رئيس التحرير
عصام كامل

جماعة الواغش


كنا فى هويد الليل إذا ما سمعنا صوت تحركات خفيفة بين بقايا الزرع، تقول احذروا "الواغش"، والمقصود من الواغش كما كنا نتصوره، هو شىء صغير وخطير فى ذات الوقت، مثل الحشرات الضارة أو العقرب أو الثعبان أو ما إلى ذلك، وقد بحثت كثيرا عن أصل لكلمة الواغش دون جدوى رغم أنى وحتى تاريخه، أحسها صوتا خفيفا رهيبا مرعبا يحمل فى باطنه خطرا كبيرا.


والآن ما أكثر الواغش الذى يتحرك هنا وهناك!، وكثير من هذا الواغش كان ثابتا، صامتا، مختفيا، فى ظل النظام السابق وضمنه فريق كانت حركته شرعية فى النور يعتلى المنابر ويدافع عن النظام ويرفض الخروج على الحاكم، لم نكن نتصور أن هؤلاء أيضا "واغش"، وكانت حركتهم بيننا وظهورهم فى كل مكان لا يوحى بأن يتحولوا إلى واغش يتحرك ليلا بين بقايا القصب والذرة وحطب القطن ليلدغ أو ينهش أو يقتل.

من بين هذا الواغش من يقول إن التعامل مع إسرائيل أشرف من التعامل مع إيران، مفسرا حكمته التى أنعم بها عليه شيطان رجيم بأن إسرائيل أهل كتاب، بينما الإيرانيون كفرة والعياذ بالله، وأمثال هؤلاء من "الواغش" زادوا فى الفترة الأخيرة بعد غياب أو سقوط الدولة، وتنامى بديل مواز من جماعة لا تقل خطرا عن هؤلاء، تحاول هدم كل عناصر الدولة وبناء نموذج هش وتافه لمملكة يقودها الشر المستطير.

والذين يخوضون معركة ضد التقارب المصرى الإيرانى إنما يلعبون لصالح أطراف أخرى تدفع ثمن الحرب على إيران انطلاقا من تشويه الدين والمذهب والشعب، ولو أن الذين يتعاركون حول الهامش خاضوا معركتهم ضد إيران السياسية فإننا نفهم ذلك، أى أننا قد نخالف النموذج الإيرانى سياسيا لأن مصر ليست "إيران"، ولن نقبل بمثل هذا النموذج حتى لو بايعوا مرشدهم على الختمة الشريفة والسنجة والجنزير، أما القول بأن أهل إيران فاسدون فى عقيدتهم فهو الأمر الخطير.

وقد يصدر "الواغش" فتاوى لتكفير المصريين، وقد نتصدى لهم أو نتركهم لطغيانهم يعمهون، خاصة أن الشعب المصرى باعتداله قد يطاردهم كالصراصير فى وقت أقرب مما يتصورون، وقد نعتبر مصيبتنا محلية الصنع والصناعة، أما الخروج على مسلمين آخرين واتهامهم بأنهم أخطر من إسرائيل فإن هذا الأمر لا أستبعد أن يكون قائده هو فضيلة الشيخ بنيامين نتنياهو مفتى الديار المحتلة، وقد تكون ممولتهم الطاهرة بنت الطاهر تسيبى ليفنى!!.

ومن "الواغش" شيخ أزهرى سربوا مؤامرته ورفاقه، وهم يخططون لمليونية خلع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ولو أنكم رأيتم كيف يتآمر الشيوخ لأدركتم قيمة الكفر إن كان هؤلاء هم المؤمنون، ولو سمعتم صوت قائدهم وهو يشرح خطته لشيوخ تصل لحاهم من فرط طولها، إلى أقدامهم، وعلامات الصلاة فى وجوههم بحجم بقعة الزيت الشهيرة، لأيقنتم سذاجة إبليس ويقظتهم فى الشر.

وحتى تتعرفوا على الواغش فإنه كل حركة تجرى خلف سور أو وراء جدار أو تحت أوراق شجر أسقطها خريف بطلها "واغش"، وكل اتفاقية تجرى بالليل من خلف ظهر الشعب كل أطرافها من الواغش، وكل من يعشق العمل تحت الأرض هو من الواغش، وكل من يتورط فى عمل ضد وطنه واغش، وكل من يتساهل فى أرض وطنه يعتبر من جماعة الواغش، وكل من يفرط فى قيمة إنسانية لتحقيق أغراضه ينتمى بالضرورة إلى عائلة الواغش، وقد يكون الرئيس واغشا والغفير واغشا والشيخ واغشا!!..
الجريدة الرسمية