رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. فرخندة حسن: مبارك لم يكن ينوي توريث الحكم.. لكن «لوبي نظامه» كان «عايز» جمال

فيتو

  • أحداث ثورة يناير كان يمكن تداركها في "نص ساعة"
  • هناك شئ غريب حدث في 2011 فلا يعقل أن تسقط دولة بحجم مصر في 24 ساعة
  • انفتاح السادات كان خاطئا ووراء الغنى الفاحش للبعض والفقر المدقع للبعض الآخر
  • صلاح أبو إسماعيل كان "بتاع ربنا" ولم يكن مثل ابنه "حازم"
  • "توريث مبارك الحكم لابنه جمال.. كلام فاضى".. و"ربنا هيحاسب اللى ظلمه"
  • "مبارك" قال لي: «يا ريتني كنت سمعت كلامك يا فرخندة»
  • مكافأة جيهان السادات لنا كانت "أكلة فطير مشلتت على الطبلية" بميت أبو الكوم
  • "لم أكن مرتاحة لإدارة جمال مبارك للحزب الوطنى"
  • أقسم بالله العظيم إن سوزان مبارك لم تكن ترغب في تولي ابنها الرئاسة
  • الرئيس مبارك كان شريفا بشكل يثير الاستغراب
  • قبل تنحى "مبارك" تحدثت مع سوزان وطلبت منها إلغاء الـ 150 مقعدا المطعون عليها حتى يهدأ الناس 
  • أرفض الإجهاض وأعرض رفع سن الزواج لـ21 سنة

أجرت الحوار: ورود ياسين– محمد زكريا
عدسة : هشام عادل

تخرجت في كلية العلوم قسم الجيولوجيا، وتعمل أستاذة بالجامعة الأمريكية، ورغم مركزها الأكاديمي، إلا أنها حققت شهرتها بالعمل السياسي والاجتماعي، وخصوصا بمجال المرأة.
الدكتورة.. فرخندة حسن، عضو المكتب السياسي بالحزب الوطنى الديمقراطي ورئيس المجلس القومى للمرأة سابقًا، فتحت قلبها في حوار مثير لـ«فيتو».. كاشفة الكثير من الحقائق والأسرار حول فترة عملها مع الرئيس الأسبق مبارك، وفي الحزب الوطني، وعن قيامها بالتدريس للأخوين علاء وجمال مبارك، ودور أحمد عز في الحزب الوطني ومجلس الشعب.. وإلى تفاصيل الحوار..


*كيف بدأت عملك بالسياسة؟
كنت أكره السياسة وأرى أنها أحقاد ومكائد، ولكن عام 1973 كان نقطة تحول في حياتي، فقد كنت أعمل بالجامعة الأمريكية، وأرعى بيتي وأولادي؛ فقد كانوا صغارًا، ولكن أثناء حرب أكتوبر أغلقت الجامعات والمدارس، فاصطحبت أولادي وطلابي وذهبنا إلى مستشفى قصر العيني، وظللنا نحو شهرين وسط الجرحى، وذهبت إلى بيتي فور خروج آخر مصاب وجريح من القصر العيني، ولكن كان ينتابني إحساس مختلف، وصوت ينادي من داخلي ويخبرني بأن لدى التزام تجاه هذا البلد، بجانب عملي الأكاديمي، فقد كنت أرى أن عملي بالتدريس كافٍ، لكن هذه النظرة أصبحت مختلفة الآن.. وبعد تجربة النصر، لكن كانت البداية تحيرني، فحتى أبحاثي اختلفت عن قبل 73 وما بعدها، فقبل 73 كنت أعمل في أبحاث حول صخور القمر.. وبعد 73 أصبحت أجرى أبحاث عن فوسفات مصر لكي أفيد، وأيضًا حول السد العالي وتأثيره على مصر.

ومنحنى القدر الفرصة، عندما دعاني المهندس حسب الله الكفراوي، رئيس لجنة الإسكان بحزب مصر الاشتراكي، في ذلك الوقت، كباحثة جيولوجية، لأقول رأيي في خرائط أماكن المدن الجديدة، التي كانت تتجه الدولة إلى إنشائها؛ منها العاشر من رمضان، و6 أكتوبر، وطبعا تمت دعوتي بصفتي الجيولوجية، فاكتشفت رغبة المهندس حسب الله في المعرفة وسماعه لآرائي.

