رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«حمى ليلة السبت».. نسائية


ثلاثة أحداث لافتة اجتمعت ليلة السبت، وليس ممكنا أن تتزامن مصادفة لأن ما يربطها جميعا هو الانتصار للنساء، والتضامن مع حملات عالمية تنادي بالمساواة ونبذ العنف والتحرش الجنسي.. تباعدت مواقع الأحداث عالميا واتفقت على هدف واحد، ما جعلني أتذكر فيلم جون ترافولتا "حمى ليلة السبت" ‏Saturday Night Fever المنتج عام 1977 عن تأثر نيويورك بفن الديسكو، وساهم الفيلم في انتشار حمى الديسكو في العالم كله.


"حمى ليلة السبت" الماضي كانت نسائية بامتياز، بدأت من مهرجان "كان" السينمائي، حين شاركت 82 من نجمات السينما العالمية في مسيرة على البساط الأحمر واعتلين درج قصر المهرجان الشهير في صعود غير مسبوق بالاتفاق مع إدارة "كان"، وقادت المسيرة رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية النجمة كيت بلانشيت والمخرجة الفرنسية المخضرمة أنييس فاردا.

قرأت فاردا وبلانشيت، الأولى بالفرنسية والثانية بالإنجليزية، بيانا جاء فيه: "تواجه النساء تحديات فريدة لكننا نقف سويا على هذا الدرج كرمز لعزمنا والتزامنا بالتقدم.. كما نطالب مؤسساتنا بتنظيم نشط للشفافية والمساواة في الأجور والتنوع الفعلي في بيئتنا المهنية".

وقالتا إن "العدد 82 يمثل النساء اللواتي اختيرت أفلامهن للمشاركة في المسابقة الرسمية بمهرجان كان منذ العام 1946 في مقابل 1688 رجلا، وإن 71 رجلا فازوا بجائزة السعفة الذهبية في مقابل امرأتين فقط".

ولم تشأ المكسيكية "سلمى حايك" أن تمر مشاركتها دون أثر، فطالبت الممثلين بتضحيات وخفض أجورهم إذا كانوا يؤيدون المساواة في الأجور"لا ينبغي على المنتجين وحدهم التحرك لردم الهوة في الأجور بل على الممثلين أن يفعلوا ذلك أيضا.. لقد حان الوقت لمزيد من السخاء حيال الممثلات". ثم اتهمت هارفي واينستين مجددا بالتحرش الجنسي بها خلال تصوير فيلم "فريدا" العام 2003، مؤكدة "لحسن الحظ أن عدد ضحايا واينستين كبير جدا وإلا ما كان أحد ليصدقنا".

وأبدى مهرجان "كان" تضامنه مع النساء بتشكيل لجنة تحكيم رسمية يغلب عليها العنصر النسائي وتترأسها امرأة، واستبعد من المشاركة أفلام اتهم أحد من العاملين فيها بالتحرش الجنسي.

وفي لشبونة بالبرتغال توجت الإسرائيلية نيتا بارزيلاي بلقب النسخة 63 لمسابقة "يوروفيجن للأغنية الأوروبية" عن أغنية "توي" المستوحاة من حملة "مي تو" والتحرك النسائي العالمي ضد التحرش الجنسي.

الإسرائيلية الفائزة باللقب موهوبة وصاحبة صوت قوي واختارت أغنية تواكب الأحداث بموسيقى حماسية، لكن حركاتها تشبه الدجاجة، وعلى صعيد الشكل تعتبر نقيضا للصورة المعهودة للفنانات نظرا لوزنها الزائد جدا وشكلها البعيد تماما عن مواصفات الفنانات، ولانها تدرك ذلك قالت باكية بعد إعلان فوزها "اشكركم لأنكم تقبلتم الاختلاف واحتفيتم بالتنوع".

لا يمكن إغفال أن منح اللقب لإسرائيلية فيه جانب سياسي، لتخفيف الضغط على إسرائيل، بعد اصطفاف العالم ضد ممارساتها الوحشية في فلسطين المحتلة، فضلا عن أن الفوز باللقب سبق نقل السفارة الأمريكية إلى "القدس" في ظل رفض عالمي، وقالت نيتا بعد التتويج وهي ترفع العلم "أعشق بلادي". وفي اللحظة نفسها عمت إسرائيل احتفالات في الشوارع للفوز بمسابقة "يوروفيجن" للمرة الرابعة بعد غياب 20 عاما.

ولم يختلف الأمر كثيرا في الساحة العربية، إذ توجت العراقية دموع بلقب "برنامج The Voice" وهي أيضا من ذوات الوزن الثقيل جدا، ما يعني أن البرنامج أراد دعم النساء والاحتفاء بالتنوع، فضلا عن الانحياز إلى عضو لجنة التحكيم الإماراتية أحلام ومعها مدرب الأصوات الملحن السعودي ناصر الصالح.. بدليل أن الحلقات السابقة كلها كان تصويت الجمهور في فريق أحلام يذهب إلى اللبنانية أولجا القاضي، التي غادرت بشكل غريب، مثلما حدث مع المصري خالد حلمي صاحب الموهبة الفذة في فريق إليسا وكان يتأهل دائما بتصويت الجمهور وفي الحلقة قبل الختامية غادر لأن تصويت الجمهور جاء لصالح التونسية هالة المالكي وهي لم تتأهل مرة واحدة بتصويت الجمهور ما يجعل الأمر غير منطقي على الإطلاق!!

إذا تغاضينا عن الحلقات قبل النهائية، فكيف نقتنع أن الجمهور صوت لصالح المشتركة العراقية دموع وهي رغم موهبتها الواضحة، لا تتميز إلا في أداء الأغنيات العراقية!!

ولا يصوت للمشترك المغربي عصام سرحان صاحب الصوت الساحر في فريق محمد حماقي، والذي تأهل في جميع الحلقات بدعم الجمهور، والأمر نفسه مع المشترك الكويتي يوسف السلطان، الذي يجيد الغناء بأربع لغات وبلغ النهائي بتصويت الجمهور، فهل منطقيا أن يتخلى الجمهور في الحلقة الختامية عن من دعمهم طوال البرنامج ويصوت للمشتركة العراقية؟!.. عموما لا تخلو هكذا برامج من حسابات وتوازنات ومواكبة لأحداث عالمية، وتظل ليلة السبت حمى نسائية عالمية.
Advertisements
الجريدة الرسمية