رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أنيس منصور يكتب: بعيدا عن الفضيحة

أنيس منصور
أنيس منصور

في كتابه «معنى الكلام» الذي يضم المقالات الخاصة للكاتب الصحفى أنيس منصور «ولد في مثل هذا اليوم عام 1924» كتب في أحد هذه المقالات تحت عنوان «بعيدا عن الفضيحة» يقول:


ظاهرة ليست غريبة وهى أن عددا من كواكب السينما يبعثن بأولادهن وبناتهن إلى المدارس الأجنبية الداخلية أو إلى الخارج. ولكن لماذا ؟
كانت الكواكب تفضلن المدارس الأجنبية لأن هذه المدارس أجنبية وبعيدة عن البيئة المصرية.. وبذلك يكون الابن بعيدا عن مصر.. كأنه في دولة أجنبية بعيدا عن الأم وتصرفات الام الشخصية وأعمالها الفنية.
فالابن لايحاسبه أحد على ما فعلته أمه، فلا يضطر إلى الدفاع عن نفسه، ولا يكون عدوانيا ثم ينتهى به الأمر إلى أن يكره أمه التي تسبب له كل هذه المضايقات.
ولكن المدارس الأجنبية الآن لم تعد أجنبية إلى هذه الدرجة ففيها الآن كل عيوب ومزايا المدارس المصرية.
ثم أن الابن ليس في إمكانه أن ينعزل تماما عن أمه وجو أمه وأعمال أمه وأفعال أمه ـــ وهذه عقوبة الشهرة التي تصيب الفنان في عزيز لديه.
ولأن المدارس الأجنبية لم تعد أجنبية بدرجة كافية فإن النجوم والكواكب يبعثن بأولادهن إلى الخارج بعيدا تماما عن العيون التي تحاسب الابن على ما تفعله أمه.
من المؤكد أن الأم لا تحب لابنها أو لابنتها أن تعمل مثلها، في نفس المجال أو نفس الفن، مما يدل على أن الأم لا تحب الوسط الذي تعيش فيه وتعيش فيه ولا تريد لابنتها أن تتعذب كما تعذبت وهى وأن ترضى بأشياء كثيرة رغم أنفها ورأسها وشفتيها وقلبها.

ولذلك فالأم تبعد ابنتها أو ابنها عن الوسط إلى أقصى درجة ممكنة.. إلى بلاد أجنبية حتى يصبح هو أجنبيا فإذا عاد إلى مصر يعود وقد طبع على جو آخر وبيئة أخرى، فإذا أقام في مصر يكون قد تحصن بأخلاق وعادات أخرى ويصبح قادرا على أن يواجه من يحاسبه على ما تقوم به أمه في الحياة وفى الفن.

وهذا معناه أن نجمة الفن قررت أن تخفى ابنها أو ابنتها عن الناس حتى تكبر، فإذا كبرت أو كبر كان مواطنا من نوع آخر ـــ لايهم ـــ المهم أن يعيش وأن تعيش هي أحسن وأفضل.
Advertisements
الجريدة الرسمية