ثم بعد ذلك دعتني لندوة الدكتور معتزة خاطر، أمينة لجنة المرأة بالحزب، وكان ذلك في عام 1975، ومن حينها لم أنقطع عن العمل العام، وأصبحت أسخر علمي للعمل العام، وفى خدمة المجتمع، وعلى الأخص الفلاحين.

*ما حقيقة تكليفك من جانب الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتنفيذ مشروع السخانات الشمسية في قريته "ميت أبو الكوم"؟
أنا دخلت السياسة من باب العلم، فمنذ أن بدأت العمل العام، أدخلنا الوقود الحيوي "البيوجاز"، ثم الطاقة الشمسية للقرى، وتواصلنا مع جيهان السادات، و"بالمناسبة هي سيدة خدومة جدا".. واستأذناها في عمل سخان شمسي في منزل الرئيس بميت أبو الكوم، ووافقت، ووضعنا السخان فوق المضيفة التي كان يجلس بها الرئيس السادات، وركبنا الخرطوم الخاص بالسخان ثم لجأنا إلى "حيلة ذكية"، وتعمدت أن أجعل الخرطوم يسرب قطرات من المياه، للفت نظر الرئيس إلى السخان، وبالفعل تحسس السادات المياه بيده فوجدها ساخنة.. وتحقق هدفي، وشاهد المياه الساخنة وقت المغرب، ثم طلب مننا تركيب سخان آخر في استراحة القناطر، ثم بعد ذلك طلب منا أن نصنع عددًا من السخانات في ميت أبو الكوم.. ولجأنا إلى المركز المصري للبحوث، وأحضر رئيسه الدكتور محمد كامل، بعد أن طلبنا منه المساندة مشروع ألماني، تم من خلاله تزويد جميع منازل قرية أبو الكوم بمحافظة المنوفية بالسخانات، ودعتنا قرينة الرئيس جيهان السادات لحضور الحفل مع الرئيس، لكننا كنا في آخر الصفوف، وعندما صعد إلى سلم المنزل ليرى السخان نادي علينا قائلا: «فين الستات؟».. وطلب منا الصعود والوقوف بجانبه لالتقاط الصور، وأظهر للجميع أنه يفهم ما يحدث، ونادانا بالاسم: «تعالى يا فرخندة.. تعالى يا فايزة».. ثم أدخل "السادات" نظام الكوتة إلى مجلس الشعب في 1979، ووضع اسمي ضمن الـ 30 سيدة اللاتى تم اختيارهن.

*كيف تلقيتِ خبر اختيارك ضمن الـ 30 سيدة بمجلس الشعب؟
كنت خائفة جدا من هذا التكليف، لكن جيهان السادات قالت لي: إنك تستطيعين.. وبالفعل بدأت اقرأ حول البرلمانات، وكنت أذهب إلى الحزب، فأجد كل واحد يبحث عن مصلحته، "ومحدش بيعلم حد"، واكتشفت أن الإنسان البسيط أشد ذكاء من المسئولين الكبار، وفى الانتخابات قلت للناس؛ إنني لا أعلم ماذا سأفعل، وكل ما أستطيع أن أقوله لكم إنني لن أعمل إلا من أجل مصلحتكم.

ونجحت في انتخابات البرلمان بصدقي مع الناس ثم اكتشفت أننا عندما نذهب إلى بعض الأماكن للاتفاق ونقوم بقراءة الفاتحة، ثم نذهب لإبرام اتفاق آخر، أكتشف أنهم يتعاهدون على اتفاق جديد مخالف للاتفاق السابق، فكنت أرفض قراءة الفاتحة.

*طوال حديثك السابق ذكرتِ "جيهان السادات" أكثر من مرة.. هل كانت تربطكما علاقة صداقة؟
يمكن أن نقول أن بيننا صداقة محبة، فكثيرا ما كنا نعمل بلا أجر؛ لذا عندما كانت تريد جيهان مكافأتنا، فإنها تدعونا إلى "أكلة فطير مشلتت على الطبلية" بميت أبو الكوم، فالفطير المشلتت لا يؤكل على السفرة أو بالشوكة والسكين".. ولم تكن تتدخل في شيء إلا من أجل الخير، ومن يقول غير ذلك فهو كلام غير صحيح.

*بشكل عام.. ما رأيك في فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات؟
فترة حكم السادات بالنسبة لي هي 1973، ولا يمكنك أن تتذكر فترة حكم السادات إلا بالنصر، ثم بعد ذلك بالانفتاح، والتي تم تنفيذه بطريقة خاطئة.

