رئيس التحرير
عصام كامل

اذبح القطة يا محافظ الدقهلية!!


الدكتور أحمد شعراوي، محافظ الدقهلية الجديد، رجل على خلق ويتمتع بأدب جم وتواضع رفيع وأستاذ تحاليل طبية متميز.. كل هذه صفات محترمة ولكنها لا تكفي لإدارة محافظة مثل الدقهلية، ثالث أكبر محافظة من حيث عدد السكان.. مترامية الأطراف ولها حدود مع 6 محافظات.. وفيها أكبر نسبة تعليم وثقافة وأبنائها يحتلون مراكز مرموقة في كل المجالات.. وتحتضن جامعة المنصورة واحدة من أهم وأفضل الجامعات المصرية والعربية.. وأيضًا جامعة الدلتا أفضل جامعة خاصة في مصر.. ولذلك فإن أسلوب إدارته معهد الكبد بالمنوفية لا تصلح إطلاقًا في محافظة الدقهلية.


لابد أن تتسم إدارة الدكتور شعراوي بالشدة والحزم، وكان يجب عليه ذبح القطة من أول يوم عمل له في المنصورة.. ولكنه لم يفعل فكانت النتيجة أن أسرار مكتبه كلها يعلمها الجميع.. والمستندات والخطابات الرسمية قبل عرضها عليه يتم تداولها على المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي.. حتى وصل الأمر إلى تسريب اجتماعاته المغلقة بالصوت والصورة بل يقال إن المحافظ السابق ما زال أكثر تأثيرًا منه، وهذا الكلام إن كان صحيحًا فهو خطير، وإلا فلماذا إذن كان التغيير!؟

خبر صغير في أي صحيفة أو كلمة على "فيس بوك" تؤثر في قرارات الدكتور شعراوي، وهذا معناه أنه لن يفعل شيئًا خيرًا أو شرًا، وسوف يسهم في تفاقم الأزمات والمشكلات ويتسبب في ضياع فرص كثيرة على البلد في مرحلة لا تمتلك فيه رفاهية الوقت..

يجب أن يعلم محافظ الدقهلية أنه بشر يصيب ويخطئ وأن قراراته لا يمكن أن ترضي الجميع، ولهذا يجب عليه إجراء حركة تغييرات كبيرة للعاملين في مكتبة، وأيضًا رؤساء الأحياء والمدن والمديريات، واستبعاد العناصر السيئة التي تقوم بتسريب أخباره وخطاباته، وأيضًا تلك التي تعرقل مصالح المواطنين، ويجمع حوله المحترمين من أبناء المحافظة وهو سعيد الحظ بوجود جامعة المنصورة بجواره فيها من الكوادر الكثير التي يستطيع الاعتماد عليهم للنهوض بالمحافظة المنكوبة بمسئوليها..

المواطنون في الدقهلية على مدى 50 عامًا لا يتذكرون إلا ثلاثة محافظين فقط وهم "اللواء إسماعيل فريد، واللواء سعد الشربيني، واللواء فخر الدين خالد"، وبالمصادفة هم من أبناء المحافظة، والفرصة متاحة أمام الدكتور شعراوي أن يكون رابع هؤلاء، وأول محافظ من غير أبناء الدقهلية يحقق إنجازات يتذكره بها الدقهلاوية..

النجاح سهل، فالمحافظة لا تنقصها الموارد ويكفيها 8 آلاف فدان مازالت صحراء جرداء مرتعًا للحيوانات الضالة في منطقة جمصة كفيلة بحل مشكلات الدقهلية في الاستثمار والتشغيل والإسكان، هي فقط تحتاج إلى إدارة وطنية مخلصة مع فكر اقتصادي استثماري، هذا بالإضافة إلى المناطق الصناعية والاستثمارية الكثيرة في المحافظة والتي تعاني العديد من المشكلات ومدينة المنصورة الجديدة، كل هذه موضوعات بقليل من الإخلاص سوف تحقق طفرة كبيرة يستحقها المواطنون في الدقهلية.

يجب أن يعلم أيضًا محافظ الدقهلية أو أي محافظ آخر أن مهمته ليست التفتيش على كشوف الحضور والانصراف والانصراف أمام كاميرات الإعلام، ولكن تحسين الخدمات وتيسيرها على المواطنين، وملف الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص يجب أن يكون له أولوية قصوى لأنه قضية حياة أو موت وطوق النجاة، وللأسف الشديد مصر حاليًا أصبحت منكوبة بنوعية من المسئولين أصحاب الأيدي المرتعشة ليس لديهم شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة ولا يفعلون خيرًا ولا شرًا خوفًا من الحساب ويهربون من تحمل المسئولية هؤلاء يضيعون علينا فرصًا كثيرًا ويتسببون في تفاقم المشكلات والأزمات..

الدكتور شعراوي أمامه اختياران فإما أن يكون مثل محافظي الدقهلية الثلاثة العظماء أو يكون مثل عشرات المحافظين الذين ذهبوا مثلما جاءوا ولم يشعر بهم أحد وهؤلاء حسابهم عسير دنيا وآخرة..
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية