رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ترامب وأوماروزا... «معتوه وحقيرة»


حدثان أتعبا الرئيس الأمريكي ترامب الأيام الماضية، وإذا اعتبرنا الأول منهما وسيلة للتندر عليه، فإن الأزمة في الثاني. حين أعلن ترامب "عزمه إنشاء قوة للدفاع في الفضاء بحلول عام 2020، وأنه سيطلب من الكونغرس ثمانية مليارات دولار لتمويلها في ميزانية الدفاع"..


تندر عليه الممثل الكوميدي جيم كاري، معتبرا خطط ترامب لإنشاء "قوة فضاء مسلحة" أمرا مثيرا للسخرية، وينوي تصويرها في فيلم رسوم متحركة فكاهي. وهو الذي دأب في الأشهر الأخيرة على نشر رسوم انتقادية لترامب وإدارته.

الحدث الثاني الأكثر إيلاما لترامب تمثل في الذكرى الأولى "للاشتباكات العنيفة التي وقعت العام الماضي بين قوميين بيض ومحتجين سود مناهضين للعنصرية في تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، وراح ضحيتها امرأة ومئات المصابين. وأثار ترامب حينها الغضب بعدما ألقى باللوم في العنف على الطرفين".

اختار المخرج الأمريكي الأسود سبايك لي، عرض فيلمه الجديد "بلاك كلانزمان" في الذكرى السنوية الأولى للاشتباكات، وقال: إنه يتضمن "مقاطع إخبارية مصورة للاحتجاجات". وتمنى سبايك أن يشاهد الفيلم "الرجل الموجود في البيت الأبيض.. فالعمل مثير للشجون لكنه ساخر عن العلاقة المتوترة بين الاعراق في الولايات المتحدة على مدى عقود".

الفيلم المقتبس عن قصة حقيقية لمحقق شرطة أمريكي أسود تمكن من اختراق حركة "كو كلوكس كلان" في السبعينيات. اعتبرته الصحف الأمريكية أفضل أفلام سبايك منذ أعوام "ومواجهة غاضبة وصريحة للحقيقة وسط كابوس تاريخي".

إيفانكا ترامب مستشارة البيت الأبيض، بدت أكثر ثقة وشجاعة من والدها، حين أدانت صراحة تفوق العرق الأبيض والعنصرية والنازيين الجدد. وكتبت إيفانكا "قبل عام في شارلوتسفيل، شهدنا استعراضا قبيحا للكراهية والعنصرية والتعصب والعنف في وقت يتمتع الأمريكيون بنعمة العيش في بلد يحمي الحرية وتنوع الآراء، لا مكان لنظرية تفوق العرق الأبيض والعنصرية والنازيين الجدد في بلدنا العظيم. بدلا من تمزقنا عبر الكراهية والعنصرية والعنف، بإمكاننا مساعدة بعضنا البعض وتعزيز مجتمعاتنا والعمل على مساعدة كل أمريكي للوصول إلى كامل إمكاناته".

مع هذا ظل ترامب على تردده مغردا: "أعمال الشغب في شارلوتسفيل تسببت بموت لا معنى له وانقسامات قبل عام". هنا جاءته الضربة الكبرى مع طرح كتاب "Unhinged" أو "المعتوه"، للمستشارة السابقة في البيت الأبيض أوماروزا مانيغولت نيومان، التي نعتت ترامب بألفاظ ومفردات يضعها تحت طائلة القانون.

تشير "أوماروزا" إلى وجود تسجيلات تثبت عنصرية ترامب منذ سنوات، وأنه كثيرا ما يستخدم مفردة "زنجي" الممنوعة، مؤكدة أنها رأته يتصرّف "مثل كلب جامح" خصوصا في مناسبات تغيب عنها السيدة الأولى ميلانيا، وأنه "محبّ للنزاع والفوضى، ورؤية الناس يتجادلون أو يتقاتلون. كما تزعم نيومان وجود علامات تظهر "تدهور حالته العقلية لا يمكن إنكاره".

وسعت مانيغولت لإثبات المزاعم الواردة في الكتاب، من واقع عملها الطويل مع ترامب، فهي شاركت من قبل في برنامجه لتليفزيون الواقع "المتدرب"، إلى أن عينها مستشارة بارزة في البيت الأبيض لتصبح السوداء الوحيدة في فريقه.

وكشفت أوماروزا أن ترامب، أراد أداء اليمين الدستورية عند تنصيبه رئيسا، على كتاب "فنّ الصفقات" الذي ألفه بنفسه بدلا من الكتاب المقدس "الإنجيل".

وتقول مانيغولت، قبل حفل التنصيب في واشنطن، ود ترامب أن يؤدي يمين القسم خلال المراسم الدستورية على نسخة من كتابه "فن الصفقات"، لأنه "من الأكثر مبيعا، وأعظم كتاب عن الأعمال في التاريخ. كما أن القسم عليه سيرمز إلى أنه على وشك إبرام صفقات ممتازة للبلاد"!. لكنها مع غيرها من فريق مساعدي الرئيس، اقنعوا ترامب بأداء اليمين الدستورية بالقسم على الكتاب المقدس.. وفي وقت لاحق، حاول ترامب إنكار هذه النقطة تحديدا، مشيرا إنه كان يمازحها، لكن نيومان أكدت أن ترامب كان جادا في اقتراح الفكرة.

وروت كيف رأت ترامب يمضغ قطعة من وثيقة سرية بعد لقائه مع محاميه السابق، مايكل كوين، في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض. ذكرت أيضا أن مساعدي ترامب حاولوا شراء صمتها بعد الاستغناء عنها في البيت الأبيض، إذ عُرِض عليها شغل منصب في حملة ترامب الرئاسية المقبلة براتب 15 ألف دولار شهريا، شرط عدم إفشاء الأسرار. ولما رفضت المنصب، هددها محامون بمواجهة عواقب.

الغريب أن نيومان نشرت قبل 3 أيام تسجيلا صوتيا سريا لجلسة الاستغناء عنها من قبل كبير موظفي البيت الأبيض في "قاعة إدارة الأزمات" بالرئاسة الأمريكية، وهي محاطة بتدابير أمنية بالغة الشدة، ويحظر فيها حمل أجهزة إلكترونية. وفي التسجيل يشير جون كيلي إلى "مشكلات بالغة تتعلق بالنزاهة" أدت إلى فصلها.

حاولت نيومان تبرير خرقها نظام الأمن بالبيت الأبيض: "حميت نفسي، لأنه البيت الأبيض الجميع يكذب فيه. الرئيس يكذب ويخدع الشعب، المتحدثة باسم الرئاسة سارة ساندرز تكذب كل يوم على أمريكا، لا بدّ لك أن تحمي نفسك".

وردت سارة ساندرز "مجرد أن يقوم موظف بإدخال جهاز تسجيل إلى قاعة الأزمات ينم عن ازدراء فاضح بأمننا القومي". أما ترامب المصدوم مما تضمنه الكتاب، فوصف مستشارته السابقة بأنها "حقيرة" لتسجيلها أحاديث سرية في قصر الرئاسة، وهي شريرة وغبية، كانت تقيم علاقات "مخلة" مع جميع الموظفين للوصول لما تريد.

هكذا حال إدارة أكبر دولة في العالم.. رئيس لا يتورع عن الإتيان بأي شيء، والفضائح تحيطه من كل جانب، والموظفون حدث ولا حرج آخرهم خائنة تفشي أسرار الرئاسة وتساوم عليها لعل وعسى تنال ما تتمنى.
Advertisements
الجريدة الرسمية