*بمعنى؟
بمعنى أن الانفتاح كان يجب أن تلازمه قوانين تحكم التطبيق على أرض الواقع؛ فقد تم تطبيق الفكرة بشكل خاطئ، فما رأيناه من الغنى الفاحش للبعض والفقر المدقع للبعض الآخر، هذا ناتج عن سوء التطبيق، وليس الفكرة، فالفكرة جيدة ولكن التطبيق كان سيئا، فلكل فكرة إيجابياتها وسلبياتها.

*هل كان البرلمان يعارض الرئيس السادات في ذلك الحين؟
كانت هناك بعض المعارضة "الظريفة المحترمة"، مثل إبراهيم شكري، والشيخ صلاح أبو إسماعيل "الإخواني"، وأشهد أمام الله أنه كان رجلا طيبا و"بتاع ربنا"، ولم يكن مثل ابنه "حازم"، وأذكر يوما أنه قدم استجوابًا للحكومة؛ لأنها أعلنت توقيت رمضان بالخطأ؛ ما ترتب عليه إفطارنا يوما مبكرا على خلاف السعودية، وكان معترضا بشدة على ذلك، ويرى أن التكنولوجيا السبب في ذلك، وقمت بالرد عليه، وقلت له إن أساس التكنولوجيا الحديثة هي نحن من أيام هارون الرشيد، والخليفة المأمون، ونحن من اخترعها، وأنشأنا علم الفلك وأسسناه ونحن من اخترعنا "الاسطرلاب"، والتي تطورت بعد ذلك لتصبح الساعة التي في يدك، والتي نعرف منها مواقيت الصلاة كما أن هناك فروق توقيت بين مصر والسعودية، وذلك بسبب حركة دوران الأرض حول الشمس، رحمه الله، خرج من المجلس، وقال لي: «مش كنتى تقوليلي الحاجات دي بيني وبينك».. وطلب منى أن أشرح له أكثر من ذلك.. وسمعني واقتنع.
ومن عناصر المعارضة الفاعلة حينها أبو العز الحريري، والذي يحاول ابنه هيثم تقليده، وإن كان ينقصه النضوج، وإن كنت أراه جيدًا ولكنه مندفع..

*ننتقل إلى زمن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.. بصفتك كنت قريبة من دوائر صنع القرار.. صراحة من كان يدير الحزب الوطنى الديمقراطى؟ وماذا عن تأثير رجل الأعمال أحمد عز داخل الحزب ؟
اكتشفت أنه هناك أشياء لم أكن أعرفها، وأنا داخل الحزب واكتشفتها بعد الثورة على الرغم من كونى عضوة بالمكتب السياسي، وما حدث أنه في عام 2000 تعالت بعض الأصوات، وأصبحوا يشتكون من الوجوه القديمة الموجودة حينها من أمثال صفوت الشريف ويوسف والي وكمال الشاذلي، ففكروا في الاستعانة بالشباب من أجل التغيير، وظهر جمال مبارك في الصورة وأتوا بأحمد عز، فهو شخصية صناعية على أعلى مستوى، ومخلص وكان يخدم البلد، لكن السياسة شيء والاقتصاد شيء آخر، وشغل منصب أمين التنظيم بدلا من كمال الشاذلي.. ولكن هناك فرق، فكمال الشاذلي كان يعرف النواب من أسوان للإسكندرية بالاسم، وللأسف هناك ناس لا تحب الشاذلي، لكننى كنت أحترمه كثيرا، فقد كان شخصية مباشرة وصريحة.. فقد كان يبلغ المرشحين المستبعدين بسبب استبعادهم بشكل مباشر، وكان يلفت نظر الناس إلى ضرورة ما يجب فعله للفوز بانتخابات مجلس الشعب، وقمت بالتدريس لابنه معتز، وكان يتمتع بخفة الدم، ولكنه لم يكن يذاكر، فاشتكيته لوالده، وقال لي: افعلي ما ترينه مناسبا له.

وكنت قد توليت أمانة المرأة بالحزب، وحصلت في تلك المرحلة على جهاز كمبيوتر، كتبرع من رجل الأعمال المقرب من جمال مبارك وقتها إبراهيم كامل، وأتقنت استخدامه، رغم سني.
وبعد أن تولى أحمد عز أمانة التنظيم، خرج كمال الشاذلي من الوزارة ومن أمانة التنظيم ليرأس المجالس القومية المتخصصة التابعة لرئيس الجمهورية، فمنصب أمين التنظيم بالحزب لم يكن هيكلًا وظيفيًا فكان الشاذلى يعمل تحت رئيس الجمهورية مباشرة.

