رئيس التحرير
عصام كامل

40 يوما على رحيل «العراب».. أحمد خالد توفيق ما زال حيا في قلوب محبيه (ملف خاص)

فيتو

أعد الملف: أحمد صلاح ــ منى عبيد ــ منى محمود ــ هبة الله سيد. 

الكتابة.. مساحة من الحرية لا تخضع لمَقايس الهندسة والرياضيات و"الضرب والطرح".. الكتابة "براح" فضاء شاسع ممتد الأطراف، مهمة مستحيلة ممتعة وموجعة أيضا، فأنت لا تكتب حتى تعيش، بل تكتب لأنك لا تعرف شيئًا غير الكتابة، تحديدًا لا تصلح لأي دور في "مسرحية الحياة" سوى لدور الكتابة والحكاية والقصة.
 

أن تكتب هذا يعني – قطعًا- أنك ستظل سجين حلمك، رغبتك المستمرة في الوصول إلى الكمال، لكن مئات العثرات ستُجدها متناثرة على طول الطريق، البيت.. الأسرة.. المجتمع.. وقبل هذا وذاك.. ستُواجه نفسك بالسؤال الأبدي.. لماذا ولمن أكتب؟!
 
الحاضر في الروح دائما أحمد خالد توفيق، لم يشغل باله سوى بـ"متعة الأحرف"، كتب وكتب وكتب.. لم يضع خطة أمامه لـ"الكتابة"، قرر أن يستمتع، كطفل أطلق طائرته الورقية زاهية الألوان إلى السماء، فتَتبعتها الأعين مندهشة بطيرانها وألوانها التي أضافت لـ"الأزرق" ألوانًا أكثر بهجة.
 
40 يومًا مر على رحيل "توفيق".. على توقف قلبه.. إغماض عينيه، 40 يومًا لم يكن كافيًا لـ"البكاء".. الرثاء.. أو تقبل صدمة الفراق.. لكن الحقيقة أنه رحل جسدًا، وروحه لا تزال تطير في الأجواء، اسمه حاضرًا على أرفف المكتبات، في مقدمة صفوف المؤلفات المتراصة على "فرشة الكتب" تسر الناظرين.
 
رحلة البحث عن "ميراث توفيق"، لم تكن بالسهلة، فالتفاصيل كثيرة.. الحكايات متناثرة.. مبدعة.. موجعة.. ومذهلة أيضا، من القاهرة إلى طنطا، من دار النشر التي شهدت جلساته الأخيرة، إلى لقاء أصدقاء الأيام الأولى وأصحاب الذكريات الأولى.. الأصوات جميعها تبدأ بـ"الدعاء" وتنتهي بـ"طلب المغفرة"، وانتظار موعد قريب للقاء.

أحمد خالد توفيق.. سيَعيش مائة عام أخرى.. سيعيش بين كلماته التي سطرها في رحلة بحثه عن المتعة.. بين الحكايات التي تتناقلها ألسنة المحبين والدراويش أيضا.. بين شوارع طنطا، وعلى مقاعد مقاهي القاهرة.. في "سيكشن كلية الطب" داخل الاستديوهات التي لم يكن "العراب" ضيفًا دائمًا عليها.. سيعيش لأنه كتب.. ولن يموت لأنه أصبح "أيقونة جيل" يتقن جيدًا "حفظ الجميل".

تابع باقي موضوعات الملف:

طفولة عراب الجيل.. "السعادة في سندوتش سجق" (صور)



رفيق مرحلة الشباب يحكي قصص الحب الفاشلة في حياة أحمد خالد توفيق(صور)



من داخل منزل طنطا.. نجل «العراب» يكشف طقوس «جلسات الونس» مع الوالد (صور)



سيرا على خطى «العراب».. عادل عصمت: «القاهرة طاردة المثقفين.. وطنطا قبلة الإبداع»



وداعا أيها الغريب.. قارئ يرثي من «جعل الشباب يقرأون»



عزومة «عباس العقاد».. تفاصيل آخر لقاء بين «العراب» وناشر كتبه (صور)



الجريدة الرسمية