رئيس التحرير
عصام كامل

نصر فتحي اللوزي يكتب: الناس معذبون حائرون يتساءلون

18 حجم الخط

يمتلك الإنسان قوة الإرادة والصبر على الجوع، الصوم في كل الأديان على مختلف أشكاله طبقًا لكل ديانة، يبدأ من الامتناع عن الطعام والشراب ثم تحقيق بقية أركانه وشروط صحته.


وفى الإسلام الحنيف تأتي ساعة الإفطار ويكون للصائم فرحتان... عن أبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه ).

لقد سرقت الحكومة الفرحة الأولى من الصائم حيث لم يعد أمامه ما يفطر عليه سوى أقل القليل وغابت الأصناف التي بها كان يعوض الإنسان جوعه كما كانت في السنوات الماضية، وذلك نظرًا لخيبة الحكومة في ضبط الأسعار وتركتها كالمجنونة في الزفة فكتبت الحكومة على الإنسان الجوع وشبه الجوع الدائم.

ولكي لا نظلم الحكومة فقد تركت الفرحة الثانية لعل وعسى يفرح بها منكوبي الدخل، منهوبي الدخل، مسروقي الدخل، موكوسي الدخل، معدومي الدخل، ولا تقل محدودي الدخل، وتركت لهم التمني في كل دقيقة يعيشونها أن يفرحوا على التو واللحظة بلقاء ربهم لعذابهم بالمرض ووقوفهم مكتوفي الأيادي أمام أسعار الادوية التي أمست وأصبحت بعيدة المنال تناطح السحاب.

إن الصبر على الجوع جائز ولكن الصبر على المرض غير جائز على الإطلاق، حيث لا يتحمله أي إنسان وقد يودي بحياته في لحظة غياب الدواء نظرًا لضيق اليد، إنه العذاب المتواصل الذي يئن منه الإنسان ليل نهار، الناس معذبون حائرون يتساءلون أين الرحمة في رفع أسعار أدوية الأمراض ( المزمنة ) التي أصبحت مستحيل الحصول عليها في ظل معاش لم يعد قادرًا لضعفه على الصراخ.

أيها المتسببين في رفع أسعار الأدوية اتقوا الله في مرضى المصريين، ارحمونا، الرحماء يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، كفانا عذابًا، كفانا حرمانًا، كفانا وعودًا لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تشفي أمراضنا. 
الجريدة الرسمية