رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صبح مسئول الاغتيالات بالجماعة الإسلامية: قرار تصفية المفكر فرج فودة صدر في السجن

فيتو

  • فودة لم يخطئ في حق الإسلام وكان سابقا لعصره
  • الجماعة الإسلامية كانت تنظر إليه كمرتد لأنه قام بتعريتها وفضح حقيقتها
  • عمر عبدالرحمن أصدر فتوى باغتياله.. وعبدالماجد وعبدالغني نقلا التكليف لمنفذ العملية

قال أحمد صبح القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية، والمسئول السابق عن مجموعة الاغتيالات بالجماعة: إن قرار تصفية المفكر فرج فودة صدر في السجن، مشيرا إلى أن القيادي الراحل عمر عبدالرحمن أصدر فتوى باغتياله، حملها القياديان بالجماعة عاصم عبدالماجد وصفوت عبدالغني لمنفذ عملية الاغتيال.
وأوضح صبح أن المناظرة التي جرت بين فودة والإمام الغزالى لعبت دورا في تعجيل الجماعة الإسلامية بالخلاص منه وغيرها الكثير من التفاصيل التي كشفها في السطور التالية:


**في البداية نريد أن نتعرف على ملابسات اغتيال الكاتب فرج فودة؟
اغتيال فرج فودة كان بناء على تكليف من جانب قيادات الجماعة الإسلامية بالسجون، وتحديدا عاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغنى لأحد قيادات الجماعة، وهو عبد الشافى رمضان والذي حكم عليه بالإعدام فيما بعد، ونقل هذا التكليف محام اسمه منصور أحمد منصور حبس لسنوات طويلة ولم يخرج إلا بعد مبادرة الجماعة الإسلامية لوقف العنف، وتم تسوية الملف، وكان المحرك في تنفيذ المخطط، والذي أمد منفذى الجريمة بالسلاح واحتياجات التنفيذ هو القيادى أبو العلا عبد ربه الذي انضم إلى تنظيم داعش وقتل في إحدى الغارات بسوريا.

**وما هي الأسباب التي أدت لاغتيال المفكر فرج فودة من وجهة نظرك؟
*المفكر فرج فودة كان ينادى بعلمانية الدولة ومدنية الحكومة، وهو ما كانت تراه الجماعة الإسلامية وقادتها خطر على الإسلام،خاصة وأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين والناس، وفى يونيو 1992 أثناء خروج فرج فودة من مكتبه ومعه نجله لكى يستقل سيارته عاجله كل من أشرف سعيد وعبد الشافى رمضان بواسطة دراجة بخارية وأمطروه بالرصاص، فسقط مضرجا في دمائه وأصيب نجله.

**وما تفاصيل عملية تصفية المفكر فرج فودة ومن خطط ودبر لها؟
*عملية اغتيال فرج فودة دبر لها داخل السجون، حيث قامت مجموعة تابعة لأبو العلا عبد ربه برصد تحركاته وإمداد المجموعة بالأدوات اللازمة لتنفيذ المخطط، وأثناء خروجه من مكتبه تم تنفيذ عملية الاغتيال.

