الأطرون والدير» بمركز طوخ، بالإضافة إلى قها وقرى «طنان وبلقس ونوي وسنديون» بقليوب، وأشهرها على الإطلاق، قرية الدير بطوخ ومنطقة العلوة بقليوب.

محمد خيري، رئيس مدينة طوخ في بداية حديثه عن الكوارث التي شهدتها قرى المحافظة جراء البحث والتنقيب عن الآثار، قال: "قرية الدير شهدت مأساة، حينما لقي شخص مصرعه داخل إحدى الحفر أسفل منزله بالقرية، أثناء التنقيب عن الآثار، وفي أثناء البحث عن الجثة تبين أن هناك حفرا على عمق 10 أمتار تقريبًا، ممتدة أسفل العشرات من منازل القرية يستخدمها الأهالي في البحث عن الآثار، وبعد يومين من تتبع الحفر وهدم 6 منازل تم التوصل إلى الجثة ودفنها".

في نفس السياق قالت الدكتور عزيزة السيد، رئيس مدينة قليوب، إن منطقة العلوة بقليوب بها كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث اكتشف الجميع أن تلك المنطقة تعيش منذ سنوات فوق سراديب يحفرونها يوميا أملا في الحصول على الآثار، فمنازل المنطقة بالكامل تقريبًا بها سراديب وأنفاق أسفل المنازل، منهم 122 منزلا يحتاجون إلى هدم وإعادة بناء مرة أخرى.

وأكملت عزيزة السيد، أن وهم البحث عن الآثار والسحر والدجل انتشر خلال الفترة الأخيرة بقري المدينة ومنها ميت حلفا والعلوة بسنديون وبلقس مما سبب في تصدع الكثير من المنازل.

في حين أشار "م. أ" أحد أهالي المنطقة إلى أنه رغم الوضع غير الآدمي في القرية، وعدم وجود أي خدمات صحية أو طبية أو غيرها، إلا أن أسعار المنازل مرتفعة فالمنزل المكون من غرفة واحدة فقط يباع بـ200 ألف جنيه، ومن يشتري ومن يبيع يعرف أن المنزل ستار للتنقيب عن الآثار ولا أحد يستطيع الحديث في هذا الأمر خوفا من الشرطة.

وقال عبد المنعم السعيد، رئيس الوحدة المحلية بسنديون، أن كارثة التنقيب عن الآثار تم اكتشافها منذ عدة أشهر بالصدفة، عندما أرسل مجهول شكوى إلى محافظة القليوبية بأن هناك منزلا ينهار بمنطقة العلوة، فأرسلت الوحدة المحلية لجنة لبحث الأمر لتكتشف الكارثة التي تمثلت في أن هناك العديد من المنازل الآيلة للسقوط.

وأشارت اللجنة إلى أن الشوارع لا يستطيع حتى "التوك توك" المرور بها، فالمنازل لا يوجد بها صرف صحي أو «طرنشات»، إضافة إلى أن معظم الأهالي ليس لديهم سندات ملكية للمنازل فهم وجدوها خالية وسكنوها بوضع اليد منذ سنوات.

وقال "س. ل" أحد أهالي قرية كفر العمار بطوخ، إن القرية شهدت منذ 3 سنوات مأساة، حينما انهار جزء من فناء مدرسة، بالحفر اكتشف الأهالي وجود سراديب أسفل المدرسة ممتدة إلى دار مناسبات ومسجد.

وأضاف " ل " أن جميع التقارير الرسمية أشارت إلى التنقيب عن الآثار ولكن ما حدث بعد الضجة التي أثارها الأمر هو أن هيئة الأبنية التعليمية رممت المدرسة وأصلحت أساسها وأيضا تم إصلاح أساس المسجد ودار المناسبات، لم يتم التحقيق مع المواطن الذي قاد السرداب إلى منزله وهو من قام بالحفر.

وأشار إلى أهالي القرى يتعاملون مع دجالين من أسيوط وبني سويف وهم من يرشدون المواطنين عن المنازل التي يحتمل أن يوجد بها آثار، مؤكدا أنه منذ أسابيع ألقت الأجهزة الأمنية القبض على "ع.ع"، أثناء التنقيب عن الآثار وهو مواطن أخذ قرضا من البنك وباع أرضه ليعطي أموالا للدجال ليرشده عن مكان "الكنز".
الجريدة الرسمية