*من وراء تصعيد أحمد عز لأمانة التنظيم؟
لا أستطيع أن أحدد، فأنا لا أعرف شخصًا بعينه، لكن ما حدث أن لـ"عز" مصانعه عند مدينة السادات، فكان عمال مصانعه هم من يشرفون على تنظيم الانتخابات، وكان له ثقل في الدائرة، ثم بعد ذلك خاض الانتخابات، وطبعا نجح؛ لأنه كان من قبل يساعد النواب على النجاح فيها، لكننى لا أعلم من تولى مهمة إقناعه بدخول الانتخابات أو الحزب، ولم أكن أمانع في دخوله المجلس، لكننى اعترضت على توليه رئاسة لجنة الخطة والموازنة، وقلت أنه يجب أن يكون عضوًا باللجنة، وليس رئيسا لها، ويراقب الحكومة فلا يجوز أن آتى بقطاع خاص ليراقب الحكومة، وإن كنت أذكر أن حديد الدخيلة كان يخسر كثيرا، وعندما اشتراها أحمد عز جعلها تكسب، وقام بتشغيل الكثير من العمال، وهذا هو دوره، وقلت ذلك للرئيس مبارك.

*هل كان الرئيس مبارك يستمع لنصائحك؟
في بعض الأحيان، فأذكر يوما قال لي: «يا ريتني سمعت كلامك يا فرخندة»، وذلك عند اعتراضى على إلقاء مخلفات الصرف الصحي في البحر المتوسط، وقلت له أثناء اجتماع الحزب، أنه يجب أن تتم معالجة هذه المخلفات وعدم إلقائها في البحر المتوسط، وبعد مرور 3 أشهر كان الرئيس في استراحة المنتزه، وشاهد الرئيس المخلفات في البحر، وشم الرائحة، وبعدها استدعى السيدة فاطمة الجوهري من المجلس القومي للبحوث، والتي قامت هي وفريقها بالعمل على الموضوع، وأبلغوني؛ لأبلغ رئيس الجمهورية برأيهم في موضوع إلقاء المخلفات.
وجلس معهم الرئيس وتحدث معهم حول الموضوع، وبعد ذلك في اجتماع الحزب طلبت الكلمة، ووافق الرئيس مبارك، وقلت له: أنا لي عتاب، وفوجئت بأن كمال الشاذلي "يزغر لي"، وقلت له: أنا حذرت من موضوع الصرف الصحي، وتشهد حيطان الأوضة حضرتك حطتني في المجلس ليه؟ مش علشان أقولك رأيي بخصوص هذه المواضيع لصالح المنفعة العامة، وقالي يا ريتني سمعت كلامك يا فرخندة، وقالي دا أنا عرفت حاجات إنتي متعرفيهاش.. حاجات تقشعر.. أنا مش هقول».

*وكيف كانت علاقتك بسوزان مبارك وهل قمتِ بالتدريس لها في الجامعة؟
لم أدرس لها في الجامعة، ولكنها كانت تدرس في الجامعة الأمريكية، وأنا دكتورة بها، لكنها لم تأخذ "الكورس" الخاص بي، لكننى درست لجمال وعلاء، وكانا يتمتعان بأدب شديد، ومجتهدين دراسيًا، فعلاء كان يدرس الاقتصاد والسياسة، وجمال كان يدرس الاقتصاد فقط، وكنت أعطيهما تكليفات كثيرة، وذات مرة، قال لي الرئيس في أحد اجتماعات الحزب: «مش هتبطلي امتحانات للعيال؟ فقلت له: حضرتك بطل اجتماعات، وأنا أبطل امتحانات». 

وقد عملا أبحاثا جميلة جدا، وأذكر أنني كلفت علاء ببحث عن جيولوجيا الحروب بأفريقيا، في الكونغو وناميبيا "لولومبا وتشومبي"، وطلبت منه أن يربط بين السياسة والمناجم، وبالفعل أعد بحثا متميزا، وأظن أن هناك من ساعده، فقال لى الرئيس: «إيه اللي انتي طالباه من علاء ده؟! يجيبه منين؟!»، فقلت له هو يعلم جيدا من أين يأتي بالمعلومات المطلوبة، كما كان جمال مجتهدا جدا وناضجا، وله عقل واع.