**هل هناك علاقة بين المناظرة التي جرت بين فرج فودة والإمام الغزالى في عملية الاغتيال؟
*هذا صحيح بالفعل، لأن هناك مناظرة جرت بين فرج فودة والإمام الغزالى سبقتها موجات من التصعيد ضد فرج فودة وآرائه العلمانية، وفى المناظرة التي عقدت بمعرض الكتاب سعت الجماعة الإسلامية قبلها إلى قطع الطريق على أفكار فرج فوده، واتهامه بالكفر والإلحاد، وتصويره بأنه مرتد عن الدين، وحاول أنصار الجماعة الإسلامية ترديد الهتافات المعادية له في المناظرة، خاصة وأن جبهة علماء الأزهر كانت قد اتخذت موقفا، وأصدرت ضده بيانا ناريا، وبالتالى الأرض كانت ممهدة لعناصر الجماعة الإسلامية لتصفيته خاصة بعد أن تحدث عن دولة الخلافة، وأن الإسلاميين منشغلون بالوصول إلى الحكم دون أن يعدوا له واستشهد خلالها بتجارب وأعمال دموية ارتكبت على أيدي أنصار الدولة الدينية،وذكر إيران كمثال، وهنا لابد أن أذكر أن الإمام الغزالى عندما طلبت شهادته في محاكمة قتلة فودة أباح دم فوده هو ومحمود مزروعة، وقالوا إذا كان الحاكم لا يقتل المرتد فلا نعمل لقاتله عقوبة، وبالتالى المناظرة لعبت دورا كبيرا في تعجيل الجماعة الإسلامية الخلاص من فرج فودة.

**هل أخطأ فرج فودة في حق الإسلام أم بحق جماعات الإسلام السياسي؟
*المفكر فرج فودة لم يخطئ في حق الإسلام أو بحق جماعات الإسلام السياسي، فما قاله هو الحقيقة فقد قال "السيف قتل من المسلمين بأيدي المسلمين ما لم يقتله الكفار للمسلمين"، وبالتالى فودة كان سابقا لعصره والجماعة الإسلامية كانت تنظر إليه كمرتد قبل مبادرة وقف العنف، لأنه قام بتعرية هذه التنظيمات وفضح حقيقتها وأهدافها للقاصى والدانى وبالتالى كان لابد من التخلص منه.

**هل من أفتوا باغتياله قرأوا كتبه أم لا؟
* عناصر الجماعة الإسلامية لا يقرأون لأحد، فهولاء كل من كان ضدهم فهو كافر ومرتد ويجب قتله، وكل من يتجرأ ويكشف حقيقتهم فهو ضدهم ويجب قتله.

**هل كان فودة مخطئا في كتاباته وتحذيره من خطورة جماعات الإسلام السياسي؟
*بالطبع لم يخطئ بل ثبت أن هذه الجماعات إرهابيون ومجرمون وكفار استخدموا الدين ستارا لتحقيق أهدافهم الدنيوية بل إنهم أساءوا للإسلام بالجرائم التي ارتكبوها باسم الدين، وعلى الأزهر أن ينطقها بكل قوة، لأن الدواعش كفار يقتلون المسلمين، ولعل ما ذكره فودة في كتاباته عن الإسلام السياسي يعد سابقا لعصره، لأنه تنبأ بخطر هذه الجماعات وما يمكن أن تحدثه من عدم استقرار وصراع على السلطة تحت مسمى الدين، ولعل التناحر الذي يحدث في سوريا ومن قبله اليمن وليبيا والعراق خير شاهد على صحة موقف فرج فودة.

**بعد مرور 25عاما.. ما رأيك في تعاطف الرأى العام مع فودة بعد ثبوت صحة وجهة نظره في الإسلام السياسي؟
الشعب ليس متعاطفا مع فودة، ولكنه ناقم على تيار الإسلام السياسي، لأن الشعب أدرك أن هؤلاء يضمرون الشر للمجتمع وللإسلام معا، وبالتالى الشعب يبغض هؤلاء، خاصة وهو يشاهد الجرائم التي يرتكبها داعش وأنصار بيت المقدس يوميا ضد أبرياء لا ذنب لهم.

**هل استفاد الإسلاميون أم خسروا من اغتيال فودة وغيره ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ؟
*جميع عمليات الاغتيال والتصفية التي قامت بها الجماعة الإسلامية وغيرها لا تصب في مصلحة الإسلام ولا المسلمين، بل أدت إلى زيادة المعتقلات، وإبغاض الناس لهم ولكل ما هو إسلامى، وبالتالى هم من أضروا الإسلام وهؤلاء لن يهزموا الإنسانية أبدا.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية