رئيس التحرير
عصام كامل

مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يؤكد: «الحجاب» فرض بنص القرآن.. هدفه الحفاظ على فطرة المرأة.. لا يقبل من العامة الخوض في النصوص قطعية الثبوت.. ويحذر من إطلاق الأحكام الشرعية دون سند

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
18 حجم الخط

يزعم البعض أن الحجاب ليس فرضًا على جميع النساء المسلمات، وأنه تشريع خاص بزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ مدعين أن هذه المزاعم التي يرددونها هي قول جمهور العلماء بالاتفاق.


ويؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن مثل هذه الفتاوى «شاذة» و«متطرفة» ولا تمت للإسلام بصلة، وأن الحجاب فرض ثبت وجوبه بنصوص قرآنية قطعية الثبوت والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل من العامة أو غير المتخصصين مهما كانت ثقافتهم الخوض فيها.

نصوص قطعية الثبوت
ويشير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة، التي نصت على أن الحجاب فرض على كل نساء المسلمين، قول الله تعالى في سورة المؤمنون: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ»، وقوله جل شأنه في سورة الأحزاب: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا».

وأضاف أن الأمر في الآية الواردة في سورة الأحزاب، لزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناته، وعموم نساء المسلمين، وليس كما يدعي البعض أنه تشريع خاص ببيت النبوة؛ كما أن المُطالِع لكتب التاريخ والفقه الإسلامي على مر العصور، لا يجد رواية واحدة تشير إلى أن عمل الصحابة - رضوان الله عليهم - كان مخالفًا لهذه النصوص القرآنية، أو أن أحدًا منهم أفتى بأن الحجاب ليس فرضًا، ولا يجد كذلك قولًا واحدًا لأي عالم من علماء الأمة الثقات يبيح للمرأة عدم إرتداء الحجاب؛ بل نقل غير واحد من الفقهاء إجماع الأمة على فرضية الحجاب.

صالح المرأة
وأوضح، أن المتأمل بإنصاف لقضية فرض الحجاب، يجد أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزي الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن ترتديه، هو دعوة تتماشى مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشف الوجه والكفين وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويبقي على أنوثتها، ومكانها في قلب الرجل.

وأشار المركز إلى أن التزام المرأة بالحجاب يساعدها على أن يُعاملها المجتمع باعتبارها عقل ناجح، وفكر مثمر، وعامل بناء في تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسد وشهوة، خاصة وأن الله عز وجل قد أودع في المرأة جاذبية دافعة وكافية للفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها كي لا تُعامل على اعتبار أنها جسد أو شهوة.

ولفت إلى أن الطبيعة تدعو الأنثى أن تتمنع على الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثر من حجاب ساتر، حتى تظل دائمًا مطلوبة عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.

الحفاظ على الفطرة
وأكد، أن الذي فرضه الإسلام على المرأة، من ارتداء هذا الزي الذي تستر به مفاتنها عن الرجال، لم يكن إلا ليحافظ به على فطرتها، وبين أيدينا شواهد كثيرة لهذا؛ ففي الهند، والصين، واليابان، وإندونيسيا، وغيرها من بلاد الشرق، التي لم تفسد المدنية الغربية فطرة الناس فيها، نرى المرأة في هذه البلدان ترتدي زي الفطرة، الذي يكاد يكون صورة مطابقة للزي الذي يدعو الإسلام النساء المؤمنات إلى ارتدائه.

واختتم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأنه يجيب في تقاريره -الصادرة على مدى الساعة- عن كل ما يدور بأذهان المسلمين في شتى بقاع الأرض فيما يتعلق بمجال الفتوى، بُغية تصحيح مفاهيم مغلوطة وردًا على فتاوى شاذة ومتطرفة، فإنه في ذات الوقت يهيب بمن يروجون مثل هذه الفتاوى أن يكفوا ألسنتهم عن إطلاق الأحكام الشرعية دون سند أو دليل، وأن يتركوا أمر الفتوى للمتخصصين من العلماء، وألا يزجَوا بأنفسهم في أمور هم ليسوا لها بأهل، وأن يضعوا نصب أعينهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار».

ويستقبل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اتصالات المستفتين من الساعة 9 صباحًا وحتى 4 عصرًا على الرقم «19906»، وعلى مدى اليوم عن طريق استقبال الرسائل القصيرة والرد عليها على الرقم «1020»، أو عن طريق التواصل الإلكتروني على الصفحة الرسمية للمركز على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عن طريق الرابط التالي: WWW.FACEBOOK.COM/FATWACENTER
الجريدة الرسمية