*بصراحة.. هل كان جمال مبارك يستطيع إدارة البلاد؟
لا أستطيع التحدث عن هذه النقطة، فأنا لا أرتاح لها، لكننى لم أكن مستريحة لإدارته للحزب، فأي شخص له صلة قرابة من الرئيس، من الخطأ أن يعمل بهذا الشكل، وإن كان جمال تعلم سياسة في إنجلترا على مدار 11 سنة، وحصل على خبرة كبيرة من مجلس العموم البريطاني، وكان صديقًا لأعضائه، وكانت لديه معلومات كبيرة استطاع من خلالها تطوير الحزب الوطني بشكل رائع، من خلال رئاسته للجنة السياسات بعد إلغاء اللجان النوعية بالحزب، وكنت شديدة الإعجاب بجمعية جيل المستقبل، وكان لها شغل هايل بالجامعة والعجوزة وأبو قتادة، وكنت أذهب لهم وكان الشباب معجبين به جدا، وله مكانة في نفوسهم، ولو كان استمر بها لكان انتخبه الشباب لرئاسة الحزب والجمهورية معًا.

*ألم تشعري يوما بميوله لتولي الرئاسة عندما كان طالبًا؟
أبدا لم تظهر عليه أي رغبة في ذلك.

*إذن.. هل كان "مبارك" يرغب في تولي ابنه رئاسة الجمهورية ؟
قال لي الرئيس مبارك، عندما نقلت له ما يقوله الناس حول هذا الموضوع: «هو أنا أرضى لجمال عيشتي؟!، ده كلام فاضي»، فمبارك لم يكن يرغب في تولي ابنه الرئاسة وهذا كلام على مسئوليتي، وعلى لسانه.
وسوزان مبارك كذلك، وبيننا ثقة كبيرة، ولو كانت ترغب في توليه الرئاسة لقالت لي، فهي تعرف مكانة أبنيةا عندي، فهما كانا صديقين لابني، ومعه في نفس الكورس الدراسي بالجامعة الأمريكية، وكانا يأتيان عندى في البيت ويدخلان المطبخ، فلو كانت ترغب في ذلك لأخبرتني، وطلبت منى مساندته، والله العظيم أقسم بالله لم يحدث، ولم ألمس ذلك منها.

*إذن من له المصلحة في ذلك وانتشار هذه الشائعة؟
لا أستطيع أن أجزم من وراء ذلك، لكننى أعتقد أن هناك من كان يعمل مع الرئيس، والرئيس كان يثق بهم، وأرادوا "توريث" جمال حتى لا يبتعدوا عن الحكم، وأمام الله هذا ما شعرت به.. وقد أكون مخطئة، لم يكونوا يرغبون في ذلك، ولكن هناك "لوبي" داخل مؤسسة الحكم كان يسعى إلى ذلك، ولم يكن الرئيس يعلم، ولكن كنت أتوقع أن يصدر الرئيس بيانا ينفي فيه هذه الشائعة، وكان الرئيس ينفى أثناء اجتماعات الحزب، ولم تكن تنشر في الجرائد بعدها.. وهذا غريب بعض الشيء، ويؤكد ظني.
لقد ظُلِم ابنا مبارك، وسيحاسب الله من افترى على الرئيس مبارك، فكل عصر به فساد، ولم تكن المعلومات تصل إليه من أرض الواقع فكل من يعرف طبع الرئيس مبارك يعلم ذلك وكان شريفا بدرجة تستغرب لها.

*من وجهة نظرك.. هل كان الحزب الوطنى سببا من أسباب اندلاع ثورة 25 يناير؟
السبب كان اللوبى الخارجى وشباب 25 يناير كانوا ضحية، وتم استغلالهم، وإننى في يوم 28 يناير، عندما شبت الحرائق بالبلد، قلت إنهم الإخوان، وأولادي لم يصدقوني، وقالوا لى: "كل حاجة الإخوان؟!، أنتِ لا تحبينهم".. فقلت لهم: ليست هذه هي القضية، لكنى عجوزة، وأعرف جيدا ماذا كانوا يفعلون منذ أيام الملك".

*أين كنتِ أثناء هذه الأحداث؟
كنت في بيتى "هاموت على البلد"، وانتابتني حالة من الحزن الشديد، عندما شاهدت الحرائق التي شبت بالبلاد، وخصوصا عندما شاهدت مبنى المجلس القومى للمرأة وهو يحترق، وشعرت بالأسى الشديد.

*هل تسرع مبارك في قرار التنحي؟
لا أستطيع تقييم الموقف فلم أكن أعرف ماذا يجري حينها.

