رئيس التحرير
عصام كامل

كامل الشناوى يكتب: لا أطيق دقات الساعة

 كامل الشناوى
كامل الشناوى


في حوار أجرته مجلة صباح الخير عام 1963 مع الكاتب الساخر كامل الشناوى قال فيه :

أتطلع دائما إلى الله، وأقول إن إيمانى بك ياربى يدفعنى أحيانا إلى ارتكاب الخطايا، فأنا أقدس صفاتك، أحرص على أن آخذ نصيبى منها..من صفاتك العفو والمغفرة، فإذا لم ارتكب ذنبا فإنى لم أصنع شيئا لكى تعفو عنى وتغفر لى.

وعن ماهية السعادة في حياته قال الشناوى: أجد السعادة في أن أجرى وراءها لا فى أن أصل إليها وهذه في رأيى السعادة في حد ذاتها، وعموما أنا لا أجرى وراءها ولكنى أجرى وراء دموعى وأنفاسى وخلجات نفسى، أريد أن استردها بعدما خسرتها على مائدة الحب.

ويضيف : وأحيانا أقول للدنيا ارحمينى من قسوتك ما أشد عذابى فيكى.. ومن شدة قسوتك كنت أشعر دائما أنى ضيف على الحياة.

وعما يحب ويكره في حياته قال : أحب أن أسمع الغناء والموسيقى، ولا أطيق أن أسمع دقات الساعة، ولذا فإنى أكره اليأس لأنه ساعة مضبوطة تدق بصدق، ويتفق معى في هذا الكره الشديد لدقات الساعة صديقى عبد الحليم حافظ... لكنى أحب الأمل لأنه صوت جميل يكذب ويغنى. وأحب النوم لكنه أصبح كالحب..أريده ولا أقوى عليه.

سأله المحرر هل فكر مرة في التراجع عن مهنة الصحافة قال: نعم وكان ذلك عام 1935، وكنت محررا في مجلة روز اليوسف أساهم في تحرير الصفحة الأدبية، وأحيانا أكتب التعليقات الساخرة.. وذات يوم أرسلنى رئيس التحرير لعمل حوار مع حافظ باشا رمضان، وبالفعل أخذت ميعادا وذهبت إليه في بيته، ووجهت له أسئلتى بدقة وجمعت الحوار وعدت فرحا إلى المجلة لكن الأستاذ محمود عزمى بادرنى بأن قذف بأوراق الحوار على المكتب، وقال لى هذا مقال لحافظ رمضان وليس حوارا. إنه بارد وليس فيه شد وجذب لتخرج ماعنده، هنا فكرت أن أتراجع عن مهنة الصحافة وكانت المرة الأولى والأخيرة لكنى جمعت كل عقلى وفكرت في ضرورة إعداد حديث صحفى خطير ودفعنى الفشل إلى إعادة التجربة.

وعاودت الحديث مع حافظ باشا ونجحت في الحديث إلى الدرجة التي أصبح فيها محمود عزمى يدرس الحديث لطلبة قسم الصحافة.
الجريدة الرسمية