رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو تم تجاهلهم حماية لمصر

18 حجم الخط

"أفلاطون أحب إلي من نفسي ولكن الحقيقة أحب إلي من أفلاطون "أرسطو".
ذنب الشعب المصري في رقبة جماعة الإعلام إياهم الذين ابتلانا الله بهم في القنوات الفضائية سواء المدنية أو الدينية وحتى الصحف والمواقع الفضائية، فهم جميعا يستحقون الإغلاق صراحة، والأهم أن يتم إغلاق القنوات الدينية لأنها قنوات مجرمة وأصحابها أجهل من دابة وتصريف الرياح في الدين .

لقد أمر الله سيدنا جبريل بهد قرية على من فيها، فقال: يارب إن فيهم عبدك فلان.. العابد الساجد الذي لا يزال يذكرك ويعبدك، قال عز من قائل: يا جيريل به فابدأ.. قال: يارب كيف، قال: إنه لم يتمعر وجهه في قط، أي أنهم لم يحمر وجههم مرة غيرة على دين الله، ودين الله الآن تنتهك محارمه صراحة من خلال تفريغه من مضمونه وتحويله لمجرد طقوس وكلام فارغ متعلق بالثوب واللحية والسواك وغير ذلك من سفاسف الأمور بينما قد تركوا الدين الحقيقي الداعي للتكافل والتراحم ولم يتحدثوا فيه مع العلم أن الغرض الحقيقي من الدين هو المعاملة كما قال سيد العالمين (الدين المعاملة ).. ولهذا فهم أول ناس يستحقون الإغلاق والإبعاد من الحياة الإعلامية في مصر..
الإعلام مشكلة المشاكل في مصر، هذه حقيقة والله، فالإعلام هو الذي تسبب في حالة التشوه الثوري التي أصابت مصر والإعلام، هو الذي دمر الثورة المصرية والإعلام هو الذي أصاب الشعب المصري بالإحباط، مشكلة الإعلام أن من استولى عليه في بداية الثورة كانت مجموعة من الأرزقية والنصابين ومدعي الثورية فدمروا مقدرات الشعب، هل يمكن القول بأن ما حدث في الثورة كان أمرا طبيعيا، الأخطر أن هذه النماذج التي صنعها هذا الإعلام انقلبت عليه وكادت تقصيه من مناصبه وليس هذا فحسب، بل قد يصل الأمر قريبا إلى تصفيتها بأي شكل من الأشكال سواء كان جسديا أو إعلاميا، وما حادث من محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي ببعيد.
هل من الطبيعي أن يتصدر المشهد الثوري مجموعة أصلا كانت خدامة لأمن الدولة وكانوا مخبرين، بل إن بعضهم قام بتسليم خاله لأمن الدولة وتم إعدامه وآخر قدم عمه أيضا لأمن الدولة فتم سجنه واليوم يقدمون أنفسهم على أنهم ثوريون ومعارضون بينما هم مثل الإخوان كذابين ومنافقين وحاقدين على الشعب المصري .
أريد أن أعرف ماهي معايير ثورية عضو لجنة السياسات وصديق جمال مبارك والذي كان يريد أن يوليه جمال مبارك لجنة التثقيف السياسي ولكنه آثر الدكتور محمد كمال فثار وقرر أن يكون ثوريا، أريد أن أعرف معايير ثورية من قدم خاله لأمن الدولة فتم إعدامه أم معايير ثورية من كان إبراهيم نافع يرسل له الطعام ساخنا في سجن طره عندما تم اتهامه في قضية ابتزاز كبيرة وتم الحكم عليه حكما نهائيا باتا ولم يتم تنفيذه حتى الآن.
أريد أن أعرف معايير ثورية شخص كان يكتب خطابات مبارك وأخيه كان أكبر خدام لأمن الدولة وزوجته كذلك بل وسلفتها أيضا وتم توجيه تهمة لها خاصة بالآداب وهربت خارج البلاد ثم عادت بعد الثورة لتقول عن نفسها أنها ثورية .
من يتصور أن الإعلام برىء من كارثة تدمير الثورة وضياع دماء الشهداء فهو إما جاهل أو غبي صراحة لأن هؤلاء هم القتلة الحقيقيون للثوار بمشاركتهم في تلميع قيادات الإخوان الإرهابيين والقتلة وفي التدليس على الثورة وعلى الشعب، وتقديم نماذج مجرمة للشعب على أنها نماذج ثورية وهي أبعد ما تكون عن الثورة وعن العملية الثورية أصلا.


الجريدة الرسمية