*هل تواصلتِ مع الرئيس وأسرته أثناء أحداث الثورة؟
لم يكن هناك تواصل بيننا والمكالمة الوحيدة التي حدثت بينى وبين السيدة سوزان كانت قبل التنحي، وطلبت منها أن يتم إلغاء الـ 150 مقعد التي تم الطعن عليها حتى يهدأ الناس، وقالت لي: كلمي "فلان" لا أستطيع ذكر اسمه، وبالفعل قمت بالتحدث إليه وأخبرني بأننا سنقوم بذلك على درجات، ومن يومها لم أتدخل نهائيا.

*هل توقعتِ ما وصلت إليه أحداث ثورة 25 يناير؟
لا.. لم أتوقعها على الإطلاق، ومازلت على تصوري، أن المسألة كان يمكن أن يتم تداركها "في نصف ساعة"، ولكن هناك شيئا غريبًا حدث، ولكني لا أعلمه، فلا يعقل أن تسقط دولة بحجم مصر في 24 ساعة.

*هل كانت زوجة الرئيس مبارك وابنه جمال هما من يديران البلاد في أواخر حكم الرئيس مبارك؟
«هذا كلام غير صحيح على الإطلاق»، فأنا من خلال عملى بالمجلس القومي للمرأة، أقول: إننا منذ 2005 نحاول تعديل قانون الميراث للبنات والمحرومين من الميراث، وهى كانت رئيسة المجلس والحكومة لم توافق عليه ولم تمرره، وقالت لي: «إنت وشطارتك مع وزير العدل»، وذهبت له أنا والدكتورة آمال عثمان، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، ورفض وزير العدل، وقال لي حرفيًا: «هو اللي ما يصومش أحبسه؟!»، وأوضحت له ضرورة معاقبة من يجور على الحق الشرعي، ولكنه لم يقتنع، فسوزان مبارك لم تتدخل إلا في الثقافة والتعليم، وقامت بالعديد من المشروعات النافعة.

*هل كانت هناك حرب بين المجموعة القديمة للرئيس والمجموعة الجديدة التي أتى بها جمال؟
هذا كلام فاضي.. لم تكن هناك أية حروب، فكل واحد كان في حاله، وكل منهم التزم بمنصبه الجديدة.

*وفقا للعلاقة التي ربطت بينكم.. ما الفارق بين جيهان السادات وسوزان مبارك؟
سوزان مبارك كانت تلتزم بالأصول، وسيدة متواضعة جدا، وجيهان كانت بسيطة ومتواضعة.

*متى كانت تعيش المرأة المصرية أزهى عصورها؟
لا ننكر أن المجلس القومى للمرأة يتمتع بوضع جيد في المرحلة الحالية، والرئيس السيسي عمل عام المرأة، ولكن الطفرة كانت عندما قام السادات بعمل الكوتة 30%، وأرى أن الكوتة تمييز مؤقت، ومعمول به في العديد من الدول، وكونها تكتب في الدستور متبوعة بكلمة مؤقت تنفى عنها التمييز.
ومن خلال عملي بمجال المرأة أقول أن هناك العديد من الرجال من يدعي أنه مع المرأة، وهو في الحقيقة ضدها، ولكنى لن أذكر أسماء.

*كيف تقيمين عهد الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي ؟
كل عصر له سلبيات وإيجابيات، ولا ننكر أن الفساد بدأ منذ عهد جمال عبد الناصر، ولكننا لا نستطيع أن ننكر إنجازات عبد الناصر، فالفساد موجود في كل عصر، ولكن الرقابة الإدارية حاليا تحقق نجاحا كبيرا في محاربة الفساد، وهذا يسعدني كثيرًا.

*هل ترين أن الأزهر الشريف يؤدى بدوره في تجديد الخطاب الدينى؟
الخطاب الدينى ليست دور الأزهر بمفرده، فالتعليم والثقافة والإعلام والصحافة، لهم دورهم تحت إشراف الأزهر، ويجب أن تكون هناك لجنة عليا من كل هؤلاء تحت إشراف الأزهر.

*ما رأيك في الإجهاض ورفع سن الزواج للبنات؟
انا ضد الإجهاض وضد رفع سن الزواج لـ21 سنة، لأننى أرى أن 18 سنة سن مناسب، فسن 21 مبالغ فيه بعض الشيء، ويجب أن نأخذ في الاعتبار عاداتنا وتقاليدنا، وكذلك طبيعة بلادنا الحارة.
Advertisements
الجريدة الرسمية