رئيس التحرير
عصام كامل

مجلة أمريكية: العلماء يدرسون التحكم بالجينات لصناعة «سوبر مان»

18 حجم الخط

نشرت مجلة scientific american، موضوعا علميا عن أحدث تقنيات التعديل الجيني والتي يسعى العلماء من خلالها لإنتاج شخص سوبر مان.

التحكم في شكل الجسم والحصول على أفضل تركيب جسماني كان ولا يزال حلم البشرية، فمَن مِن البشر لا يحلم أن يكون مفتول العضلات وحسن المظهر، حاليا يعمل العلماء على أبحاث علمية لتعديل الجينات الوراثية لتحقيق ذلك.


وتعد عملية التعديل الوراثي عن طريق إزالة جزء من جين أو تعديله أو الاستبدال به بالكامل آخرَ جديدًا يؤدي الوظيفة المطلوبة، ويجب أولًا تحديد الجزء المراد تعديله في الحمض النووي؛ ليتم القطع والتبديل عند هذا الجزء فقط.

وتبدأ عملية التعديل الجيني بصناعة كسر مزدوج في سلسلتي DNA في الموضع المرغوب تعديله، بعدها يمكن إصلاح هذا الكسر بطريقة من اثنتين: إما عن طريق ربط النهايات غير المتجانس (Non homologous end-joining) (NHEJ)، ما يمكن أن يؤدي إلى إدخال أجزاء من الحمض النووي أو حذفها.

يستطيع العلماء ترتيب الحمض النووي عن طريق الإصلاح الموجه عن طريق التناظر (Homology-directed repair) (HDR)، وهي الطريقة التي تسمح بإدخال ترتيب محدد ومرغوب من القواعد إلى الجين باستخدام قالب خارجي من الحمض النووي، وبهذه الطريقة يمكن إصلاح العطب الموجود في هذا الجين.

اعتمدت الطرق الأولى للتعديل الوراثي على استخدام أنظمة تعتمد على البروتينات تستهدف أجزاء معينة من الحمض النووي، أحدها يُعرَف باسم "نوكلييز أصابع الزنك"، أو اختصارًا باسم ZFNS، والأخرى باسم TALENS.

مخاوف من التجربة
تتمثل مخاوف هذا التعديل الجيني في سلامة هذه التقنيات وفاعليتها، بالإضافة إلى أسئلة أخرى عن العدالة الاجتماعية في التطبيق وعن المحافظة على التنوع البشري، تقول كليدرمان: ربما يجب علينا بدلًا من الحديث عن التقنيات الجديدة في الغرف المغلقة.

هذه التساؤلات والمخاوف طُرحت على القمة الدولية للتعديل الجيني في البشر، التي عُقدت في واشنطن في ديسمبر 2015.

ودعت القمة إلى عدم المضي قدمًا في استخدام التعديل الوراثي في الأجنة حتى تجري معالجة قضايا السلامة والفاعلية بِناءً على فهم جيد للمخاطر والفوائد والبدائل المحتملة، كما يجب مراجعة قضايا الاستخدام السريري لهذه القضية بشكل منتظم.

خطر إنتاج السوبر مان
يمكن أن نتخيل أن يأتي اليوم الذي يجري فيه تعديل الجينات في الكروموسومات في البويضة أو الحيوانات المنوية لإنتاج أطفال بمواصفات معينة حسب الطلب، أو التفكير في تخليق أطفال بمواصفات خارقة وهو ما يشكل خطرا.

كما يطرح هذا الانفتاح في تقنيات التعديل الوراثي البابَ من جديد لظهور ما يُعرف باليوجينيا لاختيار النسخ الجيدة واستبعاد أخرى تعتبر رديئة.
الجريدة